واشنطن تحتج رسميا لدى بكين بعد اعتراض إحدى سفنها الحربية

الرئيس الصيني يدعو إلى إقامة «سور» للتصدي للنزعة الانفصالية في التيبت

TT

احتجت الولايات المتحدة رسميا لدى السلطات الصينية بعد تعرض إحدى سفنها الحربية لـ«مضايقات» من قبل سفن صينية قامت بمناورات قربها في المياه الدولية.

وصرح الناطق باسم الخارجية روبرت وود بأن «السفارة (الأميركية) ببكين تلقت احتجاجا في نهاية الأسبوع»، لنقله للسلطات الصينية. وأضاف: «نحن نعتقد أن سفينتنا تعرضت للمضايقة بشكل غير لائق. وهذا هو موضوع احتجاجنا لدى الحكومة الصينية».

وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت أن خمس سفن صينية قامت بمناورات خطرة قرب سفينة غير مسلحة تابعة لسلاح البحرية الأميركية تحمل اسم «يو اس ان اس امبيكابل» في المياه الدولية جنوب بحر الصين.

واعتبر الناطق باسم وزارة الدفاع براين ويتمان أنها «كانت مناورة متهورة وخطرة وغير مهنية» مضيفا أن إحدى السفن الصينية اقتربت لأقل من ثمانية أمتار من السفينة الأميركية. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن صوراً تم عرضها على المصورين لم تظهر على السفن الصينية علامات عسكرية وبدت أشبه بسفن الصيد. والسفينة الأميركية هي سفينة مراقبة تجمع «معطيات حول الذبذبات الصوتية للغواصات».

وقالت الوزارة في بيان إن السفن الصينية «لاحقت السفينة الأميركية امبيكابل التي كانت تقوم بعمليات روتينية في المياه الدولية على بعد 75 ميلا (120 كيلومترا) جنوب جزيرة هاينان وقامت بمناورات حادة على مسافة قصيرة إلى حد خطير منها». وأضافت الوزارة أن السفن الصينية هي سفينة للمخابرات البحرية وزورق دورية تابع لمكتب المصائد البحرية وزورق دورية تابع لإدارة دراسات المحيط الحكومية وسفينتا صيد صغيرتان ترفعان العلم الصيني. وأوضح البيان أن السفينة التابعة للبحرية الأميركية كان يعمل بها طاقم مدني بموجب عقد مع وزارة الدفاع، واتهمت السفن الصينية بانتهاك القانون الدولي.

وقال البيان إن السفينة الأميركية أبلغت السفن الصينية من خلال اللاسلكي بأنها ستغادر المنطقة وطلبت إفساح الطريق لها للمرور الآمن، لكن سفينتين صينيتين توقفتا أمامها مباشرة وألقتا قطعا من الخشب في طريقها. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الميجر ستيوارت أبتون في بيان: «المناورات البعيدة عن الأسلوب المهني التي قامت بها السفن الصينية خالفت ما يقتضيه القانون الدولي من إيلاء الاعتبار اللازم لحقوق الآخرين ممن يستخدمون المحيط بشكل قانوني وسلامتهم». وتأتي الحادثة البحرية في وقت تمر العلاقات الأميركية – الصينية ببعض التوتر بعد أسابيع من زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بكين. فبينما تدعو الولايات المتحدة بكين إلى تهدئة الأوضاع في التيبت، دعا الرئيس الصيني هو جينتاو أمس القادة التيبتيين إلى إقامة «سور» لمواجهة النزعة الانفصالية عشية الذكرى الخمسين للعصيان على السلطات الصينية. ونقل التلفزيون الصيني الرسمي عن الرئيس الصيني قوله «علينا إقامة سور للتصدي للنزعة الانفصالية وحماية وحدة وطننا الأم». والتقى هو أمس المندوبين التيبتيين الموجودين لحضور الجلسة السنوية بكامل الأعضاء التي يعقدها البرلمان في بكين. وقال هو الذي كان الرجل الأول في الحزب الشيوعي في التيبت بين عامي 1988 و1992: «على التيبت أن تطبق مهمات التنمية والاستقرار وأن تتحقق من أن الاقتصاد يتطور بسرعة وأن أمن الدولة والمجتمع مستقران». وتتهم الصين الدالاي لاما الزعيم الروحي للتيبتيين المقيم في المنفى في الهند منذ 1959 بأنه لا يزال يطالب باستقلال التيبت بالرغم من أنه ينفي هذه الاتهامات.

وعززت الصين تدابيرها لمراقبة حدود التيبت مع اقتراب ذكرى العصيان. وأعلن المسؤول الكبير المكلف شؤون الحدود فو هونجيو في تصريح أوردته الصحف الرسمية أمس أن السلطات نشرت قوات إضافية على طول الحدود في منطقة التيبت التي تتمتع بالحكم الذاتي. وقال فو هونجيو المفوض السياسي المكلف مراقبة الحدود داخل وزارة الأمن العام: «حفاظا على استقرار التيبت نشرنا قوات ستعزز المراقبة على نقاط الدخول والطرق الرئيسية على طول الحدود (الدولية) للتيبت». وأضاف فو كما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة «سنفعل ما بوسعنا لضمان الأمن والاستقرار».