أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، إلزام وزارة الإعلام بإعداد قانون خاص بالقنوات الفضائية والإذاعية للجماعات والأفراد. جاء ذلك في افتتاح المؤتمر الرابع لنقابة الصحافيين اليمنيين الذي بدأ دورته الرابعة أمس في صنعاء.
وقال إن على وزير الإعلام التحدث إلى الصحافيين أسبوعيا بعد نهاية اجتماع الحكومة الذي تعقده في يوم الثلاثاء من كل أسبوع، ليقول للصحافيين ما دار في الاجتماع في الأمور السياسية والاقتصادية والإصلاحات الجارية في البلاد، مؤكدا أنه سيعمل بكل ما يستطيع لدعم القيادة الجديدة لنقابة الصحافيين التي ستنتخب في هذا المؤتمر.
وقال الرئيس اليمني إنه يتوجب على وزارة الإعلام البت في طلبات إنشاء الصحف الجديدة في إطار حرية الصحافة وعصر السموات المفتوحة؛ لأنه لا يستطيع أحد من الناس أن يعمل سواتر تمنع التقاط القنوات الفضائية. وأضاف أنه يعلق آمالا كبيرة على الصحافيين باعتبارهم النخبة في صنع الرأي العام بخلق ثقافة المحبة والمودة والولاء الوطني، مشيرا إلى أن النقد ليس عيبا ولكن يتعين أن يكون ناتجا عن معلومات صحيحة لأن النقد يعالج الاعوجاج والخطأ، فيعرف المسؤول بأنه تحت المجهر وبهذا الأسلوب يعالج الفساد. وقال إن هناك فسادا سياسيا وماليا وإداريا، كون الفساد منظومة متكاملة، داعيا إلى التحرك نحو محاربة الفساد السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، وهذه الأمور في مجملها مادة أمام الصحافيين والقنوات الفضائية لتناولها. وأشار الرئيس علي عبد الله صالح إلى أنه عند بداية التعددية السياسية وحرية الصحافة بعد إعادة وحدة اليمن، كان الكثيرون لا يطيقون الكلمة الناقدة فيتضايقون منها، لافتا الصحافيين إلى أنه يتحدث معهم بتوخي الدقة في المعلومات الصحيحة، وهو ما يجب عليهم التحرك إلى من لديهم المعلومات حتى تكون هناك مصداقية لدى الصحيفة والصحافي الذي يعمل بها لأن الصحافة ليست المهاترات والمنازعات، الصحافة تربية وطنية، والصحافة ثقافة المحبة والمودة داخل المجتمع وليست ثقافة الكراهية والإرهاب، والصحافة ليست ثقافة المناطقية والقروية والعودة بالوطن إلى ما قبل 47 عاما من قيام ثورة 26 سبتمبر (أيلول) أو العودة بالوطن إلى ما قبل الوحدة في 22 مايو (أيار) من عام 90، فعلى الصحافة خلق ثقافة واعية في المجتمع. وقال نحن نعرف الإرث الكبير الذي ورثناه من عهود النظام الإمامي وعهود التشطير قبل الوحدة وإقامة الحروب بين شطري الوطن من يوم الاستقلال في الـ30 من نوفمبر (تشرين الثاني) 67 وحتى يوم إقامة الوحدة.
وقال هناك من يدعون إلى الاعتراف بالقضية الجنوبية، وهنا يتساءل الرئيس علي صالح قائلا: إن هذا الكلام يعني العودة باليمن إلى ما قبل توحيد اليمن، كما أن هناك من يدعو إلى الاعتراف بقضية صعدة التي تعني العودة إلى ما قبل 47 عاما بالعودة إلى نظام الإمامة. وأكد على أن تكون معلومات الصحافيين صحيحة ومن مصادرها، متوخين الدقة بالتوجه إلى المسئولين لأخذ الحقيقة. وأعلن الرئيس علي عبد الله صالح إسقاط العقوبات المحكوم بها على الصحافي عبد الكريم الخيواني بالحبس عدة سنوات، مستندا في هذا الأمر إلى الصلاحيات الدستورية على أن يكون صحفيا صالحا في المجتمع بعدم إثارته للمناطقية والطائفية والعنصرية، وقال إن الحكم للوطن ولأبناء الشعب وليس وراثيا أو سلاليا.
وأدانت محكمة يمنية في العام الماضي عبد الكريم الخيواني رئيس تحرير صحيفة الشورى المعارضة، وقضت بسجنه لمدة ست سنوات بعد أن وجد أنه يحمل صور وبيانات المتمردين إبان تمرد الحوثيين.
وينعقد المؤتمر العام لنقابة الصحافيين بمشاركة أكثر من 1300 صحافي وصحافية منتشرين في أرجاء البلاد، حيث سينتخب المؤتمرون نقيبا جديدا للصحافيين ومجلسا للنقابة ينتخب من بين أعضائه قيادة جديدة لمدة أربعة أعوام قادمة، ويقر المؤتمر نظاما أساسيا وميثاق شرف يلتزم به الصحافيون أخلاقيا في أدائهم المهني الصحافي.