مقتل وإصابة 80 شخصا بينهم 6 صحافيين بتفجير انتحاري استهدف تجمعا للمصالحة

من بين الضحايا عشرات العسكريين وشيوخ عشائر * انفجار سيارة مفخخة في بلدة مسيحية بالموصل

أقارب المصور التلفزيوني حيدر هاشم، مراسل قناة البغدادية الذي قتل في حادث تفجير انتحاري في أبو غريب، يبكون خارج المستشفى أمس (ا. ب)
TT

في واحدة من أكثر الهجمات دموية، التي شهدتها العاصمة العراقية مؤخرا، لقي ما لا يقل عن 33 شخصا حتفهم، كما اصيب عشرات آخرون في تفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف لجنة للمصالحة الوطنية تضم زعماء عشائر وضباطا من الجيش والشرطة ظهر أمس في منطقة ابو غريب، غرب بغداد. ولقي صحافيان عراقيان حتفهما في الهجوم، فيما أصيب اربعة آخرون أحدهم بحالة حرجة.

وقالت المصادر الامنية ان 33 شخصا قتلوا واصيب 46 آخرون بجروح عندما استهدف انتحاري يرتدي حزاما ناسفا التجمع.

من جهته، قال اللواء قاسم عطا المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد ان «الانتحاري استهدف جولة للجنة العشائر التابعة لوزارة الداخلية بامرة اللواء مارد عبد الحسن وعدد من الضباط في السوق المتاخم للقائمقامية». واكد «مقتل آمر الفوج المسؤول عن ابو غريب في التفجير، الذي اسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين والقوات الامنية». واوضح ان «اللجنة عقدت اجتماعا مع زعماء العشائر في اطار المصالحة الوطنية». وصرح الملازم أول أحمد محمود بشرطة أبو غريب لوكالة (رويترز) بأن الانفجار وقع أثناء مرور قافلة حكومية وسط منطقة السوق مما أسفر عن سقوط قتلى بينهم تلاميذ ومسؤولون أمنيون، فيما أفاد مصدر آخر بالشرطة بأن شخصيات بارزة كانت تغادر اجتماعا عقد في مقر بلدية أبو غريب. بدوره، اكد الجيش الاميركي وقوع الحادث موضحا ان «الحصيلة الاولية تشير الى مقتل 29 شخصا بينهم ثلاثة من الجيش، واصابة 28 آخرين بينهم اربعة من الجيش».

يشار الى ان ابو غريب كان من ابرز معاقل المتشددين غرب بغداد بالاضافة الى المناطق المحاذية مثل الزيدان والخمسة بيوت وغيرها.

الى ذلك، أعلن مصدر في قناة «البغدادية» الفضائية مقتل مراسل ومصور لديها في التفجير الانتحاري. وقال جهاد الربيعي الصحافي في القناة، التي تبث انطلاقا من القاهرة لوكالة الصحافة الفرنسية إن «مراسلنا صهيب عدنان ومصورنا حيدر هاشم استشهدا في التفجير، الذي استهدف مؤتمر المصالحة في ابو غريب غرب بغداد».

فيما كشف مرصد الحريات الصحافية عن أصابة أربعة صحافيين، وقال بيان للمرصد، ان الصحافي ابراهيم الكاتب مراسل قناة «العراقية» يرقد في حالة صحية حرجة في مستشفى اليرموك وقد اجريت له عملية جراحية في الدماغ، اضافة الى اصابة كادر قناة «العراقية» بجروح متفاوتة وهم: المصور رائد قاسم، الذي اصيب برأسه ومساعده عدي منذر، الذي اصيب بيده والمساعد الفني فوزي عيدان، الذي اصيب هو الاخر بيده.

ونقل المرصد عن المصور قاسم، الذي نجا من الحادث بأن «عددا من مراسلي ومصوري قنوات فضائية محلية ودولية كانوا برفقة اللواء مارد عبد الحسن اثناء وصوله قضاء ابي غريب للمشاركة بمؤتمر عشائري حين سمعوا دوي انفجار هائل افقدهم الوعي وكان قرب المستشفى العام المجاور للسوق الشعبي ليكتشفوا في ما بعد ان عدداً من الزملاء قد استشهد وجرح آخرون». واضاف بانهم «تعرضوا لاطلاق نار كثيف بعد التفجير الانتحاري مباشرة، كان يصدر من بيوت قريبة باتجاه تجمع الصحافيين والقيادات الامنية، رد عليه عناصر في الجيش العراقي بالمثل ما ساعد في نقل الشهداء والجرحى الى المستشفيات القريبة»، حسبما أوردته وكالة (أصوات العراق). ويأتي التفجير بعد يومين من تفجير مماثل استهدف تجمعا للمتطوعين قرب اكاديمية الشرطة في بغداد الاحد الماضي واسفر عن مقتل 28 شخصا واصابة 58 آخرين.

واوضحت المصادر الامنية ان انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا ويقود دراجة هوائية فجر نفسه وسط تجمع للمتطوعين الى صفوف الشرطة عند مدخل الاكاديمية في شارع فلسطين (شرق بغداد). وتتزامن التفجيرات مع دعوة رئيس الوزراء نوري المالكي «الجميع» الى المصالحة. ودعا خلال مؤتمر عشائري مطلع الاسبوع «الجميع الى المصالحة التي ليست مرحلة قد انتهت».

الى ذلك، قالت مصادر في الشرطة العراقية، ان شخصين على الاقل قتلا واصيب ستة آخرون بانفجار سيارة مفخخة ظهر أمس في بلدة ذات غالبية مسيحية شمال شرقي الموصل.

واضافت ان الانفجار، الذي وقع قرب «قائمقامية بلدة الحمدانية (25 كلم شمال شرقي الموصل) اودى بطبيب ونجل رئيس مجلس القضاء». ويبلغ عدد سكان البلدة قرابة الخمسين الف نسمة اكثر من تسعين في المائة منهم كلدان. وتقع الحمدانية على مشارف سهل نينوى ذات الغالبية المسيحية في شمال الموصل.