الفصائل الفلسطينية تطلب تدخلا مصريا مباشرا.. و«ميثاق شرف» الإنجاز الوحيد

سليمان اجتمع مع أبو مرزوق وقريع لحل الخلافات.. والاختلاف حول «التزام» و«احترام»

طفلان فلسطينيان في مخيم الشوفات ومن خلفهما تبدو مستعمرة اسرائيلية بالقرب من القدس (أ.ف.ب)
TT

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة أن الفصائل الفلسطينية طلبت من القيادة المصرية التدخل المباشر في الحوار الفلسطيني المنعقد حاليا في القاهرة لليوم الرابع على التوالي، من أجل العمل على تذليل العقبات التي تواجه الحوار، بعد تمسك حركتي فتح وحماس بموقفيهما، خصوصا في القضايا السياسية. في غضون ذلك تم الاتفاق على ميثاق شرف يشدد على رفض الاقتتال الوطني وعدم الاحتكام إلى السلاح في حسم أية خلافات بين الفصائل.

وقالت مصادر فلسطينية مشاركة في حوار القاهرة لـ«الشرق الأوسط» إن الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية عقد الليلة قبل الماضية اجتماعا مع موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس وفدها لحوار القاهرة، انضم إليه بعد فترة أحمد قريع مسؤول التعبئة والتنظيم بحركة فتح ورئيس وفدها لحوار القاهرة، من أجل العمل على تذليل العقبات التي تعترض الحوار.

وأوضحت المصادر أن «وفد حماس ووفد فتح عقدا عقب اللقاء مع الوزير عمر سليمان اجتماعا مشتركا استمر عدة ساعات، تم خلاله بحث الموضوعات العالقة، خصوصا ملف المعتقلين السياسيين، وكذلك تقريب وجهات النظر حول موضوع الحكومة والانتخابات. وتضاربت الأنباء حول حدوث اختراقات، وفيما يقول مسؤولون إن الفصائل الفلسطينية فشلت حتى الآن في التغلب على العقبات، يؤكد آخرون حدوث بعض النجاحات.

وحسب تسريبات فإن حركة فتح تصر خلال المحادثات على وجوب «التزام» حماس باتفاقات السلام القائمة الموقعة مع إسرائيل، لكن الحركة الإسلامية ترفض ذلك.

واقترحت حماس استخدام كلمة «احترام» بدلا من «التزام»، لكن هذا لا يلبي مطالب الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب، الذين يطالبونها بقبول التسويات السلمية مع إسرائيل.

وأكدت مصادر مصرية وفلسطينية متطابقة أن الحوار الوطني الفلسطيني قطع شوطا كبيرا وحقق اختراقا حقيقيا في كثير من القضايا في لجان المصالحة ومنظمة التحرير والأمن، لكنه يواجه بعض الصعوبات فيما يتعلق بتشكيل الحكومة وكيفية ووقت إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وستعقد اللجنة العليا للتوجيه والإشراف اجتماعا خلالهما (الجمعة والسبت) لإنهاء الموضوع السياسي المختلف عليه أولا.

وقال الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح: «إن الحوار الفلسطيني في القاهرة يمر بلحظة حرجة ويواجه صعوبات جدية في قضايا رئيسية، مثل موقف حكومة التوافق المزمع تشكيلها من التزامات منظمة التحرير الفلسطينية، إضافة إلى موضوعات أخرى مثل موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة، والوحدة الوطنية الفلسطينية»، غير أنه توقع أن يؤدي تدخل القيادة المصرية إلى تجاوز بعض العقبات.

وأشار عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية وعضو وفد الحركة للحوار الوطني، إلى أن حماس طرحت أن يكون برنامج الحكومة الانتقالية هو ذات برنامج حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت بموجب اتفاق مكة، وأن يتم تشكيل الحكومة على أساس نتائج الانتخابات التشريعية، على أن تسمي الكتل البرلمانية في المجلس التشريعي مرشحيها لتولي المناصب الوزارية. والمشكلة الأساسية هنا هي أن حكومة الوحدة التي شغلت حماس أغلب مقاعدها أعلنت عدم الالتزام بالاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير، مما وضع الحكومة في عزله دولية ولم يرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وقال: «فتح ترى أن الحكومة القادمة يجب أن تلزم بالاتفاقات التي أبرمتها منظمة التحرير دون الخوض في التفاصيل، لأن المفاوضات والشق السياسي يخص المنظمة وفقا لوثيقة الوفاق الوطني التي وقعت عليها حماس وكل الفصائل».

ومن جانبه قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس وعضو وفدها للحوار: «نحن في حماس نرى ضرورة الوصول إلى قواسم مشتركة دون تدخلات أو إملاءات من طرف على طرف آخر»، مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى برنامج الحكومة فإن الخلافات تشمل أيضا آليات تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني الجديد ومهام هذا المجلس، وهناك قضية رئيسية وهي اللجنة المركزية للانتخابات القادمة، كما يلقي ملف الاعتقال السياسي بظلال كثيفة على كافة مجريات الحوار. مضيفا: «ونحن في حماس لا يمكن بأي حال أن نقفز على هذا الملف، ونشدد على أن نجاح أي اتفاق مرهون بإنهاء هذا الملف». وأنهى برهوم تصريحه معلقا: «من المبكر الحديث عن نتائج نهائية أو اتفاق نهائي لما يجري في حوارات القاهرة».

ومن جانبه أكد جميل شحادة، أمين عام الجبهة العربية الفلسطينية، أن لجان الحوار قطعت شوطا كبيرا من مهامها، وهناك توافق في ثلاث لجان هي المصالحة ومنظمة التحرير والأمن، لكن الخلاف بالأساس في لجنتي الانتخابات والحكومة. وحول ما يطرح حول تشكيل الحكومة أشار إلى وجود وجهتي نظر، أولاهما تشكيل حكومة من شخصيات مستقلة تلتزم بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية، وهذه حكومة مؤقتة إلى حين إجراء الانتخابات، بينما لحماس وجهة نظر أخرى تتمثل في تشكيل الحكومة من الفصائل المشاركة في المجلس التشريعي. ومن جانبه قال الدكتور ياسر الوادية ممثل الشخصيات المستقلة في لجنة المصالحة إنه تم إنجاز ميثاق شرف بين القوى والفصائل يشدد على رفض الاقتتال وعدم الاحتكام إلى السلاح في أي خلافات. وقال: «إن الحوار يسير بشكل جيد نحو المصالحة والوفاق»، مشيرا إلى أن لجنة المصالحة قطعت شوطا كبيرا في عملها وحققت إنجازات توافق الجميع عليها.

وكشف أن لجنة المصالحة أقرت تشكيل لجان لحصر أضرار المتضررين جراء حالة الانقسام والاتفاق على آليات تعويض المتضررين من تلك الحالة، معربا عن أمله في أن تستمر الأجواء الإيجابية للحوار حتى نصل إلى الوفاق والوحدة.