«الحوار الوطني» لـ «الشرق الأوسط»: مباحثاتنا مع قيادات البعث ستحل مشاكل الكثير من أعضائه

الحكومة تجدد دعوتها للاستفادة من المصالحة.. وعبد المهدي: القيادي الذي التقيته معارض لنظام صدام

TT

جددت الحكومة العراقية أمس دعوتها إلى البعثيين للاستفادة من مبادرة المصالحة التي عرضتها، قائلة إن الكثير من مشاكل البعثيين الذين اضطروا إلى الانضمام للبعث حفاظا على عملهم، ستُحل، من خلال لقاءات تعقدها مع قياديين بعثيين.

وحث اكرم الحكيم، وزير الدولة العراقي للحوار الوطني، البعثيين الذين عملوا سابقـاً في صفـوف «البعث» إلـى الاستفـادة من مشروع المصالحة الوطنية والمواقف الأخيرة للحكومة العراقية.

وقال الحكيم في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية إن «تعامل وزارة الحوار الوطني مع ملف البعث جرى من خلال ورقة عمل عرضها على رئيس الوزراء»، مضيفا، «يجب أن يغتنم البعثيون الذين عملوا سابقاً في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي السابق فرصة مشروع المصالحة الوطنية والمواقف الأخيرة للحكومة العراقية، للتحرك بسرعة لإبعاد المجرمين الذين ارتكبوا جرائم بشعة ضد الشعب العراقي، مهما كانت مواقعهم الحزبية والحكومية السابقة عن صفوفهم».

كما دعاهم الحكيم للمساعدة في التعرف على أولئك المسؤولين عن ارتكاب انتهاكات في ظل النظام العراقي الأسبق بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية.

وقال الحكيم انه يجب على البعثيين السابقين التحرك سريعا للكشف عن المجرمين الذين ارتكبوا جرائم مشينة ضد الشعب العراقي، بغض النظر عن حزبهم السياسي أو رتبهم في الحكومة السابقة. وأجرى محمد رشاد الشيخ راضي، ممثل قيادة قطر العراق في حزب البعث، لقاءات مع مسؤولين عراقيين من بينهم نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي. ومن جانبه، أكد سعد المطلبي، مستشار العلاقات الدولية في وزارة الحوار الوطني أن «اللقاء الأخير مع القيادي في حزب البعث (الشيخ راضي) سيكون «مثمر جدا»، خاصة أن الأخير يمثل فئة واسعة من البعثيين الذين تورطوا مع البعث ولم يرتكبوا جرائم ضد الشعب، لكن عملت درجاتهم الحزبية على إقصائهم من وظائفهم وحتى خروجهم من العراق خوفا من المحاسبة». وأضاف المطلبي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «المفاوضات الأخيرة، نتج عنها مجموعة من التفاهمات سيقوم بنقلها القيادي في القيادة القطرية لحزب البعث إلى بقية القيادات المرتبط بها، ونحن علمنا انه جاء لبغداد مفوضا من قيادة قطر العراق، وعلى ضوء ردة الفعل التي ستبديها القيادة التابع لها ستتحول الأمور بشكل ايجابي وتبدأ مفاوضات أخرى لوضع صيغ تفاهم أكثر فاعلية».

وأشار المطلبي إلى أن الشيخ راضي كان «يتنقل في زمن النظام السابق بين بغداد ودمشق، وهذا يعني انه كان على صلة بالحكومة حينها، وحاليا يمثل عضو قيادة في سورية وفي تشكيلات حزب البعث في سورية»، مضيفا، إن الشيخ راضي «سيتمكن من حل مشاكل كثير من العراقيين المتورطين بالحزب وهم غير مؤمنين بالأفكار الشوفينية التي كان يتبناها حزب البعث». غير أن عبد المهدي، نائب الرئيس العراقي، قال إن القيادي البعثي الشيخ راضي، الذي التقاه مؤخرا، يمثل البعث السوري وأنه كان معارضا لنظام صدام حسين.

وكانت قوى سياسية عراقية وجهت انتقادات للحكومة بسبب إعلان رغبتها في المصالحة مع بعثيين، وانتقدت تلك القوى «تسابق» حزب الدعوة الإسلامية، بزعامة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عبد العزيز الحكيم لإعادة «البعث» إلى السلطة.

وقال المكتب الإعلامي لعبد المهدي، وهو قيادي في المجلس الأعلى، «نقلت وسائل الإعلام زيارة السيد محمد رشاد الشيخ راضي ممثل قيادة قطر العراق إلى العراق ولقائه بالمسؤولين العراقيين وقد خلطت الأوراق بشكل مقصود أو غير مقصود ولم يتم التمييز بأن «قيادة قطر العراق» او كما يعرف جماهيريا بالبعث السوري (اليساري) هو تشكيل حورب من قبل النظام البعثي الصدامي، فكان من بين أول التنظيمات بجانب أبناء الحركة الإسلامية والوطنية التي شُردت وقتلت قياداتها منذ تولي الأخير السلطة واستمر ذلك حتى عام 2003». وأضاف البيان أن هذا التشكيل كان «معارضا وحليفا للقوى السياسية المعارضة وبمختلف الوسائل طوال العقود الماضية، وقد تعرض كما تعرضت القوى المعارضة إلى القتل والاغتيالات والسجون والتعذيب، وبقدر ما نهيب بقوى شعبنا التي ترفض البعث بسبب سياساته العدوانية ومقابره الجماعية، نرى أن إنصاف من وقف مع الشعب وتعرض من قبل العصابة الصدامية هو واجب شرعي ووطني يخدم العراق ويطوي صفحة سوداء في تاريخه، حيث يلاقي المجرمون والمستبدون جزاءهم ويحصل المظلومون على حقوقهم».