نواز شريف يتحدى قرار الإقامة الجبرية.. ويقود تظاهرة حاشدة في لاهور

دعا جميع الباكستانيين للخروج من مساكنهم والمشاركة في مسيرة الاحتجاج

متظاهرون مؤيدون لزعيم المعارضة الباكستانية، نواز شريف، خلال تجمعهم أمس في أحد شوارع مدينة لاهور في إطار مسيرة الاحتجاج المؤيدة لمطالب المحامين الباكستانيين (أ.ب)
TT

تحدى رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف أمس قرارا حكوميا بفرض الإقامة الجبرية عليه، وقاد حشدا كبيرا في لاهور، مسقط رأسه، متجاوزا جميع الحواجز التي وضعتها الشرطة في مناطق مختلفة في المدينة لمنعه من التوجه بالمسيرة صوب إسلام آباد.

وقد صرح نواز شريف في خطاب أمام ما يزيد على 500 شخص من ناشطي حزبه خارج مقر إقامته في لاهور، بثته قنوات إخبارية خاصة في جميع أنحاء البلاد، بأن «الأمر باعتقالي غير قانوني وأنا أخرج من منزلي الآن، وأدعو جميع أفراد شعب باكستان للخروج من منازلهم ومشاركتنا في مسيرتنا الاحتجاجية».

وقد تم نشر المئات من أفراد الشرطة خارج منزل نواز شريف لمنع رئيس الوزراء الأسبق من الانضمام إلى المتظاهرين المجتمعين في المدينة الكبرى. وصرح المتحدث الرسمي باسم حزب الرابطة الإسلامية، صديق الفاروق، بأن ناشطي الحزب اشتبكوا مع رجال الشرطة خارج منزله، من أجل إفساح الطريق أمام نواز شريف للخروج من منزله.

ومع ظهور نواز شريف في شارع فيروزبورا (الشارع الرئيس في لاهور) مع خمسمائة من ناشطي حزبه، خرج الآلاف من سكان لاهور من منازلهم للانضمام إلى الحشد.

وبعد ذلك، قاد الجماهير باتجاه ميدان مكتب البريد العام في مدينة لاهور، حيث كان ناشطون سياسيون ومحامون يواجهون معركة ضارية مع قوات الشرطة المنتشرة هناك، لتحول دون توجه مسيرة المتظاهرين إلى إسلام آباد.

واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، بينما ألقى المتظاهرون بالحجارة على قوات الشرطة.

وقد أغلقت الشرطة جميع المنافذ في الشوارع الرئيسية في مدينة لاهور، بوضع حاويات ضخمة على الطرق، ولكن المتظاهرين أزالوها عنوة.

وقال صديق الفاروق في حديث لـ«الشرق الأوسط»،: «نفذت الشرطة قرارا أحادي الجانب بفرض الإقامة الجبرية على زعيمنا نواز شريف في منزله، ولكنه تحدى الأوامر ويقود الآن مئات الآلاف من الأشخاص، ووجهتنا هي إسلام آباد».

وفي سياق تقدم المسيرة التي يقودها نواز شريف عبر الطريق الرئيسية لتمر عبر المدينة، انضم الكثيرين من مسؤولي الشرطة إلى المتظاهرين ورددوا شعارات معارضة للحكومة معهم أيضا.

وقدم اثنان من كبار المسؤولين في الشرطة، هما نائب المفتش العام للشرطة وضابط آخر رفيع المستوى، استقالتيهما من منصبيهما، ورفضا تنفيذ أوامر الحكومة باستخدام القوة ضد المتظاهرين.

وقالت فرزانا رجا، القائدة المركزية في حزب الشعب الباكستاني وعضوة البرلمان: «استقال عدد قليل من مسؤولي الشرطة، وما زالت بقية إدارة الشرطة في مواقعها».

ورددت أخبار عن وقوع بعض أحداث العنف أيضا في المدينة، وعن تدمير المتظاهرين لنوافذ الحافلات الحكومية وحرق الإطارات في الشوارع لغلق الطرق.

ويهدد الصراع على السلطة ما بين الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الوزراء الأسبق نواز شريف في الوقت الحالي بإصابة البلاد بالشلل، مع تحويل الانتباه كلية عن الصراع ضد المسلحين في المنطقة الشمالية الغربية من البلاد. وأعلنت الشرطة في باكستان أمس أن مسلحين موالين لطالبان هاجموا محطة للمواصلات في المنطقة الشمالية الغربية، والتي كانت مستخدمة في إمداد قوات الناتو في أفغانستان بالوقود والغذاء، وحرق المسلحون ما يزيد على 15 حاوية وعربة عسكرية كانت متوقفة في محطة النقل. ومنذ بداية المسيرة الاحتجاجية منذ يومين، فشل محامون من كراتشي وناشطون سياسيون في تحقيق هدفهم بالبدء في مسيرة احتجاجية تتجه نحو إسلام آباد، بسبب الوجود المكثف لقوات الشرطة في الطريق السريع الرئيس، الذي يصل بين كراتشي وإسلام آباد مرورا بمدن أخرى في البلاد تقع على الطريق الرئيس من الجنوب إلى الشمال.

ولكن حقق المتظاهرون أول نجاح لهم يوم الأحد، عندما اتجه مئات الآلاف من المتظاهرين إلى مدينة لاهور للانضمام إلى نواز شريف في مسيرته نحو إسلام آباد. ومن المقرر أن تصل المسيرة إلى إسلام آباد يوم الاثنين (16 مارس(آذار)، حيث يخطط المتظاهرون للاعتصام أمام مبنى البرلمان لفترة غير محددة، حتى توافق الحكومة على مطالبهم بإعادة رئيس المحكمة المقال افتخار محمد تشودري إلى منصبه.

يقول اعتزاز أحسن، أحد كبار زعماء حركة المحامين: «لن ينته الأمر أبدا، فإذا أوقفونا عن السير إلى إسلام آباد في 16 مارس (آذار) فسنحاول الوصول إلى إسلام آباد في 17 مارس أو18 مارس، وسنظل نحاول». وحتى موعد إرسال هذا الخبر، كانت مسيرة نواز لا تزال داخل مدينة لاهور. ولكن مسؤول حزب الرابطة الإسلامية صرح لـ«الشرق الأوسط» بأن نواز شريف سوف يستمر في التقدم صوب إسلام آباد ليلة الأحد مخاطبا حشدا داخل مدينة لاهور.