الفهري: لن نذهب إلى مفاوضات الصحراء.. لتكون بمثابة حوار طرشان

بوليساريو: الخطة المغربية «عقبة» أمام الحل

شرطيات جزائريات خلال تدريبات حفل التخرج من أكاديمية الشرطة الجزائرية أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلنت جبهة البوليساريو في بيان أمس أن الخطة المغربية المتمثلة بمنح الصحراء حكما ذاتيا تشكل«عقبة» أمام حل النزاع الصحراوي. وقال البيان:«إن خطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب كحل وحيد يؤخذ أو يترك، تشكل اليوم العقبة أمام الحل العادل والدائم لنزاع الصحراء الغربية». واضاف البيان أن هذا الحل«لا يمكن تصوره خارج الاستجابة التامة للحقوق الشرعية للشعب الصحراوي غير القابلة للتجزئة في تقريرالمصير والاستقلال». وأعلن وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري أول من أمس أن المغرب على استعداد لإيجاد«ظروف ملائمة لضمان نجاح الجولة الخامسة» من المفاوضات مع جبهة البوليساريو. وأضاف أن عرض المغرب هو«مجرد مبادرة وليس اتفاقا مفصلا يؤخذ أو يترك. إنه الإطار لحل.. يمكن أن يخضع لمفاوضات حول وسائله». لكن وزير الخارجية المغربي رفض في المقابل فكرة تنظيم استفتاء حول تقرير المصير، كما تطالب جبهة البوليساريو.

وأضاف البيان أن هذه التصريحات لن تسهم في«إيجاد المناخ المناسب بهدف ضمان نجاح الجولة الخامسة (من المفاوضات) بين جبهة البوليساريو والمغرب». وعقد الطرفان برعاية الأمم المتحدة أربع جولات من المفاوضات التي وصلت كلها إلى طريق مسدود حتى الآن، في مانهاست قرب نيويورك، ويتوقع إجراء سلسلة مفاوضات أخرى في موعد لم يحدد بعد.

إلى ذلك ذكر مصدرأمني جزائري أن جماعة مسلحة قتلت الليلة ما قبل الماضية 6 أشخاص شرق البلاد، وخربت بيوتهم وأملاكهم وبقرت بطون عشرات رؤوس الماشية. وخلف الهجوم حالة كبيرة من الذعر في نفوس سكان المناطق المتاخمة للحدود التونسية.

وقال المصدر: إن خمسة أشخاص يسكنون في بلدية الحويجات بولاية تبسة (600 كلم شرق العاصمة)، تعرضوا لاعتداء بواسطة المتفجرات لقوا على إثره مصرعهم. وينتمي الخمسة لعائلة واحدة، من بينهم عضو منتخب بالمجلس البلدي المحلي. أما أعمارهم فتتراوح بين 30 و40 سنة. وقد كان الخمسة بصدد الانتقال إلى قرية مجاورة بواسطة سيارة، حيث سمعوا بأن راعي غنم قريب للعائلة تعرض لهجوم جماعة مسلحة. وفي طريقهم إليه فجرَ مسلحون قنبلتين كانتا على حافتي الطريق، فأصيبوا بجروح خطيرة أدت إلى وفاتهم. ولما تنقل سكان المنطقة إلى بيت الراعي الذي يدعى الجموعي قبلة، وجدوه غارقا في دمائه وقد قتل المعتدون 300 رأس غنم، يمتلكها سكان المنطقة.

ورجح المصدر الأمني أن المعتدين ينتمون لجماعة مسلحة تتحرك بين قرى وبوادي بلديات الشطابية والحويجبات وأم علي، وقال: إن قوات الأمن تسعى منذ عامين لقتلهم. مشيرا إلى أن الجيش قتل 5 مسلحين في ذات المنطقة قبل شهرين، أثبتت التحريات أنهم وراء أعمال إرهابية وقعت بالمنطقة في السنوات الأخيرة. وخلف الهجوم الذي أدى إلى مقتل الأشخاص الستة، حالة من الرعب صفوف مئات المزارعين الذين يعيشون بالمناطق المعزولة، المتاخمة للحدود التونسية. وتفيد مصادر عليمة بأن المسلحين يتنقلون باستمرار بين الحدود، وشوهدوا في الطرق الريفية يقيمون حواجز مزيفة لسلب أموال المدنيين. وشهد الشرق الجزائري في الأسابيع الماضية، تدهورا لافتا في الوضع الأمني تميز باغتيال العديد من المدنيين. وقال وزير الداخلية يزيد زرهوني:إنه يتوقع عمليات مسلحة في الأسابيع المقبلة، على أساس أن الجماعات المسلحة المحسوبة على تنظيم القاعدة تتعمد التشويش على انتخابات الرئاسة التي ستجري في 9 من أبريل (نيسان) المقبل.