مبارك والأسد في الرياض اليوم لمباحثات مع خادم الحرمين حول القضايا الإقليمية والدولية

المتحدث الرئاسي المصري لـ«الشرق الأوسط»: القمة ثلاثية * مصدر أردني: القمة قد توسع بعد حل الخلافات

الرئيس السوري بشار الأسد لدى استقباله رئيس الديوان الملكي الأردني ناصر اللوزي ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة في دمشق أمس (إ.ب.أ)
TT

يصل الرئيسان المصري حسني مبارك، والسوري بشار حافظ الأسد، إلى الرياض اليوم في زيارة للسعودية، يلتقيان خلالها بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك لبحث العلاقات الثنائية بين بلديهما والمملكة، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بالإضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك حسب وكالة الأنباء السعودية. وتقود السعودية تحركا لتحقيق مصالحة عربية أطلقها خادم الحرمين الشريفين في القمة العربية الاقتصادية الأخيرة في الكويت. ووسط تكهنات حول قمة أو قمم مصغرة عربية تسبق قمة الدوحة لتنقية الأجواء، أكد المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية السفير سليمان عواد لـ«الشرق الأوسط» أن القمة التي ستعقد في الرياض «ثلاثية» بين السعودية ومصر وسورية.

وجاء ذلك وسط تحركات دبلوماسية مكثفة على الساحة العربية بهدف تحقيق مصالحة قبل القمة العربية المقبلة في الدوحة، وفي هذا الصدد زار دمشق أمس بشكل مفاجئ رئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي، حاملا رسالة شفوية إلى الرئيس بشار الأسد من الملك الأردني عبد الله الثاني ووزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، الذي حمل رسالة من رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد. وأعرب الرئيس الأسد عن تفاؤله بأجواء المصالحة العربية وأمله بنجاح القمة العربية المزمع عقدها أواخر الشهر الحالي في الدوحة.

وأكد مصدر أردني مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن الرسالة الأردنية إلى الرئيس الأسد أكدت «أهمية الوحدة العربية والتضامن»، وعلى أن «جميع العرب يدعمون» هذا الرأي. وشدد الجانب الأردني على انه «يجب أن يذهب العرب إلى القمة متحدين». وفي هذا السياق، اعتبر أن القمة المصغرة اليوم في الرياض مهمة، موضحا انه حتى مساء أمس كان من المقرر أن تقتصر على السعودية ومصر وسورية، مضيفا أن القمة قد توسع بعد حل الخلافات بين هذه الأطراف. وفي ما يخص عملية السلام، ترى الأردن أن السلام يجب أن يكون «إقليميا» وليس مجزءا.

وفي القاهرة قالت مصادر دبلوماسية عربية وغربية رفيعة في العاصمة المصرية أمس إن القمة العربية المصغرة المقرر عقدها اليوم بين خادم الحرمين الشريفين والرئيسين مبارك والأسد، ستشكل خطوة مهمة باتجاه تحقيق التوافق العربي بما يسهم في بلورة حلول مشتركة للعديد من الملفات العالقة، وعلى رأسها الملف الفلسطيني، وفي القلب منه المصالحة والتهدئة، وتشكيل حكومة توافق وطني فلسطينية جديدة، وكذلك الملف السوداني الطارئ الخاص بقرار المحكمة الجنائية الدولية توقيف الرئيس السوداني عمر البشير، وعززت المصادر ذلك بأن قمة اليوم تأتي بعد اتصالات ومشاورات مكثفة على الصعيدين الإقليمي والدولي، أجراها كل من خادم الحرمين والرئيس المصري، إضافة لاتصالات ثنائية ومكوكية لموفدين بين عدد من العواصم العربية منها دمشق وعَمَّان والدوحة، والخرطوم. وأكد المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية السفير سليمان عواد لـ«الشرق الأوسط» أن القمة التي ستعقد في الرياض «ثلاثية»، قائلا إن أجندتها «العمل على وحدة الموقف العربي، والتعامل مع كل أوضاع المنطقة العربية وفق الأسس التي تقتضيها الحالة في الساحة العربية والدولية»، في إشارة إلى التمهيد لتنقية الأجواء لإنجاح القمة العربية المقرر عقدها في الدوحة في الثلاثين من الشهر الجاري. ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بانعقاد القمة العربية الثلاثية التي تعقد في الرياض. ووصفها بالمهمة للغاية نظرا للرسالة التي ستخرج عنها، وهى إنهاء كل ما يتعلق بمرحلة الخلافات العربية، والتركيز على وحدة الصف العربي. وأضاف «موسى» في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» أن الجامعة العربية تقدم كل الشكر والعرفان لخادم الحرمين على إطلاقه مبادرة المصالحة العربية التي تطلق العمل العربي إلى آفاق أرحب، وتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح الذي نرجوه.

يأتي هذا في وقت بدأت فيه قطر أمس تسليم دعاوى المشاركة في القمة العربية، للملوك والرؤساء والأمراء العرب، وقالت مصادر مصرية إن الرئيس مبارك تسلم أمس الدعوة للمشاركة في القمة، فيما رحبت قطر بحضور الرئيس السوداني عمر البشير لتمثيل بلاده في اجتماع القمة العربية، رغم إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه.

وكان الرئيس مبارك قد بعث برسالة إلى خادم الحرمين الشريفين أول من أمس نقلها وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان، تتعلق بالقضايا العربية والتطورات الراهنة بالمنطقة والتنسيق المتواصل بين مصر والسعودية ودعم العلاقات الثنائية في كافة المجالات.

يذكر أن آخر زيارة قام بها الرئيس المصري للسعودية تمت في 13 يناير الماضي، أما آخر لقاء بين الرئيس مبارك والملك عبد الله بن عبد العزيز فقد تم على هامش القمة الاقتصادية التي عقدت في يناير الماضي بدولة الكويت. وفي دمشق جرى خلال استقبال الرئيس السوري بشار الأسد وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد الذي نقل رسالة من الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات بحث «آخر التطورات والأجواء العربية قبل انعقاد القمة العربية المقبلة في الدوحة، وأهمية التشاور والتنسيق بين الدول العربية بشأن مختلف المواضيع، خاصة الموضوع الفلسطيني، للوصول إلى مصالحة فلسطينية – فلسطينية، يسودها الوفاق والوئام بين جميع الأطراف». كما أعرب الرئيس الأسد عن تفاؤله بأجواء المصالحة العربية وعن أمله بنجاح القمة العربية.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» عن مصدر دبلوماسي مطلع قوله إن «الشيخ عبد الله اجتمع فور وصوله بالرئيس بشار الأسد ونقل له رسالة من رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان»، مشيرا إلى أن «الرسالة تندرج في إطار التشاور والتنسيق بين البلدين لتعزيز العمل العربي المشترك وكذلك العلاقات الثنائية».وأضاف المصدر الدبلوماسي أن «وزير الخارجية الإماراتي سيغادر دمشق في اليوم ذاته متوجها إلى العاصمة الأردنية عمان». وحضر اللقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان وسفير الإمارات في دمشق. وفي تزامن لافت وصل أيضا إلى دمشق يوم أمس رئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي، حاملا رسالة شفوية إلى الرئيس بشار الأسد من الملك الأردني عبد الله الثاني.

وقال الديوان الملكي الأردني في بيان له إن «الرسالة تتعلق بالتطورات في المنطقة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية». فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن اللوزي نقل للرئيس الأسد تحيات الملك عبد الله وتقديره ودعوته لزيارة الأردن، حيث وعد الرئيس الأسد بتلبيتها في أقرب فرصة ممكنة. وفي اللقاء الذي حضره أيضا المعلم وبثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة. تم تناول الأوضاع على الساحة العربية في ظل الأجواء الإيجابية السائدة مع اقتراب موعد انعقاد القمة العربية المقبلة في الدوحة والأوضاع على الساحة الفلسطينية وسبل تعزيز المصالحة الفلسطينية. وأكد الأسد ضرورة الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني والوقوف على مسافة واحدة من جميع الفلسطينيين وحثهم على توطيد المصالحة لتعزيز موقفهم على الساحة الدولية. كما شدد الأسد على أهمية الارتقاء بالعلاقات العربية – العربية، والاتفاق على التفاصيل والمصطلحات والإعداد الجيد لقمة الدوحة، لتوحيد الموقف العربي الذي يحمي مصالح العرب وحقوقهم. ويأتي إرسال الرسالتين الإماراتية والأردنية عشية سفر الرئيس الأسد إلى الرياض يوم غد في زيارة رسمية تلبية لدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وفيما لم يعلن عن هذه الزيارة رسميا في وسائل الإعلام الحكومية السورية، ولم تتم حتى الإشارة إليها، أبرزت المواقع الالكترونية الإخبارية وصحيفة «الوطن» الخاصة الخبر على الصفحات الأولى، متوقعة تحول القمة الثنائية السورية – السعودية، إلى قمة ثلاثية، تجمع الأسد مع العاهل السعودي والرئيس المصري حسني مبارك.