نتنياهو يقترح على ليفني تولي مهمة إدارة المفاوضات مع الفلسطينيين في حكومته

قالت إنها تريد أن تتم المفاوضات على أساس خارطة طريق أنابوليس ومبدأ دولتين للشعبين

TT

اقترح رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف، بنيامين نتنياهو، على رئيسة حزب «كاديما»، تسيبي ليفني، أن تتولى مهمة رئيسة الوفد الإسرائيلي المفاوض مع الفلسطينيين في حكومته، لكنها رفضت وقالت إنها تريد أولا تعهدا منه بأنه يوافق على أن تتم المفاوضات على أساس خارطة طريق أنابوليس ومبدأ دولتين للشعبينن وأن تشمل المفاوضات من البداية القضايا الجوهرية مثل القدس واللاجئين وغيرهما.

وشرط نتنياهو لذلك هو أن ينضم حزب «كاديما» إلى الائتلاف الحكومي من دون وضع شعار «دولتان للشعبين». وهو مستعد في سبيل ذلك على أن يمنح ليفني منصب القائمة بأعمال رئيس الحكومة ووزيرة الخارجية ومنح حزبها عددا من الوزارات مساويا لعدد وزارات حزبه، ويتضمن ذلك وزارة الدفاع. لكن ليفني تطالب، إضافة إلى برنامج سياسي واضح يدعم مسيرة التفاوض السلمي مع الفلسطينيين، أن تحصل على منصب رئيسة الحكومة لنصف الدورة البرلمانية أو ثلثها على الأقل. وقالت أوساط مقربة من نتنياهو، إنه معني فعلا بالتوصل إلى تفاهم مع ليفني يتيح تشكيل حكومة وحدة وطنية، لأنه يدرك أن حكومة يمين متطرف لن تصمد لأكثر من سنة، وستصطدم بالإدارة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي، ولن تنجح في التغلب على الخلافات الجوهرية بداخلها بين الأحزاب الدينية والعلمانية. ومع الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بين الليكود وبين 3 أحزاب يمينية قالت ليفني، إن إنهاء المفاوضات بين نتنياهو وأحزاب اليمين الخمسة، سيضع حدا للمفاوضات بينها وبينه، لأن مثل هذه المفاوضات ستكون عقيمة. إلا أن نتنياهو رفض هذا التوجه وذكرها بأنه في سنة 1984 كان رئيس الليكود، اسحق شامير، قد أنهى مفاوضاته مع أحزاب اليمين المتطرف قبل أن تنتهي المهلة التي منحها له رئيس الدولة بثلاثة أيام، وفجأة أعلن أن لديه ائتلافا أفضل مع حزب العمل، لتشكيل حكومة وحدة وطنية. ونجحت تلك الحكومة واستمرت ست سنوات.

ويبذل العديد من الشخصيات السياسية والاقتصادية الإسرائيلية جهودا كبيرة حاليا لإقناع ليفني ونتنياهو بمواصلة التفاوض لتشكيل حكومة وحدة. ويشارك في هذه الجهود عدد من قادة التنظيمات اليهودية في الولايات المتحدة وفرنسا، إضافة إلى رئيس الدولة، شمعون بيريس. وقال أحد هذه الشخصيات: «ليس نحن فقط، بل نتنياهو نفسه، لا يطيق ائتلافا برئاسته يكون فيه أفيغدور ليبرمان وزيرا للخارجية وعلينا مساعدته حتى يخرج من هذه الورطة».

وكان حزب الليكود بزعامة نتنياهو قد وقع على اتفاق تحالف مع حزب «إسرائيل بيتنا»، برئاسة أفيغدور ليبرمان، فجر أمس، وفيه تمت الإشارة إلى أن الاتفاق يمكن تغييره وتعديله في حال دخول حزب «كاديما» إلى الائتلاف. ثم أنهى المفاوضات مع الحزبين الدينيين، «شاس» لليهود الشرقيين و«يهدوت هتوراة» لليهود الاشكناز. وبقي حزبان في اليمين المتطرف تستمر المفاوضات معهما، هما حزبا المستوطنين اليهود في الضفة الغربية «الاتحاد القومي» و«البيت اليهودي». وقال المفاوض باسم حزب «إسرائيل بيتنا»، النائب ستيس مسجنكوف، الذي سيتولى وزارة السياحة في حكومة نتنياهو، «إن العالم سيعتاد على التوجه إلى ليبرمان بالقول (معالي وزير الخارجية)، وعلى الإسرائيليين أن يعتادوا هم أيضا على ذلك». ونصح الذين يبذلون المساعي حاليا لتشكيل حكومة وحدة، أن لا يتحمسوا كثيرا. وقال: نحن أيضا نريد حكومة وحدة كهذه، لكن كل إنسان واقعي يعرف أن حكومة كهذه لن تقوم، وان الحكومة القادمة ستكون حكومة يمين ضيقة، لكن قوية ستستمر طيلة الدورة البرلمانية.