كوريا الشمالية تعلن إطلاق «قمر صناعي» في بداية الشهر المقبل.. وواشنطن تحذرها

مخاوف من أن تكون التجربة لصاروخ بعيد المدى يصل مداه لولاية آلاسكا الأميركية

TT

أعلنت كوريا الشمالية أمس، أنها ستطلق قمرا صناعيا في بداية الشهر المقبل، في خطوة وصفتها واشنطن بأنها «استفزازية». وطلبت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على الفور من بيونغ يانغ إلغاء عملية الإطلاق الذي تعتقد الدولتان أنها تجربة صاروخية. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون أيضا، من انه إذا نفذت كوريا الشمالية خططها لإطلاق قمر صناعي أو صواريخ الشهر المقبل، فإنها ستهدد الأمن في المنطقة. وقال مسؤول لوكالة أنباء «يونهاب» الكورية الشمالية الرسمية، إن بيونغ يانغ أخطرت وكالات دولية بعزمها إطلاق قمر صناعي في الفترة من الرابع إلى الثامن من أبريل (نيسان). وقالت وكالة «يونهاب» إن جهاز دفع الصاروخ سيسقط في البحر بين اليابان وشبه الجزيرة الكورية، فيما سيغرق جسم الصاروخ الرئيسي في المحيط الهادئ.

وقالت منظمة الملاحة الدولية، إن كوريا الشمالية اتصلت بها لتعلمها بخططها، وأكد لي ادامسون، المتحدث باسم المنظمة في اتصال هاتفي بوكالة رويترز، موعد الرابع إلى الثامن من أبريل (نيسان)، وقال :«تلقينا خطابا يشتمل على مواعيد وتوقيتات واحداثيات». وأضاف أن إخطارا سيصدر قريبا للسفن البحرية ومن المقرر إجراء الاختبارات في ساعات النهار.

وقالت كوريا الشمالية، التي أوضحت أن الإطلاق سيتم من موقع على الساحل الشرقي استخدمته في عمليات إطلاق سابقة، إنها أخطرت أيضا المنظمة الدولية للطيران المدني حتى تقوم بإبلاغ الطائرات. وأعلنت الوكالة أيضا أن بيونغ يانغ انضمت إلى معاهدة 1967 حول استخدام الفضاء سلميا «في إطار استعداداتها لإطلاق قمر صناعي تجريبي خاص بالاتصالات». وتحظر المعاهدة وضع أسلحة نووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في المدار حول الأرض. كذلك انضمت بيونغ يانغ إلى معاهدة منفصلة حول تسجيل الصواريخ المرسلة إلى الفضاء، كما أفادت الوكالة. واعتبرت «يونهاب» أن هذه القرارات ستساهم في تعزيز الثقة الدولية والتعاون في مجال الأبحاث الفضائية وإطلاق الأقمار الصناعية لإغراض سلمية. وأكدت مصادر دبلوماسية روسية انضمام كوريا الشمالية إلى تلك المعاهدة. ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن «الوزارة وهي من الأطراف التي تودع فيها المعاهدة، تبلغت في الخامس من مارس (آذار) في مذكرة انضمام جمهورية كوريا الشمالية الشعبية للمعاهدة حول الفضاء». وأعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أن بيونغ يانغ ستستخدم انضمامها إلى معاهدة 1967 لتزيد في التأكيد أن ليس لديها سوى نية إطلاق قمر صناعي.

وجاء ذلك في وقت عرض فيه الأسطول الأميركي على وسائل الإعلام أمس المدمرة «يو.إس.إس تشافي» الموجودة في كوريا الجنوبية للمشاركة في مناورات مشتركة، والمجهزة لاعتراض الصواريخ. وكانت تقارير إعلامية تحدثت الأسبوع الماضي عن أن الولايات المتحدة واليابان قد تحاولان اعتراض أي صاروخ ذاتي الدفع تطلقه كوريا الشمالية. وردت بيونغ يانغ على ذلك، وقالت إنها ستعتبر أي محاولة لإسقاط صاروخها عملا حربيا، وأبلغت طائرات تجارية كورية جنوبية بالابتعاد عن مجالها الجوي.

وأشارت الولايات المتحدة انه يمكنها اللجوء إلي مجموعة من الخيارات ضد كوريا الشمالية إذا اطلقت الصاروخ، بما في ذلك تشديد عقوبات الأمم المتحدة التي فرضت بعد تجارب صاروخية ونووية عام 2006. ويزيد الاخطار من التوتر المتصاعد في شبه الجزيرة الكورية مع تصريح بيونغ يانغ بأنها تقف على شفا الحرب مع جارتها الجنوبية، رغم أن كثيرا من المحللين يشككون في إمكانية إقدام الشمال بجيشه ضعيف العتاد على مهاجمة الجنوب. وقال محللون انه لا توجد اختلافات تقنية تذكر بين إطلاق كوريا الشمالية لقمر صناعي وبين إجراء تجربة لإطلاق صاروخها الأطول مدى تايبودنغ-2.

وتشتبه واشنطن وبيونغ يانغ في أن كوريا الشمالية تهدف في الحقيقة إلى تجربة صاروخ تايبودونغ-2 الذي يمكن أن يصل مداه نظريا إلى آلاسكا. وكان النظام الشيوعي أثار أزمة دولية في صيف 1998 عندما أطلق صاروخا بعيد المدى حلق فوق قسم من أراضي اليابان قبل السقوط في المحيط الهادئ. وكانت في حينها أعلنت أنها أطلقت «صاروخا لنشر قمر صناعي». إلا أن مدير الاستخبارات الأميركية دنيس بلير قال خلال جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ عن قناعته بأن كوريا الشمالية تتوقع عملية إطلاق نحو الفضاء في إطار برنامجها الفضائي. وقال بلير «إن الكوريين الشماليين أعلنوا أنهم سيجرون عملية إطلاق نحو الفضاء، واعتقد أن هذا بالفعل ما ينوون فعله. ربما أكون مخطئا، لكن هذا هو شعوري». والشهر الماضي أكد مسؤولون أميركيون وكوريون جنوبيون، أن بيونغ يانغ تستعد لإطلاق من موقعها في موسودان ري صاروخا بعيد المدى قد يبلغ نظريا آلاسكا.

وكانت اللجنة الفضائية الوطنية الكورية الشمالية أعلنت في 24 فبراير (شباط) أن استعدادات كثيفة تجري «إطلاق المركبة اونها-2 لتضع قمر الاتصالات كوانغميونغسونغ-2 في المدار». وفي 16 فبراير (شباط) في الذكرى السابعة والستين لمولد زعيمها كيم يونغ-ايل، دافعت كوريا الشمالية عن «حقها السيادي» في متابعة برنامج فضائي معلنة عن إطلاق وشيك لمركبة فضائية. وأعربت اليابان أنها على استعداد لإسقاط أي صاروخ كوري شمالي يتجه إلى أراضيها. وبعد إطلاق بيونغ يانغ صاروخا في 1998، قررت طوكيو وواشنطن تسريع عملية نشر في اليابان لدرع مضادة للصواريخ التي أصبحت الآن عملانية. وتجري كوريا الشمالية التي تملك السلاح النووي، مفاوضات سداسية شاقة (الكوريتان والولايات المتحدة واليابان والصين وروسيا)، تهدف إلى تفكيك منشآتها النووية في مقابل حصولها على مساعدة اقتصادية وضمانات أمنية.