صنعاء: انتحاري يفجر نفسه مستهدفا فريقا من المحققين الكوريين

وزير الداخلية اليمني يتهم بعض خطباء المساجد بتفريخ الإرهاب

رجال شرطة ومحققون يمنيون في موقع التفجير الانتحاري الذي استهدف كوريين جنوبيين في العاصمة صنعاء أمس (أ ف ب)
TT

أكدت الداخلية اليمنية أن انتحاريا فجر نفسه مستهدفا فريقا أمنيا من كوريا الجنوبية أثناء مغادرة المحققين الكوريين اليمن في الطريق الذي يربط العاصمة صنعاء بمطارها الدولي. وقال مصدر أمني بوزارة الداخلية أمس إن انتحاريا كان يلف نفسه بحزام ناسف عندما كان الوفد الأمني الكوري يغادر صنعاء، من دون أن يسفر الهجوم عن سقوط قتلى أو جرحى. وذكر المصدر أن الانتحاري «فجر نفسه أمام سيارتين تقلان كوريين جنوبيين مما أسفر عن تضرر السيارتين ولكن دون سقوط ضحايا». وفي سيول أعلن مسؤول في الخارجية الكورية الجنوبية أن المستهدفين هم أعضاء فريق حكومي يحقق في هجوم مماثل استهدف سياحا كوريين في جنوب شرقي البلاد في وقت سابق الشهر الحالي، إضافة إلى عائلات ضحايا سقطت في هذا الهجوم. وبحسب شهود عيان، كان الانتحاري ينتظر على جانب الطريق وانقض بحزامه الناسف على سيارتي دفع رباعي على طريق مطار صنعاء، في موقع قريب من المطار. وقتل في عملية انتحارية قام بها شاب يمني في جبل يطل على مدينة شبام الأثرية قبل أربعة أيام 4 سياح كوريين ومرشد سياحي يمني وجرح في ذات الواقعة 6 أشخاص من بينهم 5 من فوج سياحي من كوريا الجنوبية كان يزور هذه المدينة. وقالت وزارة الداخلية إن التفجير مزق جسم الانتحاري إلى أشلاء متناثرة في مكان الحادث وطوق الأمن اليمني منطقة الحادثة من جميع الجهات وكثف الأمن من وجوده في المنطقة تحسبا لأي حادث مماثل يقع من المتطرفين الذين ينتمون لتنظيم القاعدة، بينما أكدت مصادر الداخلية عن قيام الخبراء الجنائيين بمعاينة المكان وجمعوا أشلاء الانتحاري بما تحتويه من آثار من العبوة الناسفة وشرعت أجهزة الأمن بالتحقيق في الحادثة لمعرفة هوية الانتحاري. وتوقع المسؤولون الأمنيون في صنعاء أن تتعرف أجهزة الأمن على الشخص الانتحاري في غضون الساعات القادمة فيما قالت مصادر في صنعاء إن الانتحاري ترصد للفريق الأمني، وما إن وصلت السيارة التي كان عليها المحققون الكوريون والسفير الكوري لدى اليمن حتى رمى الانتحاري بنفسه على السيارة فتمزقت جثته إلى أشلاء تناثرت في مسرح الحادث، ثم فرضت أجهزة الأمن طوقا أمنيا وأغلقت جميع المداخل والمخارج المؤدية إلى مطار صنعاء الدولي وانتشرت مجاميع من قوات الشرطة على جهتي الطريق الرئيسي بين العاصمة والمطار. وذكر مصدر أمني «تم العثور على جزء من بطاقة هوية الانتحاري». ويشير هذا الجزء من البطاقة إلى أن الانتحاري طالب في العشرين من العمر إضافة إلى مكان إقامته. وأكد المصدر أن «التحقيقات جارية للكشف عن هوية المنفذ». واتهم وزير الداخلية اليمني اللواء مطهر رشاد المصري بعض المعاهد العلمية وخطباء المساجد بالتفريخ للإرهاب في البلاد متوعدا مؤكدا على العمل في سبيل تجفيف منابع الإرهاب، ذكر ذلك في افتتاح وحدة الأمن السياحي التي تتبع قوات الأمن المركزي وقال إن هذه المعاهد والخطباء يعبئون شبابا طائشا بصورة خطيرة فيقومون بتنفيذ العمليات الانتحارية التي كان آخرها أمس. وقال اللواء المصري إن الحوادث الإرهابية لن تثني قيادة وزارة الداخلية عن متابعة العناصر الإرهابية بكل السبل لكن الوزير المصري قال إن مكافحة الارهاب لا تقتصر المسؤولية تجاهها على رجال الأمن بل هي مسؤولية كل مواطن. وأوضح أن هذا لا يعني التنصل من الواجبات الملقاة على رجال الأمن وإنما يجب التأكيد على دور المواطنين في التبليغ عن الإرهابيين مؤكدا في ذات السياق على السعي في سبيل تجفيف المنابع الإرهابية في بعض المناطق التي يتم التحريض فيها بشكل علني على استهداف السياح. ومن جانبه قال وزير السياحة نبيل الفقيه إن حركة السياحة في اليمن وفرت خلال العام الماضي 90 ألف فرصة عمل وبلغت عائدات السياحة على الخزينة العامة بـ800 مليون دولار فيما كان عدد السياح الذين زاروا اليمن أكثر من مليون سائح سجل السياح الغربيون والآسيويون نصف هذا العدد.