سريلانكا ترفض اتهام الأمم المتحدة لها باستهداف مدنيين في حربها مع التاميل

قالت إنها تشعر بالانزعاج الشديد.. واتهمت المتمردين بإثارة أزمة

TT

رفضت سريلانكا امس اتهامات الامم المتحدة لها بانها تستهدف مدنيين في حربها ضد متمردي التاميل، وقالت ان المزاعم حول مقتل 2800 من المدنيين غير المقاتلين خلال الاسابيع الماضية «لا اساس لها» واكدت «ان الجيش لا يقصف الاماكن الآمنة للمدنيين». وجاء رد فعل كولومبو الغاضب بعدما قالت نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان أول من أمس، ان طرفي الصراع في سريلانكا ربما ارتكبا جرائم حرب وان القوات الحكومية قصفت مناطق يحظر اطلاق النار فيها ومناطق مكتظة بآلاف المدنيين. وقال ماهيندا ساماراسينغ وزير ادارة الكوارث وحقوق الانسان السريلانكي في مؤتمر صحافي أمس: «لا نشعر بخيبة أمل فحسب.. اننا نشعر بانزعاج شديد. انها احصائيات لا أساس لها». وأضاف ان سريلانكا لا تنكر مقتل بعض المدنيين، ولكنه قال إن الارقام جرى تضخيمها واتهم بيلاي بالتغاضي عن دور المتمردين التاميل في سقوط ضحايا بين المدنيين.

واتهم المفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان بالاعتماد على معلومات «متحيزة للمتمردين» في الادعاءات التي اطلقتها أول أمس بشأن النزاع الانفصالي المستمر منذ عقود. وقال ان «اعتماد مكتبها (المفوضة) على ارقام لم يتم التأكد منها، ينم عن نقص كبير في المهنية»، مشيرا الى ان الارقام المذكورة تقترب كثيرا من ارقام مواقع الانترنت التابعة لنمور «تحرير ايلام تاميل». وكانت بيلاي قد قالت في بيان أمس ان مكتبها تلقى أدلة من «عدد من المصادر الموثوقة» على سقوط قتلى في عمليات قصف. ولم تحدد مصادر بالاسم. وقال وزير الخارجية السريلانكي باليتا كوهونا ان الذراع الاعلامية للمتمردين تحاول اختلاق أزمة مدنية لإثارة ضغوط دولية من أجل وقف اطلاق النار بهدف كسب الوقت لاعادة التسلح في وقت يقفون فيه على شفا الهزيمة. وأضاف في تصريح للصحافيين: «لا نعتقد أن هناك أي صلة بين جبهة نمور تحرير تاميل ايلام وبيلاي.. لكن من المؤسف أنها تعتمد على أرقام نشرت على مواقع الكترونية تابعة للتاميل أو أرقام نشرتها المجموعة الدولية لمعالجة الازمات قبل بضعة أيام». وقال متحدث باسم الأمم المتحدة في ذلك الحين انه ليس بوسعه تأكيد أو نفي دقة الأرقام.

وكانت كولومبو قد خصصت منطقتين امنيتين في المناطق الشمالية من الجزيرة حيث يستطيع السكان المدنيون اللجوء اليها هربا من مواقع القتال الشرس الذي يدور بين القوات الحكومية والمتمردين الذين ينفون كذلك اطلاق النار على الابرياء سواء في المناطق الآمنة ام غيرها. وكانت المفوضة الدولية قالت أول من أمس في بيان ان اعمال العنف في سريلانكا يمكن وصفها بـ «جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية». وبحسب المفوضية فان اكثر من 2800 مدني قد يكونون قتلوا وسبعة آلاف آخرين اصيبوا بجروح منذ 20 يناير (كانون الثاني). وكانت بيلاي اعربت عن اسفها لانه بالرغم من تحديد الحكومة السريلانكية لمناطق آمنة للمدنيين «فإن عمليات قصف متكررة تواصلت في هذه المناطق».

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قد اتصلت بالرئيسة السريلانكية ماهيندا راجاباكسي، بعد اصدار الامم المتحدة لتقريرها، وحثت الجيش على تجنب اطلاق النار على مدنيين في المناطق الامنة وطلبت السماح بدخول وكالات الاغاثة لمساعدة المحتاجين. وصرح غوردون دوغيد المتحدث باسم الخارجية الاميركية ان كلينتون اعربت عن قلق الولايات المتحدة العميق بشأن الاوضاع المتدهورة وزيادة الخسائر البشرية التي تحدث في مناطق خصصت كمناطق آمنة.

الا ان وزير الخارجية السريلانكي وصف تصريحات كلينتون بانها «مبالغ فيها». وقال مستشار وزارة الخارجية روهان بيريرا ان «الدولة لا تتآمر لقتل المدنيين». وكان الجيش السريلانكي شن حملة واسعة على تمرد نمور تحرير ايلام تاميل في شمال شرق سريلانكا المستمر منذ 37 عاما.

ولا يزال نمور التاميل الذين يطالبون منذ 1972 بدولة مستقلة في شمال شرق البلاد، يقاتلون الجيش على مساحة خمسين كلم مربعا من الادغال في شمال شرق البلاد. ومنذ يناير (كانون الثاني) يؤكد الجيش انه شن هجوما «حاسما» على «ارهابيي نمور التاميل». وتؤكد سريلانكا ان 36 الف مدني فروا من منطقة النزاع ونزحوا الى مخيمات تحت اشراف الحكومة في حين بقي سبعون الفا عالقين تستخدمهم حركة التمرد «دروعا بشرية».