إيران: ترشح رئيس الوزراء خلال حرب العراق للانتخابات الرئاسية.. يربك الإصلاحيين

مير حسين موسوي كان «مستشار الظل» لرفسنجاني وخاتمي.. ورسام يتكلم العربية والإنجليزية بطلاقة

موسوي مع حرسه أمس في طهران (أ.ب)
TT

أعلن رئيس الوزراء الإيراني الأسبق مير حسين موسوي أمس، ترشحه للانتخابات الرئاسية الإيرانية في 12 يونيو (حزيران) المقبل، على ما أوردت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (ايسنا). وموسوي (66 عاما) هو ثالث مرشح إصلاحي معلن لهذه الانتخابات، بعد المرشحين مهدي كروبي رئيس حزب «اعتماد ملي»، ومحمد خاتمي الرئيس الإيراني السابق. وكان موسوي شغل منصب رئيس الوزراء في إيران بعيد قيام الثورة الإيرانية في 1979، وذلك من 1981 إلى 1989 تاريخ إلغاء هذا المنصب إثر تعديل في الدستور.

وأعلن موسوي في بيان نقلته الوكالة الإيرانية أنه «لا يدعي التمكن من تحقيق الأهداف عبر انتخاب رجل واحد». وأضاف أن «المطلب العام بمراجعة السياسات وتوسع الجمهورية الإسلامية، والعودة إلى قيمها، قد يؤدي إلى تغيير»، مؤكدا «أهمية احترام قيم الحرية في هذه الفترة بالذات». وانتقد موسوي ضمنا سياسة الرئيس محمود أحمدي نجاد وقال «علينا تجنب إهدار الموارد لمصالح قصيرة المدى وأهداف سياسية بلا قيمة». وينتقد خصوم أحمدي نجاد سياسته الشعبوية الرامية إلى اجتذاب الطبقات الأكثر فقرا في المجتمع على حساب التنمية الاقتصادية. وموسوي يحمل شهادة في الهندسة، وهو شخصية محترمة ومعروفة في إيران. كما أنه رسام يشرف على الأكاديمية الإيرانية للفنون، ويتكلم الانجليزية والعربية بطلاقة. ويعد من الوجوه المثقفة والداعية إلى إصلاحات اجتماعية وسياسية وثقافية في إيران. وقد لعب دورا محوريا في إيران ما بعد الثورة كمدير المكتب السياسي في حزب الجمهورية الإسلامية، الحركة الرئيسية التي جمعت أنصار الإمام روح الله الخميني. كما اضطر من منصبه كرئيس وزراء إلى إدارة اقتصاد أرهقته الحرب التي شنها العراق على إيران عام 1980، واستمرت ثمانية أعوام. ثم أصبح وما زال عضوا في مجلس تشخيص مصلحة النظام. وبدا متحفظا جدا طوال هذه الفترة، ولم يجر أي مقابلة إعلامية. ولعب بهدوء دور مستشار للرئيسين المحافظ البراغماتي أكبر هاشمي رفسنجاني (1989-1997) والإصلاحي محمد خاتمي (1997-2005). وكان خاتمي أعلن في مطلع العام انه يحبذ أن يحمل موسوي لواء الإصلاحيين في الانتخابات الرئاسية، قبل أن يعلن ترشحه بنفسه.

وينبغي أن يسجل الراغبون ترشيحهم إلى انتخابات 12 يونيو (حزيران) الرئاسية في إيران لدى وزارة الداخلية، اعتبارا من 5 مايو. ويملكون مهلة تسجيل من خمسة أيام. وأفاد مستشار مقرب من أحمدي نجاد أن الأخير سيترشح أيضا لولاية جديدة من أربعة أعوام.

وأثار ترشح موسوي الكثير من التساؤلات في إيران وسط غموض في خريطة الإصلاحيين، إذ إنه من الشخصيات البارزة في معسكر الإصلاحيين وربما يؤدي خوضه غمار الانتخابات إلى خسارة خاتمي أو كروبي لأصوات كانت ستتجه لهما لو لم يترشح. وتردد أن موافقة السلطات في إيران على ترشح موسوي يهدف إلى تفتيت أصوات الإصلاحيين وفتح الطريق أمام فوز أحمدي نجاد الذي لم يترشح احد من المحافظين أمامه حتى الآن. غير أن هناك أصواتا أخرى تعتقد أن ترشح موسوي يهدف إلى قطع الطريق أمام فوز خاتمي لأن هناك بعض الإصلاحيين لا يريدون لخاتمي أن يعاد انتخابه لإيران لمدة 8 سنوات أخرى. وأدى إعلان ترشح موسوي إلى إرباك وسط الإصلاحيين، الذين بات على فصائلهم المختلفة تحديد إلى أي مرشح تتجه، وما إذا كان البرنامج الانتخابي هو الفيصل أم الشخصية. وحتى الآن ما زال خاتمي يعتبر الأوفر حظا بالفوز وسط الإصلاحيين، ويعتقد البعض أن باقي المرشحين الإصلاحيين قد يقررون الانسحاب في الأيام الأخيرة قبل الانتخابات لتعزيز حظوظ خاتمي، إذا وضح أن الشارع يفضله. ويأتي ذلك فيما أعلن عمدة طهران السابق غلام حسين كرباستشي دعمه لكروبي أمام خاتمي في انتخابات الرئاسة. وقال كرباستشي في تصريحات لصحيفة «نيويورك تايمز» إنه يعتقد أن كروبي سيكون رئيسا جيدا لإيران، مشيرا إلى انه يمكن أن يحقق الكثير من التغييرات. ويعد دعم كرباستشي لكروبي أمام خاتمي مفاجئا، إذ انه كان من الشخصيات الأساسية الداعمة لخاتمي خلال 8 سنوات من ولايته.