حافلات بغداد تنزع لونها الأحمر وتعود .. بعد 6 أعوام من التوقف

وزارة النقل العراقية تطلق 80 حافلة جديدة..إثرسنوات من «الإنعاش والتحوير والترقيع»

TT

على الرغم من أن الزمان قد أكل عليها وشرب، إلا أن حافلات بغداد ذات الطابقين،«جاهدت»الخبرات العراقية باستمرار للحفاظ على تواجد تلك الحافلات الحمراء، المشابهة لتلك في العاصمة البريطانية لندن، في شوارع بغداد، عبر استخدامهم أسلوب الإنعاش المستمر والتحوير والمتناقلة بالأدوات و(الترقيعات) متناسين مقولة«لا يصلح العطار ما أفسده الدهر». لكن تلك الحافلات التقليدية لم تستطع السيرأكثر في شوارع بغداد بعد 2003، فأعدادها بدأت بالتناقص، والغريب انه رغم قدمها، فإن ذلك لم يشكل عائقا أمام السراق خلال الفوضى التي أعقبت سقوط النظام العراقي السابق في 2003، والتهافت على سرقتها من كراجات «الأمانة» كما يحلو للبغداديين تسميتها، والتي كان أبرزها كراج ساحة الميدان وساحة الطيران والصناعة والبياع وغيرها.

وبعد أيام من سرقتها خرج أصحابها الجدد يعملون على نقل الركاب بواسطتها من دون الخوف من أي محاسبة أو حاجة لإبراز أي مستمسكات، فلا يوجد أي جهة ستسألهم«من أين لك هذا»؟.

غير أن تلك الحافلات بدأت بالاختفاء تدريجيا بعد ان وجد السراق ان ما تحويه من مادة الألمنيوم أثمن بكثير من استخدامها لنقل الركاب. فسارعوا بها نحو ورش صهر المعادن، ولم يتبق سوى خمس أو ست حافلات تعمل في شارع واحد لا يتجاوز طوله 500 متر وتبدأ من ساحة النصر، وسط بغداد وحتى ساحة الوثبة القريبة من سوق الشورجة، أكبر أسواق الجملة في العاصمة.

واعتاد أهالي بغداد خلال الفترة الماضية على استخدام حافلات النقل الخاصة مثل (الكيا ) و( الكوستر) أوالتاكسي.

ويقول أبو معتز: إنه يشتاق لرؤية الحافلة في كافة شوارع بغداد والتي ترفع عن كاهله مصاريف كثيرة يطلبها منه أصحاب مركبات النقل الخاص، كما أنها ستؤمن له خطوطاً لا يشغلها القطاع الخاص لبعدها، بينما الحافلات الحكومية تعمل في كل مكان ووقت حتى براكب واحد فهي تعتمد الوقت وليس عدد الركاب.  وشهدت بغداد الأسبوع الماضي«تظاهرة حافلات» قامت بها وزارة النقل، عندما سيرت الشركة العامة لنقل المسافرين 80 حافلة حديثة الصنع نوع مرسيدس في شوارع بغداد، معلنة انطلاق العمل بالحافلات مجددا بعد توقف دام ستة أعوام. وانطلقت الحافلات من قطاع 4 في منطقة الطيفية، وسط بغداد، في موكب يسر الناظرين وكان أول الركاب في هذه الحافلات وزير النقل المهندس عامرعبد الجبار إسماعيل في جولة بشوارع بغداد متوجهة نحو مواقع العمل، وشهد أهل بغداد منظراً جميلاً في هذه الحافلات ابتداء من لونها غيرالمعهود سابقاً (الأصفر) ومروراً بالسائق الذي يرتدي الزي الرسمي والجابي، حيث يتم العمل في هذه الحافلات بنظام قطع التذاكر.

وقد وجه الوزيرقبيل انطلاق الحافلات في كلمة وسط كادر الحافلات السائقين والجباة)، ضرورة ان يلمس المواطن التغيير الكبير في الخدمة المقدمة له وأسلوب التعامل معه من خلال سلوكياتكم التي يجب ان تعكس انتماءكم الوظيفي وتميزكم عن الآخرين وتمثل طموح المواطن في التغيير المنشود في عراق اليوم والغد، مبيناً ان«هذه الخطوة جاءت لسد الحاجة الماسة في قطاع النقل العام ولتفويت الفرصة على بعض ضعاف النفوس في قطاع النقل الخاص من الذين يتلاعبون بالأجور، مستغلين ضعف النقل العام في الفترة الماضية».

 ودعا الوزير إلى «بذل المزيد من الجهود للتخفيف عن كاهل المواطن وما كان ينفقه من مبالغ على النقل العام ولاسيما العوائل التي لديها عدد من طلبة الجامعات».

ومما يجدرذكره أن هذه الحافلات ستتوزع في جانبي الكرخ والرصافة وسيخصص جزؤها الأكبر لنقل طلبة الجامعات «مساهمة من الوزارة في تقدم عجلة العلم وتيسير وصول الطلبة إلى جامعاتهم ومعاهدهم»