قائد الحرس الثوري الإيراني: العمليات العسكرية ضدنا غير متوقعة.. وطبيعة التهديدات تغيرت

خبير روسي يتوقع تطوير طهران سلاحا نوويا خلال عامين

TT

في وقت تتعرض إيران لضغوط دولية للتخلي عن برنامجها النووي، يعتبر المسؤولون الإيرانيون أن احتمال هجوم عسكري ضد بلدهم بات غير متوقع. وصرح قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد جعفري أمس بأن «التهديدات العسكرية ضد إيران لم تزُل كليا، وإنما تغيرت طبيعتها إلى الشكل الناعم والطابع الثقافي والسياسي والاقتصادي».

وجاء تصريح جعفري أمس على هامش المراسم الختامية للدورة السابعة والعشرين لمسابقات القرآن الكريم لكوادر قوات حرس الثورة الإسلامية. وأضاف: «العمليات العسكرية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية غير متوقعة بشکلها وصورتها الراهنة»، وأوضح في تصريحات نقلتها وكالة «إيرنا» الإيرانية الرسمية أنه من الممكن أن تقع عمليات في نطاق محدود جدا بصورة «ضربة مباغتة أو صاروخية، ولكن ما دام الشعب قد بقي موحدا لدعم وحماية النظام فإن الأعداء لا يمكنهم القيام بأي إجراء».

وأشار جعفري، عضو مجلس الأمن القومي الإيراني، إلى دور الحرس الثوري في «صون وحراسة القيم ومنجزات الثورة الإسلامية، حيث إن هذه المسؤولية ملقاة على عاتق هذه المؤسسة وفقا للدستور»، وأضاف: «إن حرس الثورة لها واجب التصدي بالصورة المناسبة واللازمة لأي تهديد ومهما کان طابعه»، وتابع: «إنه ومن أجل التصدي للتهديدات الناعمة فإن حرس الثورة وبمعية قوات التعبئة وضعت في جدول أعمالها برامج واسعة بحجم وجودة أفضل من السابق». وأکد القائد العام لقوات الحرس الثوري أن «بناء المجتمع من الناحية الثقافية عمل شاق جدا وطويل الأمد، حيث تتحقق نتائجه على المدى البعيد وبالتدريج».

وبينما تخشى الولايات المتحدة وأوروبا من تطوير إيران لسلاح نووي، ما زالت روسيا تدعم جهود إيران لبناء محطة نووية في بوشهر، ولكن حذر خبير روسي في شؤون الأسلحة الاستراتيجية أمس من أن إيران يمكن أن تنتج سلاحا ذريا «خلال عام أو عامين»، واصفا حصولها على مثل هذه الأسلحة بأنه «تهديد كبير». وصرح الجنرال المتقاعد فلاديمير دفوركين الذي شارك في محادثات نزع الأسلحة بين الولايات المتحدة وروسيا في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، للصحافيين ردا على سؤال حول مدى اقتراب إيران من الحصول على سلاح نووي: «يمكن للمرء أن يتحدث عن عام أو عامين»، وأضاف دفوركين الذي يترأس «مركز دراسات الأسلحة الاستراتيجية» في «الكلية الروسية للعلوم» في موسكو، أنه «من الناحية الفنية، ما يعيقهم هو على ما يبدو عدم امتلاكهم ما يكفي من اليورانيوم المخصب بدرجة تصلح لاستخدامه في إنتاج سلاح نووي». وقال: «أنا أعتبر ذلك تهديدا كبيرا»، مؤكدا أنه يعرب عن رأي شخصي وليس عن رأي الحكومة الروسية. وأضاف أن «التهديد يكمن في أنه إذا أصبحت إيران التي تجاهلت فعليا كافة القرارات والعقوبات التي فرضها عليها مجلس الأمن الدولي، قوة نووية، فإنه سيصبح من المستحيل المساس بها مما سيسمح لها بالتالي بتوسيع دعمها لمنظمات إرهابية».

وعلى الصعيد الرسمي قلل دبلوماسيون روس من المخاوف الأميركية والإسرائيلية من أن إيران أصبحت على وشك بناء سلاح نووي، فيما قاومت موسكو الدعوات لفرض عقوبات أشد على طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وتساعد روسيا إيران في بناء أول مفاعل للطاقة النووية المدنية رغم القلق الذي تعبر عنه الحكومات الغربية من أن تؤدي نشاطات إيران في تخصيب اليورانيوم إلى حصولها على الوقود الكافي لبناء قنبلة ذرية. وأشارت موسكو إلى أنها الأقرب جغرافيا إلى إيران، مؤكدة أنها تعارض حصول الجمهورية الإسلامية على أسلحة نووية. وتنفي إيران أنها تسعى إلى الحصول على أسلحة نووية، وتقول إن برنامجها النووي لأغراض سلمية بحتة.