تشيني: أميركا أقل أمانا في ظل أوباما

قال في حوار مع الـ«سي إن إن» إن السفير الأميركي الجديد للعراق ليس مناسبا.. وإنه يستخدم «البلاكبيري»

TT

قال نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني في معرض دفاعه عن موقفه المثير للجدل من «الحرب على الإرهاب»، إن الرئيس الحالي باراك أوباما جعل الأميركيين أكثر عرضة للهجوم. وردا على سؤال لشبكة «سي إن إن» الأميركية عما إذا كانت البلاد أقل أمانا بعد أن ألغى أوباما عددا من سياسات مكافحة الإرهاب، قال تشيني بصراحة: «نعم، هذا صحيح». وأوضح تشيني في أول حوار معه منذ غادر منصبه أنه يخطط لإصدار كتاب يتناول حياته في العمل العام والتي بدأت قبل أربعين عاما، إلا أنه لم يكشف عن عنوان الكتاب أو موعد صدوره. وحول التغييرات في حياته منذ ترك منصبه كالرجل الثاني في الإدارة بعد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، قال تشيني إنه بات بمقدوره أن يقود سيارته الآن، فيما ترافقه قوات الحماية السرية، كما بات يستخدم «البلاكبيري» وتكنولوجيا أخرى لتحميل الصحف والمجلات والكتب الإلكترونية والرسائل وقراءتها. وقال إنه لم يعد يستيقظ الخامسة صباحا ولم يعد يتلقى التقارير اليومية الاستخباراتية من قِبل الـ«سي آي إيه»، موضحا: «من ناحيةٍ أنا أفتقد كل هذا، فأنا تعودت على هذا الروتين طوال 40 عاما. لكن من ناحية أخرى هذه هي المرة الرابعة التي أخرج فيها من حكومة، وأعرف أن لهذا خسائر ومكاسب، ومنها أنني استمتع بتمضية وقت مع أسرتي». وانتقد تشيني في مقابلة مع برنامج «حالة الاتحاد» مع جون كينغ، قرار أوباما إغلاق معتقل غوانتانامو ومنع استخدام أساليب التحقيق القاسية وإغلاق مواقع الاعتقال التابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» في الخارج. وأكد اعتقاده أن «هذه البرامج ضرورية للغاية لنجاحنا في جمع المعلومات الاستخباراتية التي سمحت لنا بأن نهزم جميع محاولات شن هجمات ضد الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر(أيلول)» 2001. وأضاف: «أعتقد أن هذا نجاح كبير، وقد تم كل شيء بشكل قانوني، طبقا للممارسات والمبادئ الدستورية»، رغم معارضة دعاة الحقوق المدنية لذلك. وتابع أن «الرئيس أوباما عارض تلك السياسة في حملته الانتخابية باستمرار. والآن فإنه يلجأ إلى خيارات ستؤدي في رأيي إلى زيادة مخاطر تعرض الشعب الأميركي لهجوم آخر». وأكد تشيني على أنه مارس ضغوطا على بوش لتبني نهج أكثر تشددا ضد إيران وكوريا الشمالية، واختلف معه بشان تركيزه على الدبلوماسية، مؤكدا أن العراق اليوم قصة نجاح. كما أعرب عن غضبه من اختيار أوباما لكريستوفر هيل سفيرا للولايات المتحدة في العراق نظرا إلى أن خبرته الدبلوماسية تتعلق بنظام كوريا الشمالية، إذ أنه كان كبيرا للمفاوضين النوويين. وقال إن هيل «ليس الرجل الذي كنت سأختاره لذلك المنصب. فليست لديه أي خبرة في المنطقة. ولم يعمل في ذلك الجزء من العالم سابقا. ولم يتحدث اللغة» العربية.

وأضاف أن هيل «لا يتمتع بأي من المهارات والمواهب التي يتمتع بها راين كروكر الذي كان سفيرنا الأخير في العراق والذي قام بعمل رائع، وهو إضافة إلى الجنرال ديفيد بيترايوس، يعود إليه الفضل في نجاح العملية خلال زيادة عديد القوات الأميركية والتي أدت إلى النجاح الذي نراه الآن في العراق». ودافع تشيني عن غزو العراق عام 2003، وقال: «أنجزنا تقريبا كل ما في وسعنا». كما دافع عن سياسات إدارة الرئيس بوش على المستوى الاقتصادي، قائلا إنها بذلت قصارى جهدها للتعامل مع الأزمة المالية التي تفاقمت بسرعة خلال عامي 2007 و2008. وقال تشيني إنه مستاء لرفض بوش العفو عن لويس ليبي المعروف باسم «سكوتر»، الذي كان لبعض الوقت مدير مكتب تشيني وادين في قضية تسريب معلومات خاصة بوكالة المخابرات المركزية الأميركية. وقال تشيني: «كنت مستاء بالتأكيد لأننا تركنا سكوتر فعليا في مهب الريح»، وأقر بوجود «خلاف جوهري في الرأي» مع بوش بشأن هذه المسألة.