فرنسا تعتبر زيارة الرئيس سليمان «رسالة ثقة بلبنان»

الحكومة الفرنسية غير قلقة من تأخير تعيين سفير سوري في بيروت

TT

يقوم رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان بزيارة دولة إلى فرنسا من 16 إلى 18 مارس(آذار) الحالي هي الأعلى بروتوكوليا. وتخصصها فرنسا للدول التي تربطها معها علاقات جيدة. وسبق لسليمان أن زار باريس في يوليو (تموز) من العام الماضي بمناسبة انعقاد القمة المتوسطية بدعوة من الرئيس نيكولا ساركوزي. وقالت مصادر دبلوماسية فرنسية رفيعة المستوى تحدثت إليها «الشرق الأوسط» إن زيارة سليمان تتضمن «عدة رموز منها عودة السيادة اللبنانية الكاملة وعودة المؤسسات وأولها مؤسسة رئاسة الجمهورية إلى ممارسة مهامها بشكل كامل فضلا عن تكريس نجاح اتفاق الدوحة» الذي وضع حدا لفراغ مؤسسة رئاسة الجمهورية ولعودة لبنان إلى الساحة الدولية. وأضافت هذه المصادر أن اختيار إتمام الزيارة قبل الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو (حزيران) المقبل يحمل «رسالة فرنسية» فحواها «الإيمان بلبنان وديمقراطيته وتشجيعه على استعادة دوره الكامل وإظهار ثقتنا بالتقدم الذي تحقق» حتى الآن.

وشددت المصادر الفرنسية الرسمية على «التقدير» الذي يحظى به سليمان من أعلى السلطات الفرنسية التي تصفه بأنه «رجل شجاع وعاقل» وأن لديه «حس رجل الدولة» الذي «تصرف بوحيه حتى الآن ما مكنه من البقاء فوق النزاعات الداخلية وبعيدا عن المحاور العربية والإقليمية».

ويستقبل ساركوزي الرئيس اللبناني عصر الاثنين حيث يعقد معه جلسة محادثات مطولة يليها عشاء رسمي على شرفه في قصر الإليزيه. وسيحظى سليمان بكل ما ينص عليه البروتوكول الفرنسي من مظاهر احتفالية بما فيها الإقامة في قصر الضيوف المعروف بقصر مارينيي الملاصق للقصر الرئاسي وحفل غداء يقيمه على شرفه رئيس الحكومة واستقباله رسميا في القصر بلدية باريس وغير ذلك من الاجتماعات والاحتفالات بما فيها لقاء الجالية اللبنانية. وتبدي المصادر الفرنسية «ثقة» بمستقبل الوضع اللبناني حيث أنها أخذت تنظر إليه «كبلد مثل البلدان الأخرى» أي أنه «لم يعد حالة خاصة تستوجب العناية الفائقة».

وترى هذه المصادر أن لبنان «لا بد أن يستفيد من المناخ المريح والجديد على الساحة الإقليمية وبفضل التوجهات الجديدة للسياسة الأميركية». وفي هذا السياق، رأت هذه المصادر أن الوضع اللبناني الإجمالي «تحسن» سياسيا اقتصاديا وماليا. غير أن العنصر الأهم، وفق باريس هو أن العرب والآخرين «فهموا أنه يتعين ترك لبنان ليعيش بنفسه». وتعتبر فرنسا أن «المصالحة العربية أساس كل شيء» وأنه «لا بد لها أن تنعكس إيجابيا على لبنان» مضيفة أن الدبلوماسية الفرنسية «عازمة على مواكبة» هذه التحولات الإيجابية. وفي موضوع العلاقات اللبنانية ـ السورية، لا تبدي باريس «قلقا» إزاء تأخر تعيين سفير سوري في بيروت رغم أن دمشق كانت وعدت أعلى السلطات الفرنسية بإتمام التعيين في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. و«الأهم» بالنسبة لفرنسا، كما تشرح مصادرها هو قيام العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وما تعنيه من اعتراف فعلي ورسمي بلبنان بلدا مستقلا.