طالباني: أريد التقاعد بعد انتهاء ولايتي.. وسأكتب مذكراتي

قيادي في «الاتحاد»: كنت مع الرئيس في المدرسة ومذكراته ستكون مهمة

الرئيس العراقي جلال طالباني يسير بصعوبة متكئا على عكاز لدى وصوله إلى مطار طهران الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

فاجأ الرئيس العراقي جلال طالباني، أمس، الرأي العام العراقي عندما قال في حديث صحافي إنه سيتقاعد عن المجال السياسي هذا العام وسيتفرغ لكتابة مذكراته. وكان الخبر مفاجئا حتى للمقربين منه من قادة الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي. وقال الدكتور فؤاد معصوم، القيادي في الاتحاد الوطني ورئيس الكتلة الكردستانية في مجلس النواب (البرلمان) العراقي، الذي يعد من المقربين جدا من الرئيس طالباني، «إن الرئيس لم يطرح مثل هذا الرأي بصورة رسمية، خاصة في الاجتماعات الأخيرة للمكتب السياسي للاتحاد، لكنه أبدى تردده بالموافقة على الترشيح لمنصب الأمين العام للحزب، وأوضح بصورة غير مباشرة عدم رغبته بالاستمرار، لكن قيادة الاتحاد وقواعده وجهات سياسية عراقية أخرى، تصر على أن يستمر الرئيس طالباني في موقعه السياسي».

وأضاف معصوم قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد، أمس «إن وجود الرئيس طالباني في موقعه السياسي حاليا مهم للغاية لطبيعة الأوضاع التي يمر بها البلد وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني»، مشيرا إلى أن «صحة الرئيس ممتازة وهو لا يعاني إلا من سوفان في ركبة ساقه، وهذا السوفان يعد مسألة طبيعية، إذ من الممكن أن يعاني منه حتى الشباب، ومن المؤمل أن تجرى عملية جراحية بعد ثلاثة أشهر لمعالجة هذا السوفان، غير هذا فإنه لا يعاني من أي عوارض صحية أخرى، وهو متوقد الذهن ويتمتع بذاكرة قوية ويعمل باستمرار ولساعات طويلة باليوم». وأوضح القيادي في الاتحاد الوطني، قائلا، «أن الرئيس طالباني يتحمل عبء مسؤوليات كثيرة ومعقدة للغاية، فهو دستوريا رئيس الجمهورية العراقية، لكنه لا يعمل بهذه الصيغة الدستورية فقط، وهي الجلوس في مكتبه والمصادقة على القوانين واستقبال الشخصيات المهمة التي تزور البلد، بل هو يضطلع بمسؤولية مصالحة الأطراف السياسية وجمع كلمتها من أجل إنجاح العملية السياسية والحفاظ على مستقبل العمل الديمقراطي في العراق، وهذه مهمة صعبة لم ينجح في أدائها سوى الرئيس طالباني الذي يمارس دور الأبوة على الأحزاب السياسية، وكذلك على عموم العراقيين وفي داخل تنظيمات الاتحاد الوطني، كما انه يقوم بجولات عربية وغربية مستغلا علاقاته الشخصية الجيدة بالقادة العرب وقادة العالم لتأسيس علاقات وطيدة بن بلدان هؤلاء القادة والعراق، وهذا يضاف إلى مسؤوليته القيادية في الحزب».

وقال طالباني في لقاء أجرته معه محطة «برس تي في» الإيرانية الناطقة بالانجليزية وفي برنامج «وجها لوجه» «أنا لا اخطط للاستمرار (كرئيس). اعتقد أن بنهاية هذا العام ستنتهي ولايتي وآمل أن أتقاعد، سأعود إلى بيتي وسيكون لدي الوقت لكتابة مذكراتي». وحول أهم المحطات التي من المتوقع أن يركز عليها الرئيس طالباني في مذكراته، قال معصوم «أنا اعرف الرئيس طالباني منذ الدراسة الابتدائية، حيث كنا طلبة معا في المدرسة الابتدائية الأولى في كويسنجق (قرب السليمانية)، كان طالباني في الصف السادس وأنا في الصف الثاني، وهو كان دائما من المتفوقين ويتمتع بدور قيادي منذ طفولته»، مشيرا إلى أن الرئيس طالباني من مواليد قرية (كلكان) القريبة من كويسنجق، وانه «يتحدر من عائلة متدينة ومعروفة تحدرت من كركوك، حيث كان والده شيخ طريقة قادرية (نسبة إلى الشيخ عبد القادر الكيلاني)، ولهم تكية في المدينة، وقد أنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة في كويسنجق والثانوية في أربيل، ثم دخل كلية الحقوق في جامعة بغداد، هرب عندما كان في السنة الثالثة لأسباب سياسية وأكمل دراسته عام 1958»، منوها إلى أن«ابرز محطات الرئيس طالباني السياسية هي انتماؤه للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة ملا مصطفى برزاني، حيث كان عمره وقت ذاك 15 عاما، وصار قياديا في الحزب بعد ثلاثة أعوام ومن الممكن أن يكشف عن علاقته الوطيدة بالزعيم بارزاني الذي يعتبره قائده ومعلمه، وينظر إليه باستمرار باحترام بالغ، إذ غالبا ما يردد أن الزمن لو عاد إلى ما قبل 1964، حيث اختلف مع الزعيم بارزاني، لكان لي موقف آخر، ومن بين أبرز المحطات السياسية تأسيسه للاتحاد الوطني الكردستاني عام 1975 مع سبعة من القياديين، كنت أنا من ضمنهم».

ووصف معصوم المذكرات التي سيكتبها الرئيس طالباني بأنها «مهمة للغاية وتملأ فراغات في التاريخ العراقي، كونها ستتحدث عن التاريخ السياسي المعاصر للعراق، إضافة إلى تاريخ الثورة الكردية، وستتوزع ربما على أربعة كتب ضخمة لما في ذاكرته من أحداث، إضافة إلى المعلومات الأرشيفية».