بايدن مُحذراً من التخلي عن أفغانستان: على الناتو أن يحقق إنجازاً

كرّر استعداد بلاده التحاور مع المعتدلين في طالبان

TT

حذّر نائب الرئيس الأميركي جو بايدن من خطورة التخلي عن أفغانستان. وقال إن التخلي عنه في هذا الوقت سيحوله إلى «مرتع للمتطرفين». وكرّر بايدن بعد الرئيس الأميركي باراك أوباما، تأكيده على استعداد بلاده مدّ يدها للمعتدلين في حركة طالبان. وقال في كلمة ألقاها في بروكسل بعد محادثات أجراها مع ممثلين من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إن الأمر «يستحق المحاولة». وكانت حركة طالبان قد أعربت عن رفضها القاطع للعرض الأميركي، الذي وصفه المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في تصريحات للموقع الالكتروني لمجلة «دير شبيغل» الألمانية أمس بـ«عديم المعنى». وقال ذبيح الله إن طالبان المعتدلة «لا وجود لها في أفغانستان». وأضاف: «هناك فقط حركة طالبان، وهي غير مستعدة للتفاوض... يطيع قادتنا ومقاتلونا أوامر الملا عمر، ولن يدخلوا في مفاوضات». وقال ذبيح الله إن إجراء محادثات مع حكومة كابل لن تكون ممكنة، إلا إذا وافقت الحكومة الأفغانية على شروط طالبان بشأن سحب القوات الدولية من البلاد، مؤكدا أن طالبان لن تتخلى مطلقا عن تسلحها.

وأضاف بايدن أن الولايات المتحدة لن تبقى دائما في أفغانستان، كما أن الحل العسكري لن يكون الوحيد لإعادة الاستقرار إلى هذا البلد. وقال: «نحن لم نحقق الآن نصرا في الحرب، لكننا لم نخسرها أيضا.. ومن المهم أن يحقق الحلف إنجازا على المدى القصير». وشدّد بايدن على تصميم بلاده العمل على تعميق الشراكة مع دول حلف شمال الأطلسي من أجل مراجعة استراتيجيتها في أفغانستان وباكستان. وأشار عقب لقائه الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر ومجلس سفراء الدول الأعضاء فيه أمس، إلى أنه «جاء ليستمع إلى الآراء المختلفة من أجل إيجاد مقاربة أطلسية مشتركة بخصوص أفغانستان وباكستان».

ولفت إلى أن الولايات المتحدة في مسعاها لمراجعة استراتيجيتها، تريد أن تعرف ما يجب عمله، وما لا يجب عمله عبر «استشارات دائمة مع شركائها الأطلسيين». وركز بايدن على أن الولايات المتحدة وشركاءها الأوروبيين وغيرهم في الناتو، يتقاسمون القلق نفسه لجهة ضرورة تعزيز الأمن والاستقرار في بلادهم وفي العالم، وكذلك التصميم على محاربة الإرهاب أياً كان مصدره. وأشار إلى ضرورة مساعدة بلاده في التعامل مع الأوضاع الأمنية التي تزداد سوءاً في أفغانستان. محذرا من أن الوضع يشكل تهديدا للغرب ككل. وقال إن «الوضع المتدهور في المنطقة يشكل تهديدا أمنيا، ليس للولايات المتحدة فحسب، وإنما لكل دولة حول هذه المائدة». وأضاف: «إنها نفس الجبال التي خطط فيها لهجمات الحادي عشر من سبتمبر».

من جهته، قال الأمين العام للناتو ياب دي هوب شيفر، إن الحلف سوف يعمل مع الولايات المتحدة من أجل حشد الدعم العسكري لقوات «إيساف» العاملة في أفغانستان، وكذلك حشد الدعم لتعزيز العمل على المسار المدني. وأضاف: «في هذا الوقت الصعب يحتاج حلف شمال الأطلسي إلى كافة الشركاء للعمل على هذين المسارين». واعتبر أن زيارة بايدن للحلف التي تأتي مباشرة بعد زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لمقر الناتو الأسبوع الماضي، «إشارة واضحة على تصميم إدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما تعزيز الشراكة مع الحلف، والتوصل إلى مقاربات إقليمية شفافة تجاه أفغانستان وباكستان».