صخور من باطن الأرض تدخل معركة الاحتباس الحراري

ساحل الولايات المتحدة الشمالي الشرقي معرض لخطر ارتفاع المياه

TT

قال علماء في الولايات المتحدة إنهم اكتشفوا حليفاً جديداً في المعركة ضد الاحتباس الحراري، يتمثل في نوع من الصخور قادر على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو، و«تحجيره» عبر تفاعلات كيميائية معينة.

ويطلق العلماء على تلك الصخور اسم «ألترامافيا»، وتصنف في فئة «الصخور النارية» التي تكونت في باطن الأرض بعد تجمد بعض المواد المنصهرة، وهي غنية بسيليكا المغنسيوم الذي يتفاعل مع غاز ثاني أكسيد الكربون، محولاَ إياه إلى كربونات المغنسيوم، الذي تصنع منه الطباشير العادية المستخدمة في المدارس، حسب الـ «سي إن إن».

وشرحت آن ماكيفرتي، وهي باحثة متخصصة في علوم طبقات الأرض، طبيعة هذا التفاعل الكيميائي قائلة «عندما ينهمر المطر، يذوب غاز ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي لكوكبنا، مما يولّد مستويات متدنية من أحماض الكربون داخل مياه الأمطار».

وأضافت «وعندما تصل تلك المياه بالأحماض التي تحملها إلى صخور ألترامافيا؛ تتفاعل مع المغنسيوم لإنتاج ما يمكن اعتباره نوعاً جديداً من الصخور، نطلق عليه اسم الصخور الجيرية».

ومن جهة أخرى، يعتبر ساحل الولايات المتحدة الشمالي الشرقي، ولا سيما منطقة نيويورك، من بين أكثر المناطق تأثرا بارتفاع مستوى المحيطات المنتظر في القرن الواحد والعشرين، على ما أظهرت دراسة تنشر الاثنين إلكترونيا في المجلة العلمية البريطانية «جيو ساينس». وكتب المشرف الرئيسي على الدراسة جيانجون يين من جامعة ولاية فلوريدا في تالاهاسي أن مستوى المياه يتوقع أن يرتفع خلال القرن الحالي أسرع بمرتين تقريبا على طول هذا الساحل، مقارنة بمجموع المحيطات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. والتوقعات التي عرضها الباحث تظهر أن المياه سترتفع بحلول عام 2100 قبالة سواحل نيويورك من 36 إلى 51 سنتيمترا، مقارنة مع المستوى الحالي، وأن تباطؤ التيارات في المحيطات بسبب ارتفاع حرارة الأرض مسؤول عن 15 إلى 23 سنتيمترا من هذا الارتفاع.

وشدد واضعو الدراسة على أنه إلى جانب خطر الفيضانات، فإن «ارتفاعا سريعا في مستوى المياه سيعرض كذلك مدنا مثل نيويورك لخطر وقوع أعاصير وعواصف شتوية قوية».