موسكو قد تنشر طائرات حربية في كوبا وشافيز يعرض عليها قاعدة عسكرية

في خطوة قد تثير استياء واشنطن قبل لقاء الرئيسين الروسي والأميركي

TT

في خطوة قد تثير استياء واشنطن وتزيد من توتر العلاقات بينها وبين موسكو، أعلنت روسيا أمس أنها من الممكن أن تستخدم قواعد في كوبا وفنزويلا لتركيز قاذفاتها الاستراتيجية، بحسب ما أعلن الجنرال اناتولي جيخاريف قائد القوات الجوية الاستراتيجية الروسية امس، الا انه لم يوضح ما اذا كانت الطائرات الروسية ستنتشر بشكل دائم في هذه القواعد او انها ستستخدمها فقط كمحطات خلال مهامها. وقال الجنرال وفقا لما نقلته عنه وكالة أنترفكس الروسية: «هذا امر ممكن مع كوبا في حال توفرت ارادة من قادة البلدين، الارادة السياسية، فإننا على استعداد للطيران الى كوبا». واضاف: «هناك اربعة او خمسة مطارات تملك مدارج هبوط طولها اربعة آلاف متر وهي تلائمنا تماما». ونقلت الوكالة نفسها ان الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز اقترح ان يتخذ سلاح الجو الإستراتيجي الروسي من مطار جزيرة ارتشيل الفنزويلية قاعدة مؤقتة لطائراته. وأكد الجنرال اناتولي جيخاريف، رئيس أركان الطيران الإستراتيجي الروسي، تلقي القيادة الروسية اقتراح الرئيس الفنزويلي قائلا إن قبول هذا الاقتراح أمر ممكن في حال صدور القرار السياسي المناسب. وأضاف الجنرال جيخاريف أنه زار جزيرة ارتشيل في العام الماضي ووجد مطارها صالحا لهبوط وانطلاق طائرات روسية تحمل أسلحة إستراتيجية بعد إدخال تعديلات بسيطة عليه. والمح كذلك الى ان الطائرات الروسية ستكتفي بالتوقف فيه، اذ ان الدستور الفنزويلي يمنع اقامة قواعد عسكرية عائدة لدول اجنبية على اراضي البلاد. واوضح ان طبيعة هذه المهام ستكون على شكل ان «نحط وننهي المهمة ونرحل». واجرت فنزويلا وروسيا نهاية عام 2008 مناورات بحرية مشتركة في البحر الكاريبي وهي منطقة تعتبر تقليدا محمية للولايات المتحدة. وشاركت في هذه المناورات، وهي حدث غير مسبوق منذ انتهاء الحرب البادرة في المنطقة، اربع سفن حربية روسية بينها سفينة الدورية التي تعمل بدفع نووي «بطرس الاكبر» وثلاث فرقاطات فنزويلية. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي اجرت قاذفتان استراتيجيتان روسيتان «رحلات تدريب» انطلقت خلالها من قاعدة في فنزويلا. واكد الرئيس تشافيز حينها ان وجود القاذفتين الروسيتين في بلاده يشكل «تحذيرا» للولايات المتحدة. وكان حذر مسؤول كبير في سلاح الجو الاميركي الجنرال نورتون شفارتس في يوليو (تموز) الماضي روسيا من اي محاولة لنشر قاذفات استراتيجية في كوبا. واوضح «في حال قاموا بذلك فأرى ان علينا ان نبقى حازمين والاشارة الى ان ذلك سيؤدي الى تجاوز خط احمر بالنسبة للولايات المتحدة».

واستأنفت روسيا في 2007 دوريات قاذفاتها الاستراتيجية التي كانت تنفذها اثناء الحرب الباردة. كما سعت موسكو في الآونة الاخيرة الى تنشيط علاقاتها مع كوبا. وكانت وزارة الدفاع الروسية في موسكو نفت في الصيف الماضي أنها تخطط لتمركز قاذفات في كوبا بعد أن تحدث الجيش الأميركي عن عبور روسيا «الخط الأحمر» إذا ما تم تحويل هذه الخطط لأمر الواقع.

وتأتي هذه الانباء في الوقت الذي من المقرر ان يلتقي فيه الرئيس الروسي دميتري مدفيديف نظيره الاميركي باراك اوباما بلندن في الاول من ابريل (نيسان) على هامش قمة قادة مجموعة العشرين بهدف «اعادة اطلاق» العلاقات بين موسكو وواشنطن. وفي السنوات الاخيرة اثار مشروع الدرع الصاروخية الاميركية في شرق اوروبا وتوسيع الحلف الاطلسي باتجاه روسيا، قلقا شديدا في موسكو. وبلغت هذه التوترات التي تذكر بفترة الحرب الباردة، اوجها اثناء الحرب الروسية الجورجية في اغسطس (آب) 2008.