السعودية: موجة غبار جديدة تنذر بقدوم عواصف ترابية

توقعات بانعدام الرؤية.. وأكاديمي سعودي يقلل من خطورتها

TT

يترقب عدد من المناطق السعودية موجة جديدة من الغبار والعواصف الترابية تصل خطورتها إلى انعدام الرؤية الأفقية. يأتي ذلك بعد أن أطلقت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تحذيراتها أمس من احتمال عودة العواصف الترابية مجدداً في عدد من المناطق.

ويترقب السعوديون بحذر شديد، هذه الأيام، عواصف رملية من المحتمل أن تهب مجدداً، يتسبب في تكونها الأتربة العالقة في الأجواء السعودية، وذلك بعد تحذيرات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة سكان مناطق وسط وشرق البلاد من التأثيرات المحتملة من تحول الأتربة المتناثرة إلى عواصف ترابية قد تؤدي إلى انعدام الرؤية الأفقية.

ويبدو أن سلسلة العواصف التي هاجمت السعودية خلال الأيام القليلة الماضية، وأحدثت استنفاراً لدى الأجهزة الأمنية والصحية في البلاد، صاحبها تملص من المسؤولية من بعض الجهات، جعلت تلك الجهات تعمل جنباً إلى جنب في توفير المعلومات الكافية وتحذير المواطنين والمقيمين.

وأوضح حسين ميرة نائب مدير إدارة التحاليل والتوقعات بالرئاسة العامة للأرصاد لـ«الشرق الأوسط» أن تلك التغيرات يصحبها نشاط في الرياح السطحية ابتداء من مناطق شمال شرقي السعودية، مضيفاً أن مناطق وسط وشرق وجنوب البلاد ستتأثر بالأتربة المتناثرة التي قد تتحول إلى عواصف ترابية تؤدي إلى انعدام في مدى الرؤية.

وأضاف ميرة أن سبب هذا التغير يعود لنشاط الرياح الجنوبية، مشبّهاً الطقس المتوقع في تلك المناطق بما كانت عليه الأجواء في مدينة جدة خلال الأسبوع الماضي، لافتاً إلى أن حالة التغيرات هذه ستستمر حتى نهاية الأسبوع الجاري.

من جهته قلل الدكتور ناصر سرحان أستاذ الأرصاد الجوية المساعد بكلية الملك فيصل الجوية ومدير وحدة العلوم الجوية، من خطورة العواصف الرملية التي ربما تتكون هذه الأيام، حيث قال إنها لن تكون بحجم العواصف السابقة التي هزت مناطق شرق ووسط وغرب البلاد، متوقعاً أن ينزل مدى الرؤية الأفقية إلى 1500 متر، تبدأ بالتحسن بعدها تدريجياً.

وبيّن الدكتور سرحان أن السبب العلمي لهذه الأتربة العالقة في الجو، وتحولها إلى عواصف رملية، هو تحرك المنخفضات العابرة من البحر المتوسط مع تعمق لمنخفض جوي على طبقات الجو العليا وتزحزحه شمال السعودية، وما ينتج عن ذلك من فروقات حرارية، والتي بدورها تحرك الهواء الهابط وتسبب إثارة الغبار على شكل عاصفة.

وزاد السرحان أن فصل الربيع يعتبر موسم هذه التأثيرات المحلية ودائماً ما ترافق حركة السحب الركامية عواصف رملية شديدة في مقدمة مساراتها، متوقعاً أن الرياح السطحية الجنوبية الغربية التي تنقل الرطوبة من بحر العرب مع امتداد منخفض جوي بارد على وسط البلاد في طبقات الجو العليا، من شأنها تكوّن السحب الرعدية الربيعية التي تؤثر على وسط السعودية.

وكان تقرير الرئاسة العامة للأرصاد الصادر في وقت سابق قد توقع أن يستمر تأثير العوالق الترابية والأتربة المثارة على شمال السعودية خاصة الشرقية منها ومنطقة الرياض، يشمل ذلك العاصمة الرياض ومنطقة القصيم وشرق منطقة المدينة المنورة حيث الرؤية تتراوح مابين 1 و3 كم قد تصل في بعض المناطق إلى انعدام الرؤية الأفقية، وتتواجد تشكيلات من السحب على أجزاء من غرب ووسط وشمال السعودية خاصة الشمالية منها مع فرصة لتكون السحب الرعدية على منطقة حائل، القصيم وأجزاء من منطقة حفر الباطن مع فرصة لتكون السحب الرعدية على أجزاء من جنوب غرب المملكة خاصة المرتفعات منها.

فيما توقعت يوم أمس أن استمرار تأثير العوالق الترابية والأتربة المثارة على مناطق شمال السعودية، خاصة الشرقية منها ومنطقة الرياض ومنطقة القصيم، قد يشمل منطقة المدينة المنورة مع انخفاض في الرؤية الأفقية حيث تكون من 2 إلى 3 كيلو مترات، قد تصل إلى انعدام في مدى الرؤية خاصة المناطق الشرقية، وتواجد السحب الركامية شمال الرياض وجنوب القصيم إلى حفر الباطن، مع توقع لهطول الأمطار منها.

وكانت السعودية قد تعرضت الأسبوع الماضي العواصف استمرت لثلاثة أيام على مناطق متفرقة منها، وتسببت في إيقاف حركة الملاحة الجوية والبحرية، وانخفاض كبير في معدلات الحركة المرورية، خاصة على الطرق السريعة خارج المدن، فيما طالت الأجهزة الأمنية والصحية في مناطق متفرقة من البلاد حالة من الاستنفار.