طالباني يدعو «العمال الكردستاني» إلى إلقاء السلاح.. وأنقرة إلى العفو عن المسلحين الأكراد

تقارير عن لقاء يجمع أكراد العراق وتركيا وإيران وسورية بأربيل لإنهاء «الكفاح المسلح»

TT

قال الرئيس العراقي جلال طالباني إنه يتوقع أن يستجيب مقاتلو حزب العمال الكردستاني التركي المحظور الذين يقاتلون الحكومة التركية للدعوة الى القاء سلاحهم، وجاء ذلك في وقت وردت فيه تقارير، نقلا عن طالباني، ان جماعات كردية سياسية في ايران والعراق وسورية وتركيا واوروبا ستطلق دعوة مشتركة موجهة الى الحزب المحظور لإنهاء كفاحه المسلح، وذلك في الاجتماع الذي ستعقده هذه الجماعات في اواخر ابريل (نيسان) او مطلع مايو(ايار) المقبل في أربيل. وقال الدكتور فؤاد حسين، رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان ان «فكرة هذا الاجتماع هي دعوة كان قد اطلقها مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان قبل ما يقرب من سنة ونصف السنة من غير ان يتم تحديد موعد لهذا الاجتماع او الاحزاب او الاشخاص او الجهات التي ستحضره، هذا يعني أنه لم يقرر حتى الان الموعد ولا الجهات المدعوة»، مشيرا الى ان «مقر الاجتماعات بالتأكيد سيكون في اربيل اذا تحققت هذه الفكرة».

واضاف حسين قائلا لـ«الشرق الاوسط» من بروكسل امس حيث يرافق الرئيس بارزاني في جولته الاوربية، ان «الرئيس بارزاني كان قد وجه مثل هذه الدعوة بصورة عامة لأطراف سياسية كردية ايرانية وتركية وسورية وتركية، بالإضافة الى العراقية للقاء والتباحث وتوجيه دعوة لحزب العمال الكردستاني(التركي) لالقاء السلاح والتباحث سلميا من اجل حل قضاياهم القومية».

وكان الرئيس طالباني قد صرح لصحيفة «صباح» التركية اليومية معبرا عن اعتقاده بأن يقبل حزب العمال الكردستاني رغبة كافة الاطراف الكردية ويلقي سلاحه ويضع نهاية لاعمال العنف، وقال ان خطوة حزب العمال الكردستاني المتوقعة لن تعني فقط وقفا لاطلاق النار، بل «قرارا مبدئيا لانهاء ما يسمى بالكفاح المسلح».

ودعا الرئيس العراقي انقرة إلى درس امكانية منح العفو للمتمردين، وذلك لتعزيز الإجراءات التي تم اتخاذها اخيرا بمنح المزيد من الحريات الثقافية للأكراد وتعزيز احتمالات التوصل الى سلام دائم.

وقال رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان، «نحن نتمنى ان تنضج فكرة لقاء الجهات السياسية الكردية في اربيل لحث حزب العمال الكردستاني على الجلوس الى طاولة النقاش مع الحكومة التركية والتوصل الى حلول ترضي الجانبين».

واشاد حسين بطروحات الرئيس طالباني الذي تحدث عن ضرورة حل المشكلة بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية بعيدا عن لغة السلاح، وقال «نحن غالبا ما دعونا حزب العمال الكردستاني الى الجلوس الى طاولة المباحثات، حيث ان مثل هذه المشاكل لا بد من حلها سلميا بعيدا عن السلاح، حيث اثبتت الحلول العسكرية في الوقت الراهن فشلها على كافة الاصعدة».

وحمل حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه انقرة والعديد من دول العالم على انه منظمة ارهابية، السلاح مطالبا بالحصول على حكم ذاتي في المنطقة الجنوبية الشرقية التي تسكنها غالبية من الاكراد في تركيا في عام 1984 ما ادى الى اندلاع نزاع راح ضحيته نحو 44 الف شخص. وجاءت تصريحات طالباني اثناء زيارته لاسطنبول للمشاركة في المنتدى العالمي الخامس للمياه.

واجرت تركيا الطامحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي في السنوات العشر الاخيرة سلسلة اصلاحات رسخت الحريات الفردية ومنحت حقوقا ثقافية الى الاقلية الكردية التي يقدر عدد افرادها بنحو 12 مليونا من اصل تعداد سكاني اجمالي يقدر بـ71 مليونا. ويتمركز مئات من مسلحي حزب العمال الكردستاني في الجبال في شمال العراق التي يشنون منها هجماتهم عبر الحدود على اهداف تركية.