موريتانيا: معارضو الانقلاب يريدون إعادة ملف الأزمة للمجتمع الدولي

قالوا إنهم «يستغربون تجاهل القذافي لقرارات الاتحاد الأفريقي» * الطوارق يطلقون 6 رهائن بعد تدخل الزعيم الليبي

TT

وجهت «جبهة الدفاع عن الديمقراطية» المعارضة لانقلاب 6 أغسطس (آب) الماضي في موريتانيا، أمس، نداء إلى المجتمع الدولي للحؤول دون «فرض أجندة الانقلابيين»، إثر وساطة تولاها الزعيم الليبي معمر القذافي. ومن ناحية أخرى، أطلق المقاتلون الطوارق في النيجر ست رهائن بعد تدخل من القذافي. وقالت «جبهة الدفاع عن الديمقراطية» في بيان، إنها توجه نداء ملحاً إلى المجتمع الدولي، خصوصا إلى «مجموعة الاتصال» الدولية حول موريتانيا «لوضع حد لهذا الضغط الهادف إلى فرض أجندة الانقلابيين». وصدر هذا البيان غداة مغادرة، القذافي الذي يترأس الاتحاد الأفريقي، العاصمة الموريتانية. وكان الزعيم الليبي الذي تولى وساطة في نواكشوط بتكليف من المجتمع الدولي، دعا القوى المعارضة للانقلاب إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 6 يونيو (حزيران) المقبل، بناء على قرار من السلطات العسكرية الحاكمة. وأثار تأييد القذافي للأجندة الانتخابية انتقاد الجبهة الوطنية وحزب المعارضة الرئيسي، خصوصاً أنهما يدعوان إلى التوافق على حل للأزمة. وأكد البيان أن «الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية ستواصل نضالها لإفشال انقلاب الجنرال محمد ولد عبد العزيز (رئيس المجلس العسكري) وإعادة النظام الدستوري، وستظل منفتحة على حوار صادق وجدي يشرف عليه المجتمع الدولي». وأبدت الجبهة «استغرابها الشديد لكون الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، الذي يفترض به السهر على تطبيق قرارات الاتحاد واحترامها، قد تجاهل قرارات الاتحاد ودعم، خصوصا، ترشيح جنرال انقلابي، ما يشكل تناقضا كبيرا مع روح النصوص التي ترعى عمل الاتحاد». وفي أديس أبابا، حيث مقر الاتحاد الأفريقي، لم يعلق أي مسؤول في المنظمة الأفريقية حتى أمس على وساطة القذافي، الأولى منذ انتخابه رئيسا للاتحاد في بداية فبراير (شباط) الماضي. ولكن بدا واضحا أن تصريحات القذافي حول إغلاق ملف العقوبات أحرجت المنظمة الأفريقية، خصوصا أنها لا تنسجم مع القرارات التي اتخذتها مختلف هيئاتها في شأن موريتانيا.

وبعد زيارته إلى موريتانيا توجه القذافي إلى غينيا بيساو التي تشهد مشاكل بسبب اغتيال رئيس البلاد جواو بيرناردو فييرا. وقال القذافي إن الإتحاد الأفريقي سيقوم بالتعاون مع تجمع دول الساحل والصحراء بالتحقيق في اغتيال رئيس غينيا بيساو، مضيفا، أنهً تلقى تأكيدات من المسؤولين العسكريين والسياسيين «بالالتزام بالدستور».

وأكد القذافي أنه كرئيس للاتحاد الأفريقي فانه معني بالاطمئنان على الأوضاع في موريتانيا وغينيا بيساو وغينيا كوناكري إثر التطورات التي حصلت فيها. وأضاف: «الذي يهمنا عدم حدوث تدخل أجنبي في هذه البلدان الأفريقية الثلاث بسبب هذه التطورات، والتأكد من أن العسكريين الذين تحملوا المسؤولية في هذه البلدان، سيتجهون إلى الانتخابات وأن المواعيد التي قطعوها لنا هي مواعيد مؤكدة». وتابع: «من واجبي أن أطمئن على الأوضاع في بعض البلدان مثل موريتانيا وغينيا بيساو وغينيا كوناكري، لأن الأوضاع في هذه البلدان الثلاث ليست أوضاع مبادرات أو مصالحة التي يتطلبها الوضع بين تشاد وبين السودان أو دارفور أو الصومال. السبب هو أن واحدة فيها رئيس مات، وواحدة الرئيس فيها اغتيل، وواحدة رئيس أطيح به».

وتوجه القذافي أيضا إلى النيجر، حيث أشرف على إطلاق سراح خمسة جنود ودركي كانوا محتجزين لدى المتمردين الطوارق منذ يونيو (حزيران) 2007. وقالت إذاعة النيجر إن «حركة النيجريين من اجل العدالة» أفرجت عن الرهائن الست بعد تدخل من القذافي الذي سلم المفرج عنهم إلى سلطات نيامي. ووصل القذافي مساء أول من أمس إلى مطار نيامي، حيث كان في استقباله الرئيس مامادو تانجا الذي تسلم الرهائن السابقين الست. وأضافت الإذاعة أن رئيس النيجر شكر القذافي «على الجهود التي بذلها للحصول على الإفراج عن الرهائن». وحسب أسبوعية «لا ريبوبليكان» النيجرية فان رئيس النيجر طلب تدخل الزعيم الليبي للتوصل إلى حل في مواجهة تمرد الطوارق القائم منذ 2007 في شمال النيجر المحاذية لليبيا.