منتدى في اسطنبول يسعى إلى وضع المياه على رأس الأجندة السياسية

مخاوف من إقامة نصف سكان العالم في مناطق تعاني من النقص في الماء خلال عقدين

TT

على الرغم من الاهتمام الواسع في البيئة وتأثيرات تغيير المناخ، فإن موضوع شح المياه ما زال يعاني من عدم الانتباه المباشر من المسؤولين حول العالم. ويلتقي في اسطنبول هذا الأسبوع وزراء من حكومات 120 دولة وعلماء وناشطون، لمناقشة كيفية تفادي أزمة مياه عالمية وتخفيف التوتر بين الدول التي تتنازع على الأنهار والبحيرات والأنهار الجليدية، في منتدى يأمل المختصون بأنه سيدفع قضية المياه إلى رأس الأجندة السياسية.

وينعقد المنتدي بعد أسبوع من تحذير الأمم المتحدة من أن حوالي نصف سكان العالم سيعيشون في مناطق تعاني نقصا حادا في المياه بحلول عام 2030 وأن ما يقدر بمليار شخص سيبقون غير قادرين على الحصول على مياه صالحة للشرب أو صرف صحي.

ومن المتوقع أن يزيد عدد سكان العالم ـ الذي يبلغ حالياً 6.6 مليار شخص ـ بنحو 2.5 مليار بحلول عام 2050 . وسيكون معظم النمو في الدول النامية ومعظمها مناطق شحيحة المياه بالفعل.

وقالت المنظمة الدولية إن مع زيادة سكان المجتمعات وارتفاع مستويات المعيشة تلوح أزمة مياه عالمية، إلا إذا تحركت الدول سريعا. وقال دانييل زيمر المسؤول في «مجلس المياه» العالمي وهو أحد المنظمات التي تقف وراء إقامة المنتدى العالمي للمياه: «المياه لا تشكل قضية سياسية بما يكفي». وأضاف إن أحد الأهداف وراء عقد المنتدى تحت عنوان «مد الجسور عبر الفوارق من أجل المياه» هو«جعل الساسة يفهمون أن المياه يجب أن تكون في مرتبة أعلى على جداول أعمالهم المحلية، وأن ينتبهوا إلى أنها ضرورية لسعادة واستقرار وصحة مجتمعاتهم».

وتحذر الأمم المتحدة من أنه بسبب نقص الانتباه السياسي يظل مئات الملايين من الأشخاص أسرى الفقر والمرض وعرضة لخطر الكوارث المتعلقة بالمياه. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن شح المياه «وقود قوي للحروب والنزاعات». وطرح نقص المياه كسبب رئيسي للنزاع في دارفور بغرب السودان. كما أن المياه قضية رئيسية بين إسرائيل والدول العربية، وكذلك بالنسبة لدول آسيا الوسطى ـ وهي من أشد المناطق جفافا في العالم ـ حيث ما زالت المحاصيل المتعطشة للمياه مثل القطن والحبوب المصدر الرئيسي للرزق.

وقال أحمد ميتي ساتجي، نائب الأمين العام للمنتدى العالمي للمياه، لـ«رويترز» إن طاجيكستان طلبت من منظمي المنتدى التوسط في نزاعها مع قرغيزستان بشأن المياه أثناء المؤتمر. ويتضمن جدول أعمال المحادثات التي انطلقت أمس وتستمر حتى 22 مارس (آذار) الجاري موضوعات أخرى، منها كيفية تفادي الفيضانات والجفاف مع تغير أنماط المناخ، وكيف تهدد الأزمة المالية العالمية بضرب مشاريع البنية التحتية الكبيرة للمياه خلال الأعوام المقبلة.

ويأمل زعماء الدول ووزراء البيئة والتنمية والعلماء ومنظمات التنمية، إعداد قائمة توصيات للمساعدة في حماية موارد المياه ومشاركة الخبرات في المشاريع الناجحة. ومن زعماء الدول الذين يحضرون المؤتمر رئيس العراق جلال طالباني، وأمير موناكو الأمير ألبرت. وهناك أوساط تعارض المنتدى، خوفاً من جعل مسألة المياه قضية اقتصادية. وذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء أن الشرطة التركية أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعة من حوالي مائة متظاهر تجمعوا في بداية المنتدى العالمي للمياه في اسطنبول أمس، واحتجزت 17 شخصا. واتهم المتظاهرون المنتدى بأنه منصة لخصخصة المياه وظهروا في لقطات وهم يهتفون «المياه من أجل الحياة وليس الربح».