مرتكب المجزرة في مدرسة ألمانية «مجنون سلاح».. وأعلن عن خطته قبل يوم على الإنترنت

الشرطة تكشف أنه كان يعاني من الاكتئاب وعقدة النساء وأن معظم ضحاياه كانوا من الإناث

TT

بعد التكهنات المتعددة حول أسباب قيام الشاب الألماني تيم ك. بالمذبحة التي أودت بحياة 16 شخصا في مدرسة أمس، كشفت الشرطة بعد يوم على وقوع الحادث العديد من المؤشرات التي من الممكن ان تدفعه للقيام بهكذا عمل دموي. إذ اتضح أنه كان يعاني من اكتئاب وعلاج نفسي لم يكتمل بعد، ويبدي ولعا يصل لحد الهوس، بالأسلحة، ويهوى ألعاب القتل على الكومبيوتر، ويعاني من عقدة نساء. وتكفي مراجعة لقائمة القتلى للكشف عن «خيبة أمله» من النساء لأن التحقيق يثبت بأنه وجه أسلحته إلى التلميذات والمعلمات فقط. وكان كل ضحاياه تقريبا من الإناث، عدا عن الشرطيين اللذين اصيبا أثناء المواجهة معه. ووجه الشاب بدقة معظم رصاصاته إلى رؤوس ضحاياه. وذكر هيربرت ريخ، وزير داخلية ولاية بادن فورتمبيرغ، في مؤتمر صحافي عقده أمس أن الشاب البالغ من العمر 17 عاما، نشر شريط فيديو على أحد مواقع الانترنت، أعلن فيه نيته تنفيذ مجرزة، بل ان شابا من بافاريا تسلمها، لكنه استخف بما تنطوي عليه من تهديد. وكتب تيم في الرسالة الإلكترونية، في دردشة مع زميله البافاري: «سئمت من هذه الحياة السيئة، الجميع يسخر مني (...) لدي سلاح. غدا في مدرستي السابقة سأعبر عن سخطي. تذكر اسم منطقة فينندن». وتحقق الشرطة حاليا ما إذا كان تيم ك. فعلا قد كتب هذه الجمل بنفسه.

وقال وزير الداخلية ريخ إنه تم العثور على وثائق تشي بأن مرتكب المجزرة كان يعالج نفسه طوال العام الماضي من الاكتئاب في مستشفى للأمراض العصبية. وكان يقضي فترة علاج في عيادة هايلبرون للأمراض العصبية قبل أن ينقل للعلاج في مستشفى فينندن، إلا أنه رفض مواصلة العلاج. وكان تيم ك. «صديقا» لجمعية هواة الرمي، التي ينتمي لها والده في المنطقة. وعلى أساس هذه «الصداقة»، كان يتلقى التدريبات ويمارس إطلاق النار بحرية. ويحقق رجال الشرطة حاليا باحتمال أن يكون الشاب عضوا في هذه الجمعية. كما فتحت النيابة العامة التحقيق مع والدة الفتى لمعرفة كيفية وصول الابن إلى الاسلحة وأسباب عدم حفظها في مكان آمن. ومعروف حتى الآن أن الأب يحتفظ بالعديد من البنادق والمسدسات ونحو 4600 رصاصة في مكان مغلق، إلا أنه يحتفظ بسلاح واحد خارج الخزنة، ولما كان هذا السلاح لم يستخدم في الجريمة، ولأن الاب يحتفظ بالأسلحة في خزنة ذات قفل مشفر، فان من المحتمل أن يكون الابن قد توصل إلى كشف هذه الشيفرة بطريقة ما.

وجاء في تصريح كلاوس هندرير، المتحدث الصحافي باسم الشرطة أمس، أن البحث في كومبيوتر تيم ك. كشف عن لعبة «كاونتر سترايك»، وقال ان ممارسة هذه اللعبة مؤشر آخر لدوافع المراهق لارتكاب جريمته في المدرسة. وتحدث زملاؤه عن هوس تيم بألعاب القتل على الكومبيوتر، كما وصفوه بـ«مجنون السلاح».

ومن المحتمل أيضا أن الشاب أراد الانتقام من التلاميد والمعلمين، الذين كانوا يضحكون عليه ويخططون له المقالب. وذكرت تلميذة عمرها 12 عاما أن تيم عرض عليها قبل ثلاثة أسابيع رسالة كتبها إلى والديه ويقول فيها إنه مل الحياة وإن زملاءه يضحكون منه والمعلمين يتجاهلونه. ومن المعتقد أن الشاب خطط للمزيد من القتلى، إلا أن ظروفا ما حالت دون ذلك، إذ أطلق تيم اكثر من 110 رصاصات وكان يحتفظ بكمية مماثلة بعد موته. وربما أن قتله لموظفة عند مدخل مستشفى قريب للأمراض العقلية يدخل ضمن هذا الاحتمال.

وكان أحد خبراء الجريمة في ألمانيا قد اتهم رجال الشرطة بالتهاون في الكشف المبكر عن الجريمة قبل وقوعها. وقد تحدث رجال الشرطة عن «تلميذ عادي» لا مؤشرات مسبقة على قيامه بمثل هذه الجريمة. وتحدثت الصحافة الألمانية أمس عن «حمام دم» كان من الممكن تجنب وقوعه. وقد اعترف وزير الداخلية المحلي ريخ بأن الجريمة كان من الممكن تجنبها لو أن هذه المعلومات توفرت للشرطة قبل ساعات فقط من المجزرة.