السلطات العراقية تؤكد وجود الدوري في ديالى وتناشد العشائر المساعدة لاعتقاله

قالت إن معلومات استخباراتية بينت وجود مساعد صدام في معقل «دولة العراق الاسلامية»

TT

في الوقت الذي أكدت فيه مصـادر استخباراتية عراقية اختبـاء عزة الدوري، نائب رئيس مجلس قيادة الثورة إبان النظام العراقي السابق، في احد معاقل ما يعرف «بدولة العراق الاسلامية» في ضواحي مدينة ديـالى (شرق شمال بغداد)، اعرب عدد من شيوخ العشائر هناك، عن استعدادهم لمساعدة الأجهزة الأمنية في القاء القبض على الدوري، إلا انهم في الوقت نفسه استبعدوا فكرة لجوئه الى المدينة كونها تشهد عملية عسكرية للمرة الثالثة. حيث اكد الشيخ مزهر الزيدي، شيخ عشائر الزيديين في مدينة ديالى، استبعاد فكرة لجوء عزة الدوري، الذي كان أحد أبرز مساعدي رأس النظام السابق صدام حسين، الى المدينة، وقال لـ «الشرق الاوسط» إنه «لا يمكن للدوري ان يدخل ديالى، سيما مع وجود عملية عسكرية ثالثة تطبق الآن في المدينة»، مبيناً ان «عدد القوات وكثافة الاجراءات الجارية الآن في المدينة لا تمكن الدوري أو غيره من اللجوء إليها، حيث تلاحق القوات الامنية جميع المطلوبين والمشبوهين في عملية يراد بها القضاء على آخر معاقل القاعدة في ديالى». وحول إمكانية وجود الدوري في المناطق الممتدة من تلال حمرين باتجاه مناطق العظيم التي تعد من اهم معاقل ما يسمى «الدولة الاسلامية»، اوضح الزيدي «من الممكن ان يوجد في تلك المناطق لا سيما وانه لا توجد هناك قوات امنية كافية لمتابعة المطلوبين» لافتاً الى ان «منطقة تلال حمرين حصراً تشهد نشاطاً للقاعدة وهي معلومة موجودة لدى القوات الحكومية، وتعد المنطقة آخر معاقل القاعدة التي تحاول القوات الامنية تتبعها والقضاء على التنظيم هناك».

وعن علاقة حزب «العودة» الذي يرمي الى إعادة حزب «البعث» المنحل الى السلطة، قال شيخ عشيرة الزيديين «ان عناصر ما يعرف بحزب البعث بدأوا يلفظون انفاسهم الاخيرة ولا يوجد لديهم أي نشاط سواء في المدينة او ضواحيها». وكان مصدر استخباري مسؤول قد كشف عن وجود الرجل الثاني في النظام السابق عزة الدوري مختبئا في احد المعاقل لما يسمى بـ«دولة العراق الاسلامية» في ضواحي ديالى، مناشدا زعماء ووجهاء العشائر في المحافظة لتكثيف الجهد العشائري خلال هذه الفترة بهدف القبض على المطلوبين من بقايا ذلك النظام. واضاف المصدر الأمني أن «القوات العراقية قامت بتكثيف جهدها الأمني في تلك المناطق لا سيما ان الاحداث الاخيرة التي شهدتها محافظة ديالى خلال الاشهر الثلاثة الماضية تؤكد وجود صلات وعلاقات وثيقة بين ازلام النظام السابق والجماعات الارهابية، وقد أسهمت بتردي الاوضاع الامنية في بعض المناطق من خلال العبوات اللاصقة التي استهدفت العديد من مسؤولي الحكومة المحلية والمواطنين، فضلا عن المعلومات التي ادلى بها بعض عناصر ما يسمى حزب النواة والتحرير والعودة وهو امتداد لحزب البعث المنحل في تأجيج العنف الطائفي، ومنهم مؤسس حزب النواة الذي تم اعتقاله في منطقة سنيجة». وناشد المصدر زعماء ووجهاء قبائل ديالى بـ"التعاون مع القوات العراقية بهدف القبض على الدوري الذي يعتقد انه يقود المقاومة البعثية المسلحة ضد القوات الاميركية والعراقية».

ويحتل الدوري الرقم 6 في قائمة اركان النظام الـ 55 المطلوبين للسلطات الاميركية والمطلوب الاول لدى العراقية. وقد زادت القوات الاميركية مكافأة العشرة ملايين دولار الى 20 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقاله. من جهته، قال الشيخ سعد مجيد الصويري، شيخ عشائر الصويرات، بان «ابناء المدينة من شيوخ وعشائر سوف يلاحقون جميع الخارجين عن القانون وكل من يحاول اللجوء الى مناطقهم»، مؤكداً لـ «الشرق الأوسط» ان«تنظيم القاعدة والمجموعات الارهابية الاخرى بدأت بالانحسار، وتقلصت اعدادها بنسبة 80% عن السابق» مضيفاً «لا يوجد للقاعدة أي نشاط في الوقت الحالي، فكيف تستطيع ان تخبئ شخصية مثل عزة الدوري مهمة ومطلوبة للحكومة والاميركان معاً» مشدداً الصويري ان «أغلب عشائر ديالى تساند دولة القانون وما تقوم به من اجراءات للحد من تاثير العناصر الارهابية في المدينة».

اما الشيخ احمد عبد الله الحسوني، شيخ عشائر شمر في منطقة كنعان، فيؤكد بان الدوري يمكن ان يلجأ الى مناطق تلال حمرين والعظيم، كون الاخير يتمتع مع عشائر تلك المناطق بعلاقات وثيقة تساعده على الاختباء عندهم، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» بان«تلك المناطق تساعد الخارجين عن القانون على الاختباء بها كونها مناطق ريفية تتخللها تلال فضلاً عن وجود نشاط متزايد للقاعدة هناك».