موسى من بغداد: العراق لن ينزلق إلى الهاوية..ومساحة الأمل أكبر من اليأس

عمار الحكيم: البعثيون جزء من الشعب العراقي.. وتحفظنا على الصداميين فقط

عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية يتحدث مع عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في بغداد أمس (ا. ب)
TT

قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن «مساحة الأمل» في العراق «أصبحت أكبر من مساحة اليأس»، وأضاف خلال الزيارة التي يقوم بها لعدد من المدن العراقية، إن ما حدث في العراق يعتبر نقلة نوعية.. ويجب استيعاب كل مكوناته السياسية. وأجرى موسى أمس مباحثات في مدينة السليمانية مع الرئيس العراقي جلال طالباني في ختام زيارته للعراق. وأكد موسى في تصريحات صحافية للوفد الصحافي المرافق له أن نتائج زيارته للعراق بالغة الأهمية وفتحت آفاقا جديدة للتعاون حول متطلبات المرحلة، كذلك التركيز مجددا على هوية العراق العربية.

وذكر موسى أن كل المسؤولين العراقيين استمعوا باهتمام لكل القضايا التي طرحها معهم. وأشار إلى أنه لمس لديهم الاستعداد الكبير للمناقشة مع الجامعة العربية في أمور عديدة منها السياسة القائمة الخاصة بالمصالحة، ومناقشة موضوع الانسحاب الأميركي وعلاقات الجوار، بما في ذلك الموضوع الإيراني والتركي.

وأضاف موسى أن ما لحظه هو «تأكيد الجميع على الهوية العربية للعراق» واعتبر ذلك أمرا «في منتهى الايجابية». وقال الأمين العام للجامعة العربية إنه من الواضح أن «مساحة الأمل زادت عما كانت عليه الأوضاع منذ عدة سنوات، حيث كانت مساحة اليأس أكبر واليوم مساحة الأمل أكبر».

وذكر موسى أن هذا ما توصل إليه من خلال اللقاءات التي عقدها مع كل القوى السياسية العراقية على مدار الـ 72 ساعة التي أمضاها في العراق. وأضاف قائلا أن «الانطباع الذي اتضح لدي، هو أن الجميع يرى أن هناك تقدما وإن اختلفوا في نسبته»، وأن «العراق لن ينزلق إلى الهاوية، وإنما يصعد إلى تحسن، وإن كان الوضع كله يحتاج إلى رعاية وعناية، وإلى حصافة في السياسة».

وردا على سؤال حول ما تستطيع أن تقوم به الجامعة العربية من جهد ودور في تقريب وجهات النظر بين القوى العراقية، قال «موسى» إن كلاً يتطلب أن نسير فيه، حالة بحالة..«إنما الجامعة العربية هي التي أطلقت مسيرة المصالحة والوفاق وجعلته أساسا لأي تقدم في العراق، وهذا ما اتفق عليه كل العالم، والمنطقة، والعراق»، وأضاف «موسى» أنه من الطبيعي أن يكون هناك نوع من التواصل..«لأنهم انطلقوا من نفس المنطلق، لكن المسيرة نفسها هي مسيرة عراقية.. ومرحلة أن الجامعة العربية تقوم بهذا انتهى وقتها، وسوف نظل على مقربة من مسار المصالحة».

وردا على سؤال عن تعطيل الدور العربي في العراق، قال موسى «لا أعتقد ذلك، لأن أي تعطيل يشجع الآخرين من غير العرب على الإمعان في أدوارهم في العراق»، وأضاف: «لقد أصبح هناك وعي بأنه لا بد من وجود عربي».

وحول ما إذا كان اقترح خلال مشاوراته ضرورة مشاركة الفئة السنية في العملية السياسية، قال الأمين العام للجامعة العربية، إن القرار يكون من المجموعة السنية بالمشاركة في الانتخابات المقبلة، مؤكدا على وجود اتصالات مع السنة، كذلك مشاركتهم في العملية السياسية. وأشار إلى أنه «لا يوجد استبعاد للسنة كما كان في السابق».

وعما إذا كان هذا يعني اجتذاب البعثيين إلى العملية السياسية، أوضح موسى «أن هذا الأمر متروك للعراقيين وحدهم.. أما النواحي الإقليمية فهي تحتاج لحوار، خاصة مع إيران.. يمكن الوصول إلى وضع أفضل ومنطلق مناسب لتأمين أوضاع كثيرة».

وفيما يتعلق بما إذا كان قد طلب من المسؤولين العراقيين مطالب محددة تحتاجها الفترة المقبلة، قال موسى: «أكدت على أهمية الاستمرار في خارطة طريق عمل واضحة لمستقبل العراق تقوم على المصالحة والمواطنة والحوار».

والتقى موسى أمس بعبد العزيز الحكيم، رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وبحثا في عدد من الموضوعات الشائكة الخاصة بـ«العراق الجديد» والتعاون العربي المشترك.

وعقب اللقاء أوضح عمار الحكيم نائب رئيس المجلس، ونجل الحكيم، إنه تم تقييم الأوضاع السياسية العامة في العراق والتطور الحاصل في العملية السياسية وفي الوفاق الوطني بين العراقيين. وأكد أنه تم التشديد على ضرورة «الانفتاح المتزايد على الدول العربية الكريمة»، و«التمثيل الدبلوماسي العربي في العراق» و«استثمار التطور الأمني والسياسي، الذي يشهده العراق في تعميق وتعزيز الدور العراقي في الملفات الإقليمية العربية الإسلامية في المنطقة».

وقال عمار الحكيم: «نتمنى لهذا المسار الإيجابي أن يستمر، وأن نجد مزيدا من التواصل والتشاور بين الأشقاء العرب، وأن يأخذ العراق دوره في متابعة الملفات والهموم العربية والإسلامية في المنطقة. كما نتمنى أن يزور القادة والمسؤولون العرب العراق باعتباره بلدهم».

وردا على سؤال حول مبادرة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكى لاجراء حوار مع البعثيين قال عمار الحكيم انه «يميز بين البعثيين الصداميين والمتورطين في جرائم وبين البعثيين الذين اضطروا للانضمام الى حزب البعث لممارسة ادوارهم الحياتية ونعتبرهم ضحايا النظام، وبالتالى هؤلاء لهم الحق فى العودة وهم عائدون ومتواجدون في مواقع القرار والمسؤولية وفي المؤسسات العسكرية والامنية وفي مختلف مرافق الحياة وبالتالى، لا مشكلة مع عموم البعثيين، انما التحفظ هو على الصداميين وعودتهم، ونتمنى الا يكون ذلك من بين الاجندة المطروحة، كما اننا نعتبر البعثيين غير المتورطين جزءاً من الشعب العراقى، اما الصداميون فلا بد من وقوفهم امام العدالة».