على غرار الجيش الأميركي.. الجنود العراقيون يتولون مهام إعادة الإعمار

مسؤولون أميركيون: إعادة الخدمات الأساسية سلاح قوي ضد المقاتلين

جنديان عراقيان يصبّان قاعدة خرسانية أثناء تدريبات على عمليات البناء والإعمار بإشراف الجيش الأميركي في قاعدة ببغداد (رويترز)
TT

إصلاح أنابيب الصرف الصحي وسد الحفر ليست من الأعمال المعتادة للقوات المسلحة، لكن الجيش العراقي يأمل في أن يؤدي إرسال الجيش في مثل هذه المهام إلى إضعاف التمرد في الوقت الذي تستعد فيه القوات الاميركية للانسحاب من البلاد.

وقال العقيد أحمد خليفة قائد مهندسي الفرقة السادسة بالجيش لوكالة رويترز«نعيد رصف الشوارع ونضع أعمدة اضاءة تعمل بالطاقة الشمسية ونعيد الخدمات الاساسية». وأضاف بعد جلسة تدريب قام سلاح المهندسين بالجيش الاميركي خلالها بتدريب الجنود العراقيين على خلط الخرسانة في قاعدة عراقية في بغداد «نحن نوجه رسالة مفادها..لسنا هنا فقط لنقاتل».

ورغم أن النسبة الأكبر من مشروعات إعادة الإعمار في العراق تنفذها شركات من القطاع الخاص إلا ان الجيش يستدعى بدرجة أكبر الآن للقيام بأعمال تحقق الاستقرار بعد الصراع منها ترميم المباني وردم حفر خلفتها إنفجارات قنابل وإزالة الألغام واستعادة التيار الكهربائي.

ويمثل ذلك تحديا إذ إن أغلب المجندين في الجيش العراقي يفتقرون للمهارات للقيام بمثل هذه الاعمال. ورغم ان العراق كان لديه العديد من العمال المهرة إلا أن أغلبهم غير متاح أو لا يرغب في تدريب الجيش. وتقدم الجيش الاميركي لسد هذه الثغرة. وبعد أن تقرر سحب القوات الاميركية المقاتلة من المدن العراقية بحلول نهاية يونيو (حزيران) المقبل قبيل انهاء العمليات القتالية في 31 أغسطس (آب) 2010 تحول اهتمام البعثة الاميركية بدرجة أكبر باتجاه تدريب وتجهيز الجيش العراقي لتولي المهمة. وفي الماضي كان ذلك يعني تدريب المجندين على اطلاق النار وشن غارات وإبطال هجمات وهي المهارات الاساسية المطلوبة لقمع أعمال العنف التي ضعفت ولكن لم تنته.

أما الآن فانه يعني كذلك تدريب المجندين العراقيين على القيام بأعمال مثل اصلاح انابيب الصرف الصحي. وقال البريجادير جنرال اوين مونكوندويت قائد الوحدة 225 من سلاح المهندسين «هذه العمليات المتعلقة بالاستقرار تمثل محركات للمجتمع وتعطي احساسا بالعودة للحياة الطبيعية وبالامل». ويرى القادة العسكريون الاميركيون في العراق منذ فترة طويلة ان اعادة الخدمات الاساسية الى البلاد هي سلاح قوي ضد المقاتلين.

ومع انحسار اعمال العنف التي اندلعت في البلاد بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 يشكو المزيد من سكان بغداد من افتقارهم للكهرباء أكثر مما يشكون من خوفهم من المقاتلين. والعراقيون محبطون من تباطؤ أعمال إعادة الإعمار ويخشى البعض من تجدد اراقة الدماء اذا لم تبذل الجهود لتسريع العملية.

وقال خليفة «مازلنا في وقت حرب. الخدمات مثل الكهرباء والمياه مدمرة. والجيش يجب ان يتدخل لاصلاحها».