مؤسسة القذافي توشك على إغلاق ملف «الجماعة المقاتلة».. وتسعى لإطلاق كل سجنائها

قائد الجماعة يشيد بدور نجل القذافي في الحوار بين الدولة والإسلاميين

TT

أوشكت ليبيا على إغلاق ملف معتقلي «الجماعة الإسلامية المقاتلة»، حيث أعلنت«مؤسسة القذافي للتنمية» التي يقودها سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، أن العمل يجري الآن للإفراج عن دفعة جديدة من عناصر الجماعة ممن تبقى والبالغ عددهم 170 عنصراً. ومع أن المؤسسة لم توضح في بيان أصدرته جمعية حقوق الإنسان التابعة لها وتلقت«الشرق الأوسط» نسخة منه، تاريخاً محدداً لإطلاق سراح هؤلاء، فإنها أوضحت أنه منذ انطلاق الحوار الذي ترعاه قبل نحوعامين بين الدولة الليبية والجماعة الإسلامية المقاتلة تم إطلاق سراح 136 عنصراً من أعضائها حتى الآن.

وقالت الجمعية: إنه تأسيساً على استراتيجية الحوار التي اعتمدها رئيسها لمواجهة وباء التطرف، وظاهرة العنف في المجتمع الليبي، فإنها تجدد إيمانها العميق بجدوى الحوار والمحاججة وصولاً للقناعة المشتركة باستحالة بناء التنمية وتحقيق الازدهار في غياب ضمانة السلم الأهلي.

ولاحظت أن الشعب الليبي المسلم بأكمله يعتمد الشريعة منهجاً في ليبيا التي تُعد من أكثر الدول التزاماً بالدين الإسلامي الحنيف سلوكاً وممارسةً لا ينكرها إلا جاحد أو جاهل مُغرّر به، لافتة إلى أن هذا هو ما يؤكد أن ظاهرة العنف في المجتمع تحت ذريعة تطبيق الشريعة مسألة يعوزها المنطق فضلاً عن كونها مرفوضة بالإجماع. وقالت الجمعية: إنه في الوقت الذي تعلن فيه تحقيق نجاح كبيرفي هذا الصدد مع ما يُسمى بالجماعة الإسلامية المقاتلة التي أدرك أعضاؤها الذين قبض عليهم أو تم تسليمهم الفرق الكبير في المعاملة لدى إخوانهم الليبيين ومدى المعاناة في المعاملة لدى الأجنبي، فإنها تؤكد مجدداً أن ذلك الإدراك الذي يعترف به أعضاء الجماعة هو أفضل دليل على أننا أبناء مجتمع واحدٍ وأنه لا توجد ضغينة على أحد مثلما لا توجد أية أجندة ضد أي شخصٍ.

في المقابل وصف عبد الحكيم بالحاج (أبوعبد الله الصادق) أمير الجماعة المقاتلة الدور الذي قام ويقوم به سيف الإسلام نجل القذافي في رعاية الحوار، ومساعيه لإذابة ما وصفه بالمختنقات، وقال إنه وفَّر الثقة في الاستمرار بخطوات ثابتة في قطع ما تبقَّى من مراحل. وأضاف في بيان بخط اليد نشرته صحيفة «أويا» المقربة من نجل القذافي، أن سيف الإسلام جعل من منهج الحوار أحد مشاريعه وأولوياته رغبةً في إشراك جميع أبناء البلد في المسيرة التنموية. ولفت عبد الحكيم، إلى أنها ليست المرة الأولى التي ترعى فيها مؤسسة القذافي مشاريع حوارية موفقة مع شرائح من السجناء أثمرت الإفراج عن الكثير منهم، مؤكدا أن الحوار الذي ترعاه المؤسسة بين أجهزة الدولة وأعضاء الجماعة المقاتلة في السجن قد بدأ منذ أكثر من سنتين، وذلك عندما جعل سيف الإسلام هدف السعي لإنجاح هذا الحوار أحد مشاريعه وأولوياته رغبةً منه في إشراك جميع أبناء البلد في المسيرة التنموية التي تبنَّاها في إطار مشروع «ليبيا الغد».

واعترف عبد الحكيم بوجود صعوبات اكتنفت المفاوضات بين جماعته والدولة، وقال:«لم تكن مسيرة الحوار سلسةً في كل مراحلها فقد كان المشروع غريباً وجديداً في بدايته ثم مر بالكثير من المختنقات؛ والتي كان بعض أسبابها عدم توفر الثقة الكاملة بيننا وبين الأجهزة المعنية غير أن تدخلات سيف الإسلام الدائمة، ووضعه للحلول ودفعه بالأمر للأمام كانت كفيلةً بإذابة تلك المختنقات». وبدأت«الجماعة الإسلامية المقاتلة» في ليبيا مراجعات فقهية لموقفها من العنف المسلح، حيث توصلت قيادتها في سجن بوسليم السيئ السمعة في طرابلس إلى قناعات فكرية تدين العنف المسلح، وتدين ممارساتها السابقة نحو الحكم الليبي، على غرار المراجعات التي قامت بها«الجماعة الإسلامية» المصرية مؤخرا.وتأسست الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية رسمياً عام 1995 بين الليبيين الذين قاتلوا القوات السوفياتية في أفغانستان ونظام القذافي في ليبيا. ومنذ أواخر تسعينات القرن المنصرم، فر العديد من أعضاء الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية من ليبيا إلى بلدان مختلفة، ولاسيما المملكة المتحدة. وفي مطلع شهر نوفمبر( تشرين الثاني) عام 2007، أعلن الطبيب المصري أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أن الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية، أصبحت رسميا فرعا تابعا للتنظيم القاعدة. وتم تصنيف الجماعة الليبية كمنظمة إرهابية عالمية، من قبل الأمم المتحدة، في 23 سبتمبر (أيلول) 2001. وفي سياق متصل، وفي خطوة عملية لنفي امتعاضه من تشكيلة الحكومة الجديدة، شارك سيف الإسلام القذافي في حفل الاستقبال الذي أقامه مساء أول من أمس البغدادي المحمودي رئيس الحكومة لأعضائها الجدد والقدامى. وكان سيف الإسلام قد وجه رسالة في وقت سابق إلى الوزراء الذين خرجوا من تشكيلة الحكومة الليبية التي أقرها البرلمان مطلع الشهر الجاري. وقال في رسالته«إلى الذين لم يراءوا ولم يمنعوا الماعون، إلى الذين احترقوا من أجل الآخرين، إلى البنائين، أقول إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا وإن كل ما نبني وما نعمل ما هوإلا جسور، يعبر بها الشعب الليبي وأجياله القادمة إلى الحلم.. إلى الأفضل.. إلى الغد الذي نطمح إليه».