مصادر عربية: التوجه أن تكون العلاقات مع القوى الإقليمية لمصلحة العرب

موسى يزور العراق.. وتأكيدات جديدة على تأجيل الوزراء العرب موضوع الحوار مع إيران

TT

قالت مصادر عربية إن إيران تسعى لإقحام نفسها على قمة الدوحة، لخشيتها من «العزلة» الإقليمية بسبب مصالحات العرب التي انطلقت من الرياض، والتي أكد العديد من الزعماء العرب السير في جهود تنقية الأجواء العربية قبل انعقاد قمة الدوحة نهاية هذا الشهر، فيما أفادت مصادر عراقية مطلعة على هامش زيارة قامت بها أخيرا إلى العاصمة المصرية القاهرة، إن بغداد سوف تطرح موضوع «الحوار العربي الإيراني»، على قمة الدوحة، وهو ما دفع مصادر بالجامعة العربية أمس للقول في تصريحات لـ «الشرق الأوسط» إن هذا الملف (موضوع الحوار العربي الإيراني) تسبب في خلافات بين وزراء الخارجية العرب قبل أسبوعين، وتم الاتفاق في حينه على إرجاء البت فيه إلى وقت لاحق لم يتحدد بعد». وفي هذه الأثناء يصل عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية إلى العراق في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، لبحث عدد من القضايا منها موضوع «إيران والعرب».

وأفادت المصادر العربية لـ«الشرق الأوسط» أن قمة الرياض الرباعية تعد انطلاقة لآفاق المصالحة العربية الشاملة التي تحدث عنها الرئيس المصري حسني مبارك في أكثر من مناسبة ومن قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما أكد في الكويت أنه يعلن باسم الجميع تجاوز مرحلة الخلافات وفتح باب الأخوة العربية والوحدة لكل العرب من دون استثناء أو تحفظ. وأضافت المصادر أن هذه الكلمات أعطت إشارات صحيحة في اتجاه مصالحات مرجح لها أن تحدث بين السعودية وليبيا وعودة العلاقات والأخوة بين البلدين، مشيرة إلى أن حوارا سعوديا ليبيا وتفاهما قطريا عربيا من شأنه تقوية أسس المصالحة العربية وعدم انفراط عقدها مرة أخرى. ووصفت المصادر قمة الرياض بأنها جرت في أجواء ودية وأخوية تعكس مدى الحرص على عودة الوئام العربي بين الجميع، حتى وإن كانت إشارات اللقاءات مع ليبيا لم تظهر بوضوح حول موعد إتمام فتح صفحة جديدة. وتتوقع المصادر أن يقوم بعض القادة العرب بالعمل على الوصول لهذه الخطوة، إلا أنها لم تحدد موعدا بعينه لإتمامها، واكتفت بالقول إن المصالحة العربية أخذت منحى متدرجا بدأ في الكويت واتصل في الرياض، ويستكمل في الدوحة، واستندت المصادر في ذلك على الزيارة التي قام بها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى ليبيا قبل قمة الرياض. وقالت المصادر إن الرسالة التي بعث بها خادم الحرمين الشريفين إلى الرئيس مبارك، أواخر الشهر الماضي، والتي كانت تتعلق بالجهود المصرية لإنجاز الحوار الفلسطيني – الفلسطيني، كانت قوة دفع لمصالحات عربية في الطريق.

وأضافت أن التوجه في المصالحات يؤكد أن كل دولة عربية لها الحق في إقامة علاقات مع الدول الأخرى في المنطقة، وأن الشرط الوحيد الذي ينبغي أن يتوافق عليه العرب هو أن تكون هذه العلاقات مع الدول الإقليمية لخدمة المصالح العربية سواء في تحقيق الاستقرار في لبنان أو فلسطين أو الخليج، أو المغرب العربي، وأن مَن يحتفظ بعلاقات إستراتيجية مع دول إقليمية، عليه أن يستفيد من هذه العلاقات لصالح العرب وليس لصالح تلك القوى.

ومن جانبه يزور أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى بغداد الأحد المقبل في محاولة لاستعادة الدور العربي للعراق، وإنجاز ملف المصالحة الداخلية بين العراقيين، وتستمر الزيارة ثلاثة أيام يلتقي فيها بالمسؤولين العراقيين، ويبحث عددا من الملفات العالقة على رأسها استعادة العراق لدوره العربي، والمصالحة الداخلية هناك، وقالت مصادر الجامعة إن موسى سوف يتطرق خلال زيارته العراق لموضوع المصالحات العربية التي انطلقت من الرياض أخيرا، وذلك تمهيدا للقمة العربية المرتقبة في الدوحة. وأوضحت المصادر العربية فيما يتعلق بعزم العراق طرح ملف الحوار العربي الإيراني في قمة الدوحة، وما يمكن أن يحدث في هذا الملف من خلافات وانقسامات، كما حدث خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب مؤخرا، قائلة إن هذا الملف «حساس» ومعالجته والتعامل معه «يتم في هدوء وفي إطار حل المشاكل»، و«عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية»، بحيث تبقى كل دولة في حدودها. وأفادت المصادر أن الاتجاه المتوفر في هذا الملف هو «وضع أسس تحدد طبيعة العلاقات العربية الإيرانية»، وكذلك «عرض حلول للمشاكل القائمة، ومنها الحدود بين العراق وإيران»، وكذلك «وضع تصور يعيد الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة إلى دولة الإمارات»، ومن ثمَّ يمكن الحديث عن علاقات تنأى بنفسها عن التصعيد أو الصدام وتقوم على مبادئ حسن الجوار.