القصر الملكي المغربي يلتقي قيادات الأحزاب لبحث تطورات العلاقات المغربية ـ الإيرانية

الرباط: قطع العلاقات مع طهران ضروري لوضع النقاط على الحروف

TT

علمت «الشرق الأوسط» ان القصر الملكي المغربي أبلغ الأحزاب السياسية، التي تتوفرعلى فرق ومجموعات نيابية في البرلمان المغربي، بحيثيات القرار الذي اتخذته الرباط أخيرا بشأن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران.

وقالت مصادر متطابقة لـ«الشرق الأوسط»:إن لقاء مع قادة أحزاب، من الغالبية والمعارضة، ترأسه مستشار العاهل المغربي، محمد معتصم، وحضره الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية، وشكيب بن موسى، وزير الداخلية، عُقد الليلة قبل الماضية، في الديوان الملكي بالرباط.

وحضر اللقاء عباس الفاسي، رئيس الوزراء، بصفته أميناعاما لحزب الاستقلال، وعبد الواحد الراضي، الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومصطفى المنصورى، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ورئيس مجلس النواب، ومولاي إسماعيل العلوي، أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، ومحند العنصر، أمين عام الحركة الشعبية، وعبد الله الفردوس، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الدستوري، وعبد الكريم بن عتيق، الأمين العام للحزب العمالي، والقيادي في حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، ومحمود عرشان، الأمين العام للحركة الديمقراطية الاجتماعية، والتهامي الخياري، الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية، ومحمد الشيخ بيد الله، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الحديث النشأة.

وجدد المسؤولون المغاربة التأكيد على ان الخلاف مع إيران لا علاقة له بقضايا قومية، بل يتعلق بقضايا ثنائية محضة، وقالوا: إن تضامن المملكة المغربية مع مملكة البحرين مسألة مبدئية بالنسبة للرباط، مشيرين إلى أن المصالح الاقتصادية والتجارية مع العراق في عهد الرئيس السابق صدام حسين، على سبيل المثال، كانت قوية جدا، بيد أن المغرب اتخذ موقفا منسجما مع مبادئه وقناعاته حينما وقف ضد غزو دولة الكويت، واستباحة سيادتها.

ووصفت المصادر المغربية ذاتها السلوكيات الإيرانية إزاء الرباط بانها «سلوكيات احتقارية»، وانتقدت قيام بعض الجهات الإيرانية، في إطار توزيع الأدوار، بالترويج أن المغرب يدافع عن اللولبيات الصهيونية المتوغلة فيه، معتبرة القول أن القرار المغربي المتعلق بقطع العلاقات مع طهران تم بدافع صهيوني هو مسألة مرفوضة جملة وتفصيلا، كما تساءلت عما إذا كان تضامن الدول العربية مع البحرين، هو مسألة حركتها أيضا الآلة الصهيونية؟. وأوضحت المصادر ان رسالة الملك محمد السادس لعاهل البحرين لم تتضمن أي اساءة لأي كان في القيادة الإيرانية، ومن ثم فإن الرباط طرحت مجموعة من الأسئلة ضمنها:لماذا استهداف المغرب لوحده عربيا ومغاربيا، عبر استدعاء الخارجية الإيرانية للقائم بالأعمال المغربي في طهران لوحده للاحتجاج على تضامن الرباط مع المنامة؟ وهل لان الإيرانيين ينظرون الى المغرب بأنه حلقة ضعيفة، واعتقادهم أن جبهته الداخلية هشة، يسهل اختراقها، والمضي قدما في نشر التشيع، كما هو الشأن في مجموعة من الدول الإسلامية؟.

وكشفت المصادر ان المغرب لم يكن لديه من خيار سوى توجيه رد واضح وصريح لطهران، هو قطع العلاقات، وليس تجميدها أو الاكتفاء باستدعاء السفير.وعلى هذا الأساس، تقول المصادر، يمكن التذاكر مستقبلاً على قواعد واضح تضبط العلاقات المغربية – الإيرانية.

واعتبرت المصادر ان قطع العلاقات مع إيران ضروري لوضع النقاط على الحروف، موضحة ان طهران كانت تريد اختبار رد فعل المغرب، ولو ان الرباط اختارت التزام الصمت لسهل الأمر أمام أي عملية اختراق إيراني مذهبي، في المستقبل. على صعيد آخر، قالت مصادر أمنية: إن المغرب عرف محاولات عديدة لنشر التشيع في مجموعة من مدنه، ضمنها طنجة ومكناس والدار البيضاء، مشيرة الى ان السفارة الإيرانية في الرباط تستغل بعض التظاهرات الثقافية المسموح بها في البلاد، لاستقطاب الناس للمذهب الشيعي.

وترى المصادر ذاتها أن إيران تعتبر أن المغرب لديه موقع استراتيجي، يصلح ليكون بوابة لتمرير المذهب الشيعي إلى أوروبا، عبر جاليته الكبيرة المقيمة فيها، وتمريره أيضا إلى بلدان المغرب العربي، من خلال استغلال الانفتاح المطرد، الذي يعرفه المغرب منذ تولي الملك محمد السادس الحكم صيف 1999.