كربلاء: صراع على منصب المحافظ بين الفائز بأغلبية أصوات الناخبين.. وقائمة المالكي

برلمانية تدعو رئيس الوزراء إلى منح الحبوبي المنصب.. و«الدعوة» يرد: طلب غير معقول

TT

طالب أهالي كربلاء القوائم الفائزة بمقاعد مجلس المحافظة بتنصيب مرشح قائمة اللواء يوسف الحبوبي محافظا للمدينة ذلك لما له من مكانة خاصة لدى الكربلائيين منذ زمن بعيد، ومن جانبها دعت النائبة المستقلة صفية السهيل، أمس، إلى إعادة النظر بالمناصب الإدارية التي ستوزع بين القوائم الفائزة في انتخابات مجالس المحافظات، مطالبة بعدم إقصاء الحبوبي.

وكان الحبوبي قد حقق نتيجة كبيرة في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، إذ حصل على أكثر من 37 ألف صوت، محققا فوزا ساحقا تفوق فيه على قائمة رئيس الوزراء نوري المالكي أو قائمة التيار الصدري أو قائمة المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عبد العزيز الحكيم. وتعتبر هذه النتيجة هي الأولى في العراق على مستوى القوائم المنفردة وثانيا على مستوى قوائم الكيانات، حيث يأمل منتخبوه أن تقف معه القوائم الفائزة في كربلاء بترشيحه لمنصب محافظ المدينة. وكان المتحدث الإعلامي باسم قائمة أمل الرافدين محمد طاهر الأسدي قد كشف عن اتفاق بأن يكون منصب المحافظ من نصيب ائتلاف دولة القانون، بزعامة المالكي، فيما يكون منصب رئيس المجلس من حصة قائمته، إذ حصلت هاتان القائمتان على عدة قوائم، فيما حصل الحبوبي، رغم الأصوات التي نالها، على مقعد واحد لأنه رشح بشكل مستقل.

وقال الحبوبي لـ«الشرق الأوسط» إنه يرغب « في أن يكون محافظ كربلاء كي يخدم هذه المدينة التي تحتاج إلى الكثير من الأعمال على كافة المستويات وهذا هو الذي يسعى من أجله». وأضاف الحبوبي لـ«لشرق الأوسط » أن «محافظ المدينة لديه صلاحيات كبيرة يمكن من خلالها ممارسة الأعمال التي يطمح إليها المواطن الكربلائي الذي ألح عليَ أن أرشح نفسي لهذه المنصب». وأكد الحبوبي أن«منصب المحافظ لم يعرض علي لحد الآن من قبل القوائم التي فازت بمقاعد مجلس المحافظة، إذ جرت عدة مناقشات مع القوائم الفائزة  بهذا الخصوص لكن لم نحصل على شيء رسمي بذلك». وأضاف الحبوبي«أني مؤهل لمنصب المحافظ كون لي خبرة كبيرة في هذا المجال وخصوصا أني شغلت مناصب عديدة منها نائب محافظ ومدير نواحٍ في عدة محافظات وغيرها من المناصب التي نجحت فيها من خلال النزول للشارع مع المواطن وأتمنى أن يحصل ذلك وان اشغل منصب محافظ المدينة»، وشدد الحبوبي «لا أخوض في مطالبتي بمنصب المحافظ من خلال المظاهرات والاعتصامات السلمية».

إلى ذلك، طالبت النائبة المستقلة صفية السهيل بعدم إقصاء الحبوبي،وقالت في بيان صدر عن مكتبها: إن «ثقة الشعب العراقي بمصداقية انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة أمام اختبار وامتحان صعب، إذ إن الآلية الأساسية والمفتاح الأساسي للديمقراطية هي الانتخابات التي تعكس خيارات الشعب، التي يجب أن تحترم إرادته من قبل كل المشاركين بالعملية الديمقراطية».

وأضافت السهيل «يجب إلفات نظر وتذكير دولة رئيس الوزراء نوري المالكي بدعواته التي أكد فيها على ضرورة احترام الكفاءات العراقية التكنوقراط في العمل المؤسساتي العراقي أمام اختبار تطبيقها في محافظة كربلاء، لأن الالتفاف على أحقية الحبوبي بمنصب المحافظ أو رئيس مجلس المحافظة هو ضد الدعوات التي طرحت من قبل رئيس الوزراء عبر وسائل الإعلام».

ودعت السهيل مفوضية الانتخابات إلى أن«تعيد النظر بالطريقة التي تتم من خلالها احتساب الأصوات فليس من المعقول أن تقوم الأقلية بحكم الأكثرية في كربلاء، فهذا مخالف للديمقراطية وإرادة الشعب الذي وضع ثقته بالحبوبي».

إلى ذلك، قال جواد الكتاني مدير مكتب حزب الدعوة، بزعامة المالكي، في كربلاء: سنمنح الحبوبي فرصة عمل فقط ولا يمكن أعطاؤه منصب محافظ كربلاء الذي سيكون من نصيب إئتلاف دولة القانون، إضافة إلى منصب رئيس مجلس المحافظة الذي سيكون من نصيب قائمة أمل الرافدين» وأضاف قائلا:لـ «الشرق الأوسط» إن« ما يطالب به الحبوبي غير مقبول»، مضيفا أن« ثلاثة أشخاص من إئتلاف دولة القانون مرشحون لمنصب المحافظ وسيتم اختيار شخص واحد من قبل لجنة خاصة شكلت بهذا الخصوص منذ شهر». وحول مطالبة أهالي كربلاء بتنصيب الحبوبي محافظا قال  الكتاني:إن«هناك فئة تريد الحبوبي يكون محافظا وهناك فئات تريد غيره».   ودعا مواطنون من كربلاء إلى تنصيب الحبوبي محافظا لمدينتهم، وقال حيدر حسن من أهالي كربلاء: إن«فوز الحبوبي لم يكن لنا مفاجأة في كربلاء نحن نعرفه من أيام النظام السابق كرجل قدم الكثير للمدينة من خدمات ولهذا السبب انتخبناه  وحصل على التسلسل الأولى في كربلاء»، مضيفا لـ «الشرق الأوسط» أنأأهالي كربلاء أثبتوا أنهم مع الرجل الذي يخدم المدينة فضلا عنه غير منتمٍ إلى أي جهة حزبية».

أما المواطن سعد الكربلائي قال: إن« منصب المحافظ لمن اختاره الشعب بأغلبية ولا نريده  يكون من نصيب المحاصصة السياسية التي سئم منها الشعب العراقي»، مضيفا أن«أهالي كربلاء سوف يتظاهرون ويعتصمون بالطرق السلمية من اجل تنصيب الحبوبي محافظا لكربلاء»، مؤكدا أن«على القوائم الفائزة أن تحترم إرادة أهالي كربلاء وخصوصا أن انتخابات البرلمان العراقي على الأبواب».