لقاء ليلي يكسر «الجليد» بين بري والسنيورة.. وسليمان يلمس استعدادهما لحل متوازن

جنبلاط يعلن بعد زيارة للبطريرك صفير أنه مرتاح للوضع العام في لبنان

TT

كسر اللقاء الذي استضافه الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان ليل الأربعاء - الخميس في القصر الجمهوري «الجليد» الذي تراكم بين رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة، لكنه لم يحل المشاكل القائمة بينهما، كما أكدت مصادر لبنانية اطلعت على أجواء اللقاء لـ «الشرق الأوسط».

وقالت المصادر إن اللقاء الذي استضافه القصر الجمهوري ولم يعلن عن حصوله رسمياً حتى الساعة «أنتج مناخاً إيجابياً» لكنه لم يحل المشكلة المتعلقة بمجلس الجنوب الذي يصر بري على إقرار موازنة الـ 40 مليون دولار الخاصة به. وأكدت أن «الرئيس سليمان لمس استعداداً متبادلاً لدى الطرفين للحل». لكنها أشارت إلى أن الحل «يحتاج إلى مخرج على الطريقة اللبنانية لا يخرج منه طرفا الأزمة مهزومين». فيما اكتفت أوساط حكومية بالقول لـ «الشرق الأوسط»: «إن شاء الله خيراً».

وقد انعكس اللقاء ارتياحاً في الشارع السياسي اللبناني الذي تأثر بدوره بأجواء الانفراج في العلاقات العربية - العربية. وقد عزز النائب وليد جنبلاط هذه الأجواء بتصريح إيجابي أدلى به عقب زيارته أمس البطريرك الماروني نصر الله صفير، إذ أعلن أنه «مرتاح إلى الوضع العام في البلاد».

وقد اكتفى بالقول عقب اللقاء الذي شارك فيه وزير الدولة لشؤون مجلس النواب وائل أبو فاعور: «أجرينا جولة أفق حول كل المواضيع المطروحة على الساحة. واللقاء كالعادة كان ممتازاً مع غبطته». وعندما سئل: هل أنت مرتاح إلى الوضع العام في البلاد؟ أجاب: «نعم، أنا مرتاح».

وكان وزير الدولة خالد قباني قد قال إن «اللقاء الرئاسي الذي عقد في بعبدا يعتبر مرحلة جديدة من العلاقات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. وقد أحسن رئيس الجمهورية عملا، انطلاقا من حرصه على تحصين مسيرة البلاد وعلى انتظام عمل المؤسسات الدستورية، في دعوة الرئيسين بري والسنيورة إلى عقد هذا الاجتماع في بعبدا وفي حضوره لمناقشة كل المسائل العالقة والمكاشفة والقيام بنقاش وحوار بناء حول هذه المشاكل وبدء مرحلة جديدة من التعاون بين السلطتين في إطار أحكام الدستور وأحكام القوانين النافذة».

وشدد على أن «حسن العلاقات بين السلطتين والتعاون والتوازن هو الذي يؤمن المصلحة العليا في البلاد، وهو الذي يحقق استمرار حسن سير عمل المؤسسات. واعتقد أن كلا من الرئيسين (بري والسنيورة) حريص كل الحرص على المصلحة العامة، ولن يتردد إطلاقا في وضع كل الاعتبارات الأخرى أمام مصلحة البلاد العليا جانبا من أجل استمرار مسيرة البلاد والوفاق الوطني، خاصة أننا على أبواب مرحلة جديدة هي مرحلة الانتخابات التي تحتاج إلى مزيد من التهدئة ومن إضفاء الأجواء المريحة على البلاد والتي تتواكب مع المصالحات التي تحصل على الساحة العربية. وهذا كله يصب في مصلحة لبنان».

وقال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني: «إن القمة الرباعية في الرياض بين القادة العرب كرست المصالحة وأسهمت في تنقية الأجواء وتوحيد الصف والموقف العربي ما سينعكس إيجابيا على الصعيد العربي والإقليمي عامة واللبناني خاصة» معتبراً أنها أتت «استكمالا لقمة الكويت التي أطلق فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المصالحة العربية لطي صفحة الماضي وتجاوز الخلافات لمصلحة الأمة العربية». وشدد على «أهمية الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية الداعم لقضايا الأمة ومصالحها في سبيل تحقيق الاستقرار على الساحة العربية». ورأى «أن الحوار والتفاهم العربي الذي حصل في الرياض قبيل اجتماع القمة العربية الذي سينعقد نهاية هذا الشهر في قطر أثمر أسسا لتحقيق وحدة العمل العربي المشترك على كل الأصعدة تجاه الأوضاع الخطيرة والساخنة التي تشهدها المنطقة من تحديات وخاصة في إطار مواجهة العدو الإسرائيلي». وأمل في «أن يشهد لبنان انفراجا في قضاياه الخلافية بين قادته السياسيين» مشيداً باللقاء الذي حصل في قصر بعبدا «باستضافة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة لمعالجة الشؤون التي تهم اللبنانيين».

من جهته، أشاد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، في ختام اجتماعه الدوري بهيئتيه الشرعية والتنفيذية برئاسة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، بما يجري «من حراك ومصالحات على الساحة العربية، ما يبشر بمرحلة جديدة من التعاون». وأمل في «أن تنعكس إيجابياً على القمة العربية المزمع عقدها في قطر باتخاذ قرارات تخدم القضايا العربية عموماً وتخرج لبنان من دائرة التأثير السلبي للخلافات العربية - العربية».