كربلاء: مظاهرة تطالب بتعيين الفائز بأغلبية الأصوات محافظا.. وبتدخل المرجعية

متظاهرون يرفضون تحالف قائمة المالكي لشغل المنصب.. والحبوبي لـ «الشرق الأوسط» : لن ألجأ للقضاء

TT

أكد يوسف الحبوبي، الفائز الأول بالانتخابات المحلية في كربلاء، عدم علمه بتنظيم التظاهرة التي دعت إلى تنصيبه محافظا للمدينة أمس، نافيا ما نسب إليه حول رفع دعوى قضائية لتنصيبه محافظا لكربلاء.

وطالب ناخبوه في مظاهرة خرجت وسط مدينة كربلاء، أمس، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتنصيب  الحبوبي محافظا لمدينتهم.

وقد شكل فوز مرشح مستقل تقلد مناصب إدارية رفيعة خلال النظام السابق ولا ينتمي لأي من الأحزاب الدينية مفاجأة في كربلاء، معقل المرجعيات الدينية.

وتحالفت قائمة «ائتلاف دولة القانون» التي يدعمها رئيس الوزراء نوري المالكي وقائمة «أمل الرافدين» في كربلاء، لتقاسم منصب المحافظ ورئيس مجلس المحافظة. ولم يمنح الحبوبي أي منصب محلي رغم انه حقق أعلى الأصوات، لأنه رشح بشكل مستقل، وبالتالي حصل على مقعد واحد فقط، فيما حصلت القوائم المنافسة على عدة مقاعد، وبالتالي تحالفت للحصول على منصبي المحافظ ورئيس مجلس المحافظة مستبعدين من حساباتهم الحبوبي. وقال الحبوبي لـ«الشرق الأوسط» « لم أشارك في التظاهرة وفي نفس الوقت لم أدع لخروجها، لكنها رغبة الناخبين». وفيما يخص نيته بتقديم شكوى للمحكمة الاتحادية للحصول على المنصب،  قال الحبوبي «إنني لم أتحدث عن تقديم شكوى إلى المحكمة الاتحادية، وإنما تصريحاتي نقلت بشكل محرف والحقيقة إني تحدثت عن التحرك ضمن المجالات التي يسمح بها القانون ولم أتكلم عن أي شكوى قانونية». وحول الشائعات التي أفادت بانسحاب الحبوبي من المجلس قال «إن لكل حادث حديثا بالنسبة لهذا الموضوع». وبشأن الجدوى من ترشيحه إن لم تكن لديه أصوات داعمة في المجلس المحلي قال الحبوبي «إن المحافظ عندما ينتخب فهناك قانون يعمل على ضوئه، وله صلاحيات معينة وليس بالضرورة الرجوع بكل الصلاحيات للمجلس، والمسألة ليست تجزئة، كل يعمل على حدة، فالمجلس والمحافظ يعملان معا في كل الأعمال من أجل خدمة المحافظة»، مضيفا أن «رغبة أهالي كربلاء أن أكون محافظا لأقدم أكبر خدمة ممكنة لهم، خصوصا أن هدفنا من دخول الانتخابات هو تقديم الخدمة والخبرة اللتين نتمتع بهما».

من جانبهم، شدد المواطنون في مظاهرة سلمية طافت شوارع المدينة القديمة ومنطقة ما بين الحرمين وانتهت عند بناية مجلس المحافظة، على تنصيب الحبوبي محافظا. وقال المواطن جاسم علي «إن الحبوبي حصل على الأغلبية في أصوات المحافظة ولم يرشح محافظا، بينما حصلت بعض الشخصيات على أصوات قليلة رشحت لمناصب سيادية في المحافظة، وهذا بعيد عن الديمقراطية التي يتحدثون عنها في العراق الجديد»، مضيفا أن «أهالي كربلاء يريدون الإنصاف في توزيع المناصب في المحافظة ولا يريدون الدكتاتورية والتحزب، لذا نتظاهر سلميا لدعم الحبوبي الذي لم يكلفنا بذلك». أما المواطن جبر الكربلائي فقال «إن رئيس الوزراء نوري المالكي تحدث قبل الانتخابات بان المناصب توزع على أساس الكفاءة والخبرة وما يريده الشعب وكل هذه الموصفات تنطبق على الحبوبي»، مضيفا أننا «نطالب رئيس الوزراء العراقي بتحقيق كل ما وعد به قبل وبعد الانتخابات، وأتمنى من حزب الدعوة ألا ينحو منحى الآخرين الذين سبقوه في تجربة التعامل مع السلطة».

وقال رائد العسلي، أحد منظمي التظاهرة ومدير إعلام هيئة الاستثمار «إن التظاهرة تطالب بأن يكون الحبوبي محافظا ونريد من المرجعية التدخل لتأمين مطلب جماهير كربلاء، لأن الحبوبي حصد أعلى الأصوات». وأضاف «لقد حصل على النسبة الأعلى من المقاعد حسب الأصوات التي حصل عليها وتجاوزت 37 ألفا، ونحن نرفض أن تذهب أصواتنا هباء منثورا». وتنافس 1196 مرشحا بينهم 320 امرأة من 77 كيانا سياسيا على 27 مقعدا في محافظة كربلاء (110 كم جنوب بغداد)، في حين بلغ عدد الناخبين المسجلين 540 ألفا.

إلى ذلك، نفى مصدر مقرب من مكتب السيستاني «زيارة وفد من أهالي كربلاء بخصوص دعم ترشيح الحبوبي محافظا»، وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط» «إن مكتب السيستاني لا يتدخل في تفاصيل مثل هذه القضايا».