المستشارة الرئاسية السورية: المبادرة العربية موجودة شرط أن تلتزم بها إسرائيل

قالت إن خادم الحرمين كان أكثر من رائع مع الأسد.. وسورية عرضت مواقفها في القمة الرباعية

TT

تحدثت المستشارة السياسية والإعلامية لدى الرئاسة السورية، بثينة شعبان، أمس، عن القمة العربية المصغرة التي عقدت في الرياض أول من أمس، وضمت السعودية ومصر وسورية والكويت، أن «خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كان أكثر من رائع في علاقته مع الرئيس السوري بشار الأسد إضافة إلى أن المقاربات من قبل القادة الآخرين كانت جيدة وهادفة وبناءة». وأكدت شعبان في لقاء مع عدد من المراسلين الصحافيين يوم أمس الخميس، وبعد عودة الرئيس الأسد من الرياض، أن الأجواء كانت إيجابية وبناءة، عرضت خلالها سورية «مواقفها المبدئية والعملية حول مختلف الحقوق العربية والعلاقات الإقليمية التي تصب في خدمة هذه الحقوق».

وعقد الملك عبد لله والرئيس الأسد لقاء ثنائيا دام نحو أكثر من ساعة، بحثا خلاله معظم المسائل العربية والإقليمية والعلاقات الثنائية»، ثم عقدت القمة الرباعية المغلقة، واستمرت لمدة أربع ساعات، تخللها غداء عمل. وجرى خلالها طرح موضوع العلاقات الإقليمية.

وقالت شعبان إن سورية أكدت على «أهمية العلاقات العربية مع تركيا وإيران كدولتين إقليميتين مؤيدتين للحق العربي وضرورة اتباع مرجعية عربية واضحة في علاقاتنا مع الدول الإقليمية وغير الإقليمية؛ مرجعية منطلقها حقوق العرب ومصالح شعوبهم». وفيما يخص العلاقات السورية الإيرانية والملف النووي الإيراني وما إذا كان قد تم التطرق لهما خلال القمة الرباعية قالت شعبان: «تم التطرق لدور إيران وتركيا في هذه المنطقة، وأين موقف العرب من هذه الدول، ولماذا هذا الموقف، وكيف يخدم هذا الموقف الحق العربي، أو لا يخدم الحق العربي، وكيفية التوصل إلى موقف يخدم الحق العربي». مشيرة إلى أن «النقاشات سادها الوضوح والصراحة والشفافية». وإلى أن «العلاقات العربية الإيرانية جيدة، فالرئيس الإيراني سيحضر قمة عدم الانحياز في شرم الشيخ، وسبق وحضر قمة مجلس التعاون الخليجي.. إيران بلد جار وعلاقاته قائمة مع العرب». ورأت شعبان «أن المستقبل القريب سيشهد تغيرا حقيقيا إيجابيا في العلاقات العربية الإيرانية». وفي رد على سؤال حول ما أثير عن عدم حضور أمير دولة قطر للقمة، نفت شعبان أن يكون هناك «أي استبعاد لقطر»، وإنما «اللقاء قد اقتصر على القادة الأربعة، وهذا ليس نهاية الطريق، وليست آخر قمة، وليس آخر اجتماع» وعرضت شعبان المشهد الدبلوماسي يوم أول أمس الأربعاء، فقالت: «الرئيس الأسد كان في السعودية يحضر القمة، وكان نائب الرئيس فاروق الشرع في إيران، كما أن أمير دولة قطر كان أيضا في إيران». معتبرة هذا «جهودا بناءة، ويجب أن ترى من ضمن المنظور الإقليمي البناء، كما كان الرئيس التركي في إيران، وهذا أمر جيد». متمنية أن ترى هذه الأمور من «منطلق التكامل، وليس من منطلق التناحر». وحول متابعة نتائج القمة الرباعية، قالت شعبان، «إنه ستكون هناك متابعة للقمة الرباعية حتى قبل قمة الدوحة، وقد وضعت آليات لذلك بين القادة العرب» وفضلت عدم التحدث «عن هذه الآليات» وأن هناك متابعة لبقية العلاقات والأجواء العربية سوف يقوم بها رئيس القمة العربية. وحول وجود ملفات أو خلافات تم ترحيلها إلى قمة الدوحة، قالت المستشارة شعبان: «تم الاتفاق على أن أي خلافات يمكن أن تناقش وتدار» وأضافت: « لم أقل إن القمة حلت كل شيء وإننا لسنا بحاجة إلى عمل بعد ذلك، ولكن المهم أن ما تمت تغطيته من أمور تمت تغطيته بروح إيجابية وبناءة مع الاتفاق على استكمال التشاور والنقاش والاتفاق في المستقبل». وشددت على أن «أهمية القمة تكمن بالطريقة الجديدة في المصالحة العربية التي تبنى على المواقف، ومناقشة كل موقف من منطلق المصلحة المشتركة، وإدراك أننا جميعا في قارب واحد». ورأت شعبان أن «العرب أمام مرحلة جديدة من العمل العربي، ونحاول أن نرتقي إلى مستوى طموحات الشعب العربي». كما نوهت شعبان بدور دولة الكويت في تحقيق المصالحة العربية وتنقية الأجواء العربية، من خلال الدعوة التي وجهتها خلال القمة الاقتصادية والاجتماعية التي عقدت في الكويت. وقالت إن مباحثات القمة الرباعية ميزت «بين القضايا الجوهرية، والتي من غير المقبول الاختلاف حولها أو الاجتهاد في تقييم عناصر الحق فيها، وبين الاختلاف حول قضايا قد تكون مهمة، ولكنها ليست مصيرية ولا تمس بجوهر حقوقنا ولا بالمسارات المؤدية إلى إعادتها والحفاظ عليها، إذ تقع هذه ضمن دائرة التشاور الدائم، وحسن إدارة الاختلاف، وإنضاج عناصر الرؤى المشتركة، للوصول إلى التفاهم حولها». وقد جرى «التأكيد خلال هذه القمة على مرجعية الحقوق العربية المغتصبة من إسرائيل، كما تم التأكيد على حق المقاومة للاحتلال، وهو حق مشروع، وعلى ضرورة دعم المقاومة في مواجهة الاحتلال.. وفي إطار هذا المنظار لا بد من اعتبار إسرائيل هي العدو، والتصرف تجاهها على هذا الأساس». وعن العلاقات السورية المصرية، قالت الوزيرة شعبان، إن القمة الرباعية كانت «هامة في إطار هذه العلاقات، وستكون هناك متابعات جدية اتفق عليها بين هذه البلدان». حيث اتفق القادة في هذه القمة على أن الخلاف في الآراء يجب ألا يتحول إلى خصام، بل تجب إدارة الخلافات بطريقة لا تلحق الضرر بمصالح الأوطان والشعوب، واتفق كذلك على وضع بقية القادة العرب في صورة ما تم تحقيقه في هذه القمة وأن يشاركوهم الرأي ويناقشوا معهم كل هذه النقاط وصولا إلى قمة الدوحة. وعبرت شعبان عن أملها بأن تكون القمة الرباعية «هامة في التحضير لها ولما يصدر عنها من مرجعيات عربية موحدة، ومن آراء عربية ومواقف عربية موحدة، واختيار نهج لإدارة الخلافات ورسم طريق مختلف في المستقبل للمصالحات العربية والمواقف العربية وإدارة الخلاف». ووصفت شعبان القمة الرباعية بأنها «خطوة، وليست النهاية، فهناك الكثير من القضايا، ومن الطبيعي أن يكون التشاور والنقاش مستمر، لكي يتم التوصل إلى ما هو أفضل» وعن الموقف من فصائل المقاومة الفلسطينية وإمكانية قيام اتصالات بين بعض الدول وهذه الفصائل، قالت الوزيرة شعبان: «الجهود مستمرة.. والمقاومة تتحاور في مصر وبرعاية مصرية.. هذه القمة فتحت أبوابا لكل هذه المسائل.. أنا لا أقول إن الحوار اختتم، وإن النتائج كلها على الطاولة، ولكن أقول كل النقاط نوقشت وبصدر مفتوح وبعقل مفتوح، ولكن أهمية ما جرى التأسيس للمتابعة القادمة». وبشأن المبادرة العربية، قالت شعبان: «المبادرة العربية موجودة، ولكن بشرط أن يقبلها الطرف الإسرائيلي، فالمبادرة ليست فقط للعرب. الذي قتل المبادرة هو إسرائيل، نحن اقترحنا المبادرة، ولكن ماذا فعلت إسرائيل بعد المبادرة.. مجازر وجرائم، وبرأيي المبادرة موجودة، ولكن بشرط أن تلتزم بها إسرائيل». وعن إمكانية قيام الرئيس الأسد بزيارات قبيل القمة العربية في الدوحة قالت الوزيرة السورية: «حاليا لا يوجد شيء مخطط، ولكن من الممكن أن يقوم الرئيس الأسد بزيارات، وقد وجهت للرئيس الأسد دعوة لزيارة الأردن، ولكن لم يتحدد بعد موعدها». كما تم التطرق إلى العلاقات السورية ـ الأميركية وزيارة نائب وزير الخارجية الأميركي فيلتمان إلى دمشق مؤخرا، حيث رأت شعبان أن «هناك تغيرا حقيقيا بموقف الإدارة الأمريكية.. وفيلتمان عندما جاء قال أنا مرسل من قبل الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية كلينتون، لكي ننخرط بالحوار.. وإدارة أوباما تعتمد الحوار مع كل دول المنطقة، وقال أيضا نحن ليست لدينا شروط، وإنما نريد تبادل الرؤى». ونفت شعبان أن تكون سورية قد طلبت شيئا من الولايات المتحدة، مؤكدة «أنه لم يتم التطرق لموضوع تعيين سفير أميركي في دمشق». وما تريده سورية هو «الحوار مع الولايات المتحدة».