دارفور: «أطباء بلا حدود» تنسحب بعد اختطاف 6 من موظفيها.. وهجوم على «اليوناميد»

الخرطوم تعمل على إطلاقهم.. وتعلن تأثر 13 معسكرا للنازحين بطرد المنظمات.. والسعودية ومصر لسد الفجوة

البشير يحيي متظاهرات مؤيدات له من اتحاد المرأة السودانية أمام مقر الحكومة بالخرطوم أمس (أ.ب)
TT

في خطوات عنيفة تضفي مزيدا من التعقيد على الأوضاع الأمنية في دارفور، أكدت منظمة «أطباء بلا حدود» أن 3 من موظفيها الأوروبيين اختطفوا في الإقليم السوداني الغربي المضطرب، هم فرنسي وكندي وإيطالي، وأطلق 3 آخرون، قبل أن تعلن انسحابها من هناك بسبب تردي الأوضاع. وفيما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، «قلقه العميق» حيال الحادثة، أدانت الحكومة السودانية عملية الاختطاف واعتبرتها عملا «سلبيا وغير مقبول»، وأعلنت أنها ستعمل على إطلاق سراحهم. كما شهد الإقليم عملية اختطاف أخرى بقيام 3 مسلحين مجهولين بالاستيلاء على 3 سيارات تابعة للقوات الدولية في دارفور (يوناميد)، وتعرضت دورية أخرى لكمين في حادث ثالث أدى إلى وقوع 4 إصابات.

وأعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» فرع بلجيكا، أمس خطف 6 من موظفيها مساء أول من أمس، 3 منهم (سودانيون) أفرج عنهم أمس، فيما لا يزال الأوروبيون الثلاثة محتجزين، وهم ممرضة كندية وطبيب إيطالي ومسؤول ميداني فرنسي. وقال كريستوفر ستوكس، المدير العام لفرع المنظمة في بلجيكا، خلال مؤتمر صحافي، إن المنظمة ستنسحب من منطقة دارفور بالسودان وستعود إلى الخرطوم. وقال إن بعض موظفي المنظمة سيبقون في المنطقة للمساعدة في إطلاق سراح المخطوفين.

وكانت السلطات السودانية طردت الأسبوع الماضي فرعي منظمة «أطباء بلا حدود» الفرنسي والهولندي، ردا على مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في حق الرئيس السوداني عمر البشير، لكنها لم تطرد فرع بلجيكا. وأكدت باريس وروما اختطاف المواطنين الفرنسي والإيطالي.

وقال كمال سايكي، الناطق باسم قوة حفظ السلام المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «مجموعة من المسلحين دخلت مساء الأربعاء» إلى مكاتب منظمة «أطباء بلا حدود - بلجيكا» في منطقة «صراف عمرة» على بعد 200 كلم غرب الفاشر عاصمة شمال دارفور. وأضاف: «أنها المرة الأولى، على حد علمي التي يخطف فيها عاملون أجانب في المجال الإنساني في دارفور». موضحا أن القوة المشتركة مستعدة «لتقديم مساعدتها ضمن قدراتها» إذا طلب منها ذلك. وأدانت الحكومة السودانية الحادث واعتبرته عملا «سلبيا وغير مقبول». وقال بيان صحافي صادر من وزارة الخارجية، إن المعلومات المتوفرة تفيد بأن جميع المختطفين بصحة جيدة ولم يصبهم أي سوء. وأكدت وزارة الخارجية التي أدانت عملية الاختطاف أن السلطات المختصة تبذل كل ما في وسعها من أجل معالجة الوضع وتأمين إطلاق سراح المختطفين الثلاثة في أسرع وقت ممكن. وجددت الحكومة تعهدها ومسؤوليتها الخاصة بتأمين سلامة عمال وموظفي الإغاثة وممتلكاتهم في دارفور وسائر أنحاء البلاد. وأهاب البيان بجميع المعنيين بمساعدة الحكومة، وذلك بتهيئة الأجواء الداعمة لعدم تكرار مثل هذه الحوادث ووقف إرسال الإشارة الخاطئة والمتضاربة. وفي تصريحات، قال علي الصادق، الناطق باسم الخارجية السودانية، إن الحادث «مدان بالنسبة لنا. وهو سلبي وغير مقبول على الإطلاق، لأن هؤلاء المختطفين جاءوا للسودان لتقديم مساعدات»، ملمحا أن ذلك شأن يخصها، إن يؤثر على العمل الإنساني في الإقليم. وحول قرار المنظمة تعليق نشاطها في السودان، قال الصادق، إن هذا قرار يخص المنظمة، ولكن الحكومة لم توقفها، وظلت تمارس نشاطها في دارفور بشكل عادي. واعتبر الصادق اتهام الحركات المسلحة في دارفور للحكومة بارتكاب الحادث، حيث قال: «هذا كلام غير منطقي وغير مقبول وساقط». إلى ذلك، لم يستبعد مفوض العون الإنساني السوداني حسبو محمد عبد الرحمن، فى تصريحات صحافية، أن يكون الهدف من وراء الاختطاف أطماعا مالية ومعرفتهم بهوية المختطفين. واعتبر أن الحادث سلوك مشين وغير إنسانى. وردا على سؤال حول اختطاف عربات تتبع منظمة «IRC» بمنطقة شرق «جبل مرة»، نفى حسبو علمه بهذا الأمر، قائلا إن المنظمة لا تعمل أصلا بمناطق جبل مرة.

وأقر عبد الرحمن بتأثر13 معسكرا للنازحين في دارفور بقرار طرد حكومته لعدد من المنظمات الأجنبية في دارفور، وحدد 4 منها في جنوب دارفور و3 في شمال دارفور و6 في غرب دارفور، غير أنه قال إن الغذاء متوفر في المخازن ويكفي لمدة ثلاثة شهر. وأضاف أن الغذاء سيوزع عبر لجان الإغاثة في الولايات. وأكد المفوض السوداني أن الترتيبات الإدارية المتعلقة بممتلكات المنظمات المطرودة وحقوق عامليها الأجانب والوطنيين مرتبة على الوجه الأكمل، مع الحفاظ على حقوق المقاولين أو الموردين وأصحاب العقارات. وجدد المفوض أن هناك اتصالات من دول: السعودية وقطر ومصر والكويت واتحاد الأطباء المصري والاتحاد الفيدرالي للهلال والصليب الأحمر في جنيف لسد الفجوة الإنسانية في دارفور، فضلا عن طلبات من «50» منظمة سودانية واتحاد أصحاب العمل السوداني في ذات الاتجاه.

وبالتزامن، أعلنت البعثة المشتركة للقوات الأفريقية الأممية لحفظ السلام في دارفور (يوناميد) في تعميم صحافي أن 3 مسلحين مجهولين اختطفوا سيارة تابعة لها من أمام منزل أحد موظفيها على بعد 500 متر من مقر البعثة الرئيسي في مدينة الفاشر» كبرى مدن دارفور، بعد يوم من تعرض دورية تابعة للبعثة في الإقليم لكمين أسفر عن إصابة 4 من جنودها، أحدهم إصابته خطيرة، نقلوا لتلقي العلاج في مستشفى في «الفاشر».