دمشق: الدول العربية تساير جهود المصالحة التي أطلقتها قمة الرياض

مندوب سورية لدى الجامعة العربية: علاقاتنا مع مصر ستكون على أحسن ما يكون قريبا

TT

قال مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية يوسف الأحمد إن «العلاقات السورية المصرية ستكون على أحسن ما يكون خلال الأيام القليلة المقبلة وستشهد الفترة المقبلة لقاءات سورية مصرية على كافة المستويات» وذلك في تصريح للصحافيين على هامش اجتماع لجنة متابعة قرارات القمة العربية العشرين التي عقدت في دمشق في مارس (آذار) الماضي. وأضاف الأحمد أن «العلاقات المصرية السورية لا يمكن إلا إن تكون علاقات صحيحة وجيدة»، لافتا إلى أنه «في صحة هذه العلاقات صحة الأمة العربية وفي تردي هذه العلاقات تردٍ للجسد العربي بأكمله»، مشيرا إلى أن «الدول العربية اليوم تساير الجهود الفعالة للمصالحة العربية التي انطلقت من قمة الرياض»، معربا عن أمله في أن تصل إلى قمة الدوحة أواخر هذا الشهر وأن تكون مشاريع القرارات الهامة المقدمة للقمة تعبر تعبيرا صحيحا عن واقع عربي جديد مأمول أفضل بكثير من الواقع القائم اليوم». وترأس المندوب السوري يوسف الأحمد اجتماع لجنة متابعة قرارات القمة العشرين الذي انعقد صباح أمس في دمشق على مستوى المندوبين تمهيدا للاجتماع الوزاري الذي سيعقد اليوم بحضور الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، مشيرا إلى أن اللجنة وضعت «الصيغة النهائية لمشاريع التوصيات والقرارات التي ستقدم لوزراء الخارجية في اجتماعهم الذي سيعقد صباح الاثنين»، كاشفا عن اتفاق الجميع على كل المشاريع التي تم إصدارها وأنه «لم يصدر مشروع قرار أو توصية إلا بإجماع الدول المشاركة». وأوضح المندوب السوري أن «الدول المشاركة ليست فقط الدول الأعضاء في هذه اللجنة وإنما هناك أربع دول إضافية تجتمع بمسميات مثل عمان كرئيس مجلس التعاون الخليجي وليبيا كرئيس للاتحاد المغاربي والاتحاد الأفريقي والعضو الدائم في مجلس الأمن ودعونا الكويت كرئيس للقمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ودعونا مصر لاعتبارات متعددة باعتبارها ترعى المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية». واعتبر الأحمد أن «الدول التي شاركت في الاجتماع تحقق انتصارا جادا وفعالا لمجموع الدول العربية»، مشيرا إلى أن «الدول العربية اليوم تساير الجهود الفعالة للمصالحة العربية التي انطلقت من قمة الرياض»، معربا عن أمله في «أن تصل إلى قمة الدوحة أواخر هذا الشهر وأن تكون مشاريع القرارات الهامة المقدمة للقمة تعبر تعبيرا صحيحا عن واقع عربي جديد مأمول أفضل بكثير من الواقع القائم اليوم». وفيما يتعلق بمذكرة محكمة الجنايات الدولية الخاصة بالسودان، اعتبر المندوب السوري أنها «من أهم التحديات التي تواجه الأمة العربية» وأن «مشروع القرار الذي صدر قويا ويلبي كل متطلبات الشقيقة السودان في مواجهتها هذا الاعتداء القانوني أو غير القانوني السافر على دولة السودان». وأضاف أنه «تم اعتماد مشاريع القرارات الفلسطينية التي اتفق عليها في الاجتماع الوزاري منذ أيام في القاهرة وقد تم اعتمادها بالكامل». من ناحيته، اعتبر حسام زكي المتحدث باسم الخارجية المصرية أن الاجتماع كان جيداً، وأن التوصيات التي صدرت مهمة لا سيما ما يخص الموضوع السوداني، مشيرا إلى أن هناك توصية مهمة سيجري اعتمادها اليوم من قبل وزراء الخارجية وذلك دفعا للعمل العربي المشترك. وقال زكي «الوضع السوداني يصيب الجميع بقدر من القلق نظرا لأن التطورات الدولية هي تطورات غير مواتية»، مؤكدا أن «الجهد العربي جهد مستمر لتحقيق السلام وهو جهد متواصل إلا أن التطورات الدولية غير مواتية». وأمل زكي في «أن تكون القرارات التي ستتخذ من القمة العربية في الدوحة تثبت للمجتمع الدولي أن العرب يقفون مع السودان وأن السودان ليس وحيدا في مواجهة التطورات السلبية»، متمنيا أن يتعامل المجتمع الدولي مع «الرسالة التي ستصدر من القمة العربية المقبلة والخاصة بشأن السودان». كما وصف زكي أجواء الحوار الفلسطيني الجاري في القاهرة بالإيجابية رغم وجود «بعض المشكلات والعقبات التي تحتاج إلى قدر أكبر من المرونة من قبل الجميع»، على أمل أن «يتوج الجهد المصري قريبا بإنجاح الحوار نظرا لأن جميع الفصائل الفلسطينية منذ البداية وضعت القضية الفلسطينية ومصلحة الشعب الفلسطيني ضمن أولوياتها قبل كل شيء وأن تصل إلى نتيجة ترضي الشعب الفلسطيني». واعتبر نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي انتهاء اجتماعات اللجنة يوم أمس بوقت مبكر دليلا كافيا على أن الأجواء كانت إيجابية وتصالحية ، وأنه كان هناك «الرغبة في إعادة المياه إلى مجاريها». وقال إنه «تمت مناقشة واستعراض 37 قرارا من قرارات قمة دمشق، ونسب التنفيذ في كل قرار من أجل إعداد تقرير شامل يرفع إلى المجلس الوزاري لعرضه على رئيس القمة العربية». ومن أبرز الموضوعات التي نوقشت موضوع السودان وتم صياغة توصية سترفع إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب، لافتا إلى ضرورة «تكثيف الجهود مع الاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة دول عدم الانحياز من أجل إعطاء فرصة لجهود السلام في السودان». وقال «إن وفدا مشتركا بين الجامعة العربية والأطراف الأخرى سيبذل جهوده لدى مجلس الأمن ولكن قبل ذلك سيكون هناك تركيز على محاورة العواصم التي لم تتجاوب مع الطرح العربي وهي واشنطن ولندن وباريس» مشيرا إلى «إمكانية رفع مستوى الوفد ليكون ممثلا بأمين عام جامعة الدول العربية ورئيس منظمة الوحدة الأفريقية» وحول المصالحات العربية قال ابن حلي «المصالحة العربية انطلقت وهذا أهم شيء ويجب أن تؤخذ كل قضية على حدة ويجب ألا تتم المصالحة حزمة واحدة ولكن من خلال أطراف عربية وبشكل تدريجي حتى نصل إلى مناخ جيد يسهم في ذلك». وعن الانقسام الفلسطيني أوضح «تم تجاوز موضوع الانقسام الفلسطيني»، مشيراً إلى أن «الانقسام الفلسطيني هو موضوع مطروح بين الفلسطينيين على طاولة الحوار بجهد مصري ودعم عربي» معربا عن أمله بأن «يخرج الأشقاء الفلسطينيون وقد توصلوا إلى تسوية كافة قضاياهم». وعن إمكانية حضور حماس لمؤتمر القمة العربية في الدوحة قال «الدعوة توجه إلى رئيس السلطة الفلسطينية وهو أبو مازن على أن يكون هناك توافق بين الفلسطينيين خاصة أن أبو مازن رئيس الدولة المعترف به في الجامعة العربية».