البشير يدعو أهل دارفور إلى «لعن الشيطان» والتوجه نحو التوحد

قال في تحد للغرب: « فليأتوا.. نحن نبحث عن الموت بيعاً وشراء»

TT

دعا الرئيس عمر البشير أهل دارفور إلى «لعن الشيطان» والتوجه نحو التوحد، وتعهد البشير بتوفير الطمأنينة والأمن والحياة الكريمة للمواطنين في دارفور «دون ذلة أو إهانة»، وشدد «ولن نسمح بزرع الفتنة في الإقليم»، وحرض أهل دارفور على التوجه نحو السلام باعتبار أنهم هم من «يصنعونه» ومسؤولون عن تحقيقه. جاء ذلك في خطاب أمام الآلاف من سكان ولاية جنوب دارفور تجمعوا في بلدة «سِبدو» التاريخية نحو 400 كيلومتر جنوب شرق عاصمة الولاية «نيالا». وشهد البشير عرضاً لآلاف من الرجال على صهوات الجياد فيما يعرف بـ «بالزفة» في ريف السودان. ويذكر أن «سبدو» شهدت في العام 1967 عرضاً تاريخياً ضخماً على شرف زيارة قام بها الرئيس المصري جمال عبد الناصر للسودان. وتلقى البشير «بيعة النصرة» من الحشود الجماهيرية، ووجه هجوماً عنيفاً على الدول الغربية، واتهمها بالعمل على تخريب السودان «كما خربوا العراق وأفغانستان»، وحرض أهل دارفور قائلا: «لا تعطوهم الفرصة لتخريب السودان عبر دارفور». وجدد البشير في سياق هجومه على الغرب رفضه قرارات المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه، وقال «لا قرارات المحكمة ولا مجلس الأمن ولا أية جهة أخرى تستطيع أن تمس شعرة منا»، وقال «لن نستجيب إلى مطالبهم ولن نركع إلا لله»، وأضاف «إذا أرادوا مواجهتنا فليأتوا إلينا مباشرة، وليس عبر قرارات»، وأبدى جاهزيته لكل الاحتمالات، وقال في تحد: «نحن نبحث عن الموت بيعاً وشراءً» وأضاف «لا أحد يموت قبل يومه»، تابع «هؤلاء هم الفرسان جاهزون لهم ببنادق بالدوشكا والراجمات». واتهم البشير الحركات المسلحة في دارفور بالعمل على تعطيل مشاريع التنمية في الإقليم، ومع ذلك وجه الدعوة لها بوقف القتال والتوجه نحو السلام. وقبل توجهه إلى دارفور بساعات خاطب البشير، وفداً من ليبيا برئاسة سليمان الشحومي، وأضاف أن المحكمة الجنائية «غوانتانامو جديدة للزعماء الأفارقة»، وخاطب لقاءً حاشداً لأبناء دارفور في العاصمة الخرطوم، قال فيه إن المحكمة الجنائية واحدة من إحدى أدوات الاستعمار الجديد في ظل القطبية الواحدة. وأكد البشير أن من يتحدث باسم أهل دارفور لا يمكن أن يتجاوز قياداتها التي احتشدت لمبايعته أمس. وقال: ليس كل من حمل السلاح يمثل أهل دارفور، وأضاف: إن مطالب الحركات لا تمثل أهل دارفور، وقال: من يعيشون بالخارج في فنادق الغرب «المكندشة» لن يحلوا قضية دارفور، بل سيتم حلها تحت الشجرة وفي القرى بإرادة أهل دارفور. وأشار البشير إلى البدء الفعلي في تنفيذ مقررات ملتقى أهل السودان، ودعا الملتقى لإعلان نفير لحل قضية دارفور التي قال إنها يمكن أن تحل بأهل السودان. وانتقد من وصفهم بالمتاجرين بقضية دارفور، وقال «إن حفنة رمل من تراب دارفور أغلى من دولارات الدنيا». واستنكر ترويج بعض أبناء دارفور لجرائم الإبادة الجماعية والاغتصاب، وقال إن الرد سيكون عبر التنمية. ودعا البشير القبائل والأطراف المختلفة كافة لنشر العفو والتسامح فيما بينهم ونسيان الماضي وإصلاح ذات البين وتجاوز أخطاء البعض وعدم أخذ الكل بجريرتهم.