أوباما يقرر استئناف أبحاث الخلايا الجذعية ويلغي حظراً فرضه بوش

قرار يرضي الباحثين بعد تعطل عملهم 8 أعوام ويرفع من أسهم شركات الأبحاث

TT

صادق الرئيس الأميركي باراك اوباما على تمويل الحكومة الفيدرالية لابحاث الخلايا الجذعية بحثاً عن تحقيق تقدم طبي لا يتعارض مع القيم الاخلاقية، مشيراً الى ان «المعجزات الطبية لا يمكن ان تتم عن طريق الصدفة». ووقع اوباما امس امراً تنفيذياً يلغي حظراً كانت فرضته إدارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش على تمويل أبحاث الخلايا الجذعية من أموال دافعي الضرائب. وقال اوباما إن الابحاث العلمية يجب ان تبقى بمنأى عن التأثيرات السياسية. وكان الرئيس الاميركي السابق بوش حظر استخدام اموال الحكومة في تمويل ابحاث الخلايا الجذعية في اغسطس (آب) عام 2001 ، وذلك مسايرة للمعترضين من الجماعات الدينية التي تعارض مثل هذه الابحاث، على اعتبار انها مناقضة للاخلاق. وقال اوباما إن إدارته ستعمل على تعويض التأخر في المجال الطبي بسبب الحظر الذي فرضته الادارة السابقة.

ووسط تصفيق حاد قال أوباما لحشد في البيت الابيض: «سنرفع الحظر على التمويل الاتحادي للابحاث الواعدة في مجال الخلايا الجذعية الجنينية»، مضيفاً: «سنؤازر ايضا بقوة العلماء الذين يقومون بهذه الابحاث. ونطمح الى ان تقود اميركا العالم في الاكتشافات التي قد تتمخض عن هذا يوما ما». وفور اذاعة هذه الانباء شهدت اسعار اسهم الشركات المتخصصة في ابحاث الخلايا الجذعية ارتفاعا حادا اذ ارتفعت اسهم شركة «جيرون كورب» بنسبة 35 في المئة وشركة «ستيمسلز انك» بواقع 73 في المئة في مرحلة ما، فيما ارتفعت اسهم شركات اخرى في هذا المجال.

وقال اوباما إنه يدرك مدى صعوبة وحساسية قراره، وهو يدرك مشاعر المعارضين لابحاث الخلايا الجذعية، لكنه في نهاية الامر قرر ان يقف الى جانب اغلبية الاميركيين المؤيدين لهذه الابحاث، والذين يوافقون على انفاق اموال فيدرالية على مراكز الابحاث التي تعمل في هذا الجانب. وقال إن الحكومة وضعت بين اختيارين وهما البحوث العلمية والقيم الاخلاقية «وفي اعتقادي ان لا تعارض بينهما»، على حد قوله. وأكد اوباما ان إدارته تدعم الابحاث العلمية. ويأتي قرار اوباما ليجب بصورة حاسمة المنهج الذي سلكه الرئيس السابق جورج بوش. ويضع القانون الاميركي قيودا على استخدام أموال الحكومة الاتحادية في إنتاج خلايا جذعية من أجنة بشرية الا ان بوش ضيق هذه القيود بدرجة اكبر لتشمل جميع الابحاث الخاصة بمثل هذه الخلايا. وتسمح هذه الخطوة من جانب أوباما للباحثين العاملين بتمويل من الحكومة الاتحادية على التعامل مع تلك الخلايا. ويقول أعداء بحوث الخلايا الجذعية الخاصة بالاجنة البشرية ان تلك البحوث تدمر الاجنة التي يقولون ان الحياة تدب فيها. وقال اوباما: «ما زالت الفوائد الخاصة ببحوث الخلايات الجذعية غير معروفة.. ولا ينبغي اعطاؤها أكبر من حجمها.. ولكن العلماء يعتقدون أن تلك الخلايا الدقيقة قد تحمل في طياتها ما يمكن أن يساعدنا في فهم وربما علاج بعض من أخطر أمراضنا وحالاتنا».

واوضح معاونون ان اوباما لم يورد اي تفاصيل بشأن كيفية الاشراف على ابحاث الخلايا الجذعية الا انه سيمهل المعاهد القومية للصحة مدة 120 يوما كي تعد الخطوط العامة الاسترشادية. ووعد اوباما: «لن نستخف ابدا بهذه الابحاث. سنرسي مبادئ توجيهية صارمة ونتبعها بحزم لاننا لن نسمح ابدا بإساءة الاستعمال او الانتهاك». واتهم بعض العلماء بوش بالتضحية بالابحاث العلمية وتقويض مستقبلها من اجل استرضاء قاعدة تهمه من المحافظين في مجالي السياسة والدين ليس فيما يتعلق بالخلايا الجذعية فحسب، بل ايضا في مجال السياسات الخاصة بالتغير المناخي والطاقة والصحة وغيرها. ووقع اوباما ايضا على مذكرة تفاهم رئاسية تتضمن توجيهات لمكتب سياسات العلوم والتكنولوجيا بالبيت الابيض لوضع استراتيجية من اجل «استعادة النزاهة العلمية لصناع القرار في الحكومة». ويتيح قرار اوباما استئناف أبحاث علمية متطورة يمكن ان تجد حلولاً لأمراض مستعصية مثل امراض السكري والشلل. كما ان تطور هذه الابحاث ربما يجلب حلولاً لامراض مثل الزهايمر (الخرف) او الباركنسون (الارتعاش). وانتقد الجمهوريون قرار اوباما وقالوا إن على إدارته التركيز على معالجة الأزمة الاقتصادية بدلاً من انفاق المزيد من اموال دافعي الضرائب.