بارزاني: سياسة بغداد النفطية فاشلة.. وإنتاج كردستان مليون برميل خلال 3 سنوات

اختتم جولته الأوروبية بدعوة لمساعدة الإقليم في تثبيت مؤسساته

TT

اعتبر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أن سياسة الحكومة العراقية «سياسة فاشلة»، مشدداً على التزامه بمبدأ توزيع الثروة النفطية العراقية على كل العراقيين. وصرح بارزاني بأن «السياسة النفطية في بغداد فاشلة، فقد تم صرف 8 مليارات دولار لتطوير القطاع النفطي ولكن لم تبن مصفاة واحدة ولقد تراجع مستوى الإنتاج». وأدلى بارزاني بهذه التصريحات خلال ندوة في معهد «تشاثام هاوس» اللندني وكان أدلى بتصريحات مشابهة ليل أول من أمس في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

وقال بارزاني أثناء الندوة إن إقليم كردستان يستطيع أن يصدر 100 ألف برميل يومياً في الوقت الراهن وتستطيع أن تزيد نسبة الإنتاج إلى 200 ألف برميل يومياً بنهاية العام الحالي. وأضاف: «نتوقع أن خلال 3 سنوات قد تصل نسبة الإنتاج إلى مليون برميل وذلك بناء على القدرات المحلية وتوقيع عقود مع شركات دولية». ولفت بارزاني إلى أن قضية النفط إحدى القضايا الشائكة بين حكومة بغداد وحكومة إقليم كردستان، قائلاً: «هناك خلافات مهمة حول الشراكة بيننا والأمن والجيش وسياسة النفط.. ولكن المشروع الذي نطرحه مشروع عراقي وليس فقط كرديا». وأضاف: «لدينا حق تحقيق المصير ولكن نحن نعي الوقائع على الأرض ونؤمن بأنه طالما يتمسك العراقيون بالدستور سنبقى ملتزمين بالعراق، فالعراق أقوى بالأكراد والأكراد أقوى بالعراق». ولكن رداً على سؤال أحد الحضور في الندوة الذي سأل إذا كانت الحكومة في بغداد تستخدم أساليب النظام العراقي السابق برئاسة صدام حسين في توحيد العرب ضد الكرد، أجاب بارزاني: «هناك فرق كبير جداً جداً بين هذا الوضع وذاك». وأضاف: «أنها مسألة ثقافة، عندما يتولى المرء منصبا معينا، يريد أن يجعل جميع السلطات في يديه ويبقي عليها، وهذا ما نريد التخلص منه». وتابع: «حتى الآن لا توجد مصالحة وطنية حقيقية في العراق». واختتم رئيس إقليم كردستان جولته الأوروبية في بريطانيا، بعد أن زار إيطاليا وألمانيا. ولفت إلى أن الاستثمار والعلاقات التجارية كانت جزءًا مهماً من أجندة جولته بالإضافة إلى أهمية تبادل الخبرة. وعدد بارزاني أمس الانجازات في إقليم كردستان من حيث تطور المؤسسات مثل البرلمان، قائلاً: «لا ندعي بأن وضعنا مثالي ولكن حققنا إنجازات مهمة». ولفت إلى أن الأكراد يتطلعون إلى «مساعدتنا في بناء المؤسسات وتطوير الأوضاع»، مضيفاً أن من الضروري «الحفاظ على الإنجازات التي حققناها». وذكر برزاني أن الحكومة ستقدم مسودة دستور إقليم كردستان للاستفتاء قريباً، قائلاً إنه «فخور» بالمسودة المطروحة التي ستكون أساس «بناء العلاقات القانونية بين جميع الأطراف». وشدد بارزاني على الالتزام بالبند 140 من الدستور العراقي لحل قضية المناطق المتنازع عليها وخاصة كركوك، لكنه امتنع عن الحديث عما يمكن أن يحصل في حال لم يطبق هذا البند، قائلاًَ: «بند 140 خريطة طريق واضحة جداً، الأول التطبيع ثم الاستفتاء كيف يختار الشعب مستقبله، ولا نقبل ببدائل لهذه العملية». وأضاف: «الهروب من المشكلة لن يحلها»، مشدداً على أهمية العمل على حل هذه القضية وأن «الوقت لن يجعلنا ننسى المشكلة». وكرر بارزاني التزام إقليم كردستان بالدستور العراقي، وضرورة عدم المساس بمبادئه، لكنه أضاف أنه ليس ضد تعديل الدستور «بناء على الآلية المتفق عليها في الدستور».