البشير يعلن «سودنة» العمل الإنساني في السودان.. ويقرر طرد كل المنظمات خلال عام

قال: رفعنا كرتاً «أحمر» للأجنبية.. و«أصفر» لكل المنظمات..لن أذهب إلى لاهاي.. و«السمعة الطيبة ولا العمر الطويل»

الرئيس السوداني عمر البشير يحيي عناصر من القوات المسلحة خلال تظاهرة عسكرية في الخرطوم أمس (أ.ب)
TT

في تصعيد جديد مع الدول الغربية، قرر الرئيس عمر البشير طرد كل المنظمات الأجنبية العاملة في البلاد خلال عام، فيما أطلق على الخطوة «سودنة» العمل الطوعي في البلاد، وبغضب قال البشير إنه « لن يذهب إلى لاهاي»، في رفض قاطع لقرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه بتهم تتعلق بجرائم الحرب في إقليم دارفور، وقطع البشير أنه لن يطلب العفو من أحد ولن يستجدى و«سائرون على الدرب الذي بدأناه»، وأضاف مستخدماً لهجة سودانية: «السمعة الطيبة ولا العمر الطويل». وتحدى المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان ومؤسسة أخرى، وقال «سنبلعكم قراراتكم ناشفة».

وجاء هذا التصعيد بعد تلقيه «بيعة الموت» أمس من الآلاف من القوات النظامية السودانية وهي «الجيش والشرطة وجهاز الأمن والخدمة الوطنية والشرطة الشعبية والدفاع الشعبي»، تخلله عرض عسكري في الساحة الخضراء وسط الخرطوم. واعتبر البشير أن حشد هذه القوات «رسالة للعالم أجمع بأننا جاهزون ومستعدون لكل خائن وعميل يستهدف أرضنا وعرضنا» وأضاف «لن نلين ولن ننكسر ولن نخضع». وقاطعت الحشود البشير أكثر من مرة بهتافات تتعهد بالدفاع عنه حتى الموت، مثل: «جاهزون جاهزون... يابشير»، و«جاهزين جاهزين.. لحماية الدين». وجدد تهديداته بطرد كل منظمة أجنبية لا تحترم قوانين السودان الآن، وكشف أنه وجه وزارة الشؤون الإنسانية بـ «سودنة» العمل الإنساني وعمل المنظمات العاملة في البلاد خلال عام، وقال: «لا كبير لدينا إلا الله ونحن ما محتاجين لإغاثة»، وأضاف: «سبق وأن استضفنا أكثر من مليوني إريترى وإثيوبي ومليون من تشاد وأفريقيا الوسطى وقت المجاعة التي ضربت أفريقيا في السابق.

واتهم البشير من أسماهم المتربصين بأنهم «لا يريدون السلام للسودان وعلى الرغم من ذلك فرضت الحكومة السلام في الجنوب رغم أنفهم فاتجهوا إلى دارفور وحولوها من مشكلة صغيرة إلى مشكلة عالمية وجاءوا بفرية اسمها المحكمة الجنائية» وأضاف «يتحدثون عن حقوق الإنسان»، وتساءل الرئيس السوداني: أين العدالة في فلسطين والعراق وأفغانستان التي يقتل فيها النساء والأطفال؟ وأكد أن غزو العراق كان نتيجة كذبة اعترف بها رئيس دولة عظمى بأنهم دخلوا العراق بحثاً عن أسلحة دمار شامل، وقال: «شاهدنا المفتشين وهم عملاء للمخابرات الغربية يبحثون عن أسلحة الدمار الشامل وفتشوا حتى حقائب النساء بحثًا عنها ولم يجدوها وجيّشوا الجيوش وغزوا العراق وكان هدفهم نهب ثرواته وقتلوا الأبرياء وفتحوا السجون السرية والمعتقلات، وما سجن أبو غريب إلا شاهد، ومارسوا فيها كل أنواع التعذيب والتنكيل وكانوا يظنون عندما يعلن قرار المحكمة الدولية ضد رئيس السودان ستنفرط البلاد ويخاف الناس وهم لا يعلمون من هم أهل السودان».

وشن هجوماً عنيفاً على المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن، وقال: «نقول لهم أصدروا قراراتكم سواء كان من المحكمة الجنائية الدولية أو من مجلس الأمن أو من مجلس حقوق الإنسان أو أي مؤسسة تعجبكم وفى النهاية سنبلعكم لها ناشفة» وسخر البشير من مذكرة المحكمة الجنائية الدولية الصادرة بحقه، وقال «منين البيمشى لاهاي ليحاكم أمام محكمة عملاء الاستخبارات»، وأضاف «قراراتكم لا تهز فينا شعرة واحدة»، ومضى: «نقولها مرة ثانية.. قراراتكم موصوها واشربوها». وأكد البشير أن السودان مع حركات التحرر في أفريقيا والمجاهدين في العراق وأفغانستان وفلسطين حتى تتحرر من المغتصبين، وقال: «طردنا منظماتهم التي كانت واحدة من أدوات الاستعمار، يلفقون التقارير ويلقنون النازحين الكلام ليشهدوا به في المحكمة الدولية».