الجزائر: مرشحو الرئاسة يتنافسون في اختيار مناطق رمزية لإطلاق حملتهم

مدينة «اندلاع الثورة» لبوتفليقة والورود لحنون والعاصمة للإسلاميين

TT

تنطلق حملة انتخابات الرئاسة الجزائرية، اليوم، بنزول المرشحين الستة إلى الميدان للقاء أنصارهم في تجمعات بعدة ولايات. وخلافا للمرشحين الخمسة، يتوفر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على إمكانيات هائلة مكنته من برمجة 800 تجمع ما يعد مؤشراً على فوز عريض في الانتخابات التي ستجري في 9 أبريل (نيسان) المقبل.

وأكثر ما يميز رابع اقتراع رئاسي تعددي في تاريخ الجزائر، غياب عنصر التشويق، ما يفقد الحملة الانتخابية والحدث بصفة عامة نكهة التنافس. فالانطباع السائد منذ مدة طويلة، أن الرئيس المرشح فائز مسبقاً بغالبية الأصوات، بفضل ولايتين رئاسيتين ضمنتا له حضورا قويا في الأوساط الشعبية، التي ما زال قطاع واسع منها ينظر إلى بوتفليقة على انه رمز جزائر سبعينات القرن الماضي حين كانت لها مكانة متميزة في العالم الثالث، بفضل «ثورة المليون شهيد».

ويتعرض بوتفليقة الى انتقاد كبير من طرف بعض المرشحين وعدد من الصحف تتهمه بـ «استغلال المال العام ووسائل الإعلام الحكومية»، للحصول على ولاية ثـــالثة.

ودخل بوتفليقة منذ شهر ما يشبه الحملة الانتخابية المسبقة، حيث أعلن عن عدة إجراءات أهمها إلغاء ديون الفلاحين التي بلغت 560 مليون دولار، ورفع منحة الطلبة. ويرى خصومه أنه «يسعى لشراء ولاية ثالثة بالمال العام».

وينزل بوتفليقة، 72 سنة، اليوم بولاية باتنة (400 كلم شرق العاصمة) للقاء المئات من أنصاره. وتقول مديرية حملته الانتخابية إن اختيار باتنة كمحطة انطلاق يعكس رمزية المنطقة، فمن جبالها انطلقت يوم 1 نوفمبر (تشرين الثاني) 1954 ثورة التحرير من الاستعمار الفرنسي. وقالت مديرية الحملة إن بوتفليقة سينظم 20 تجمعا خلال أيام الدعاية الانتخابية التي ستدوم حتى 7 من الشهر المقبل. أما أنصاره وهم قادة أحزاب وجمعيات ومنظمات، فسينظمون أكثر من 800 تجمع.

وتنطلق المرشحة لويزة حنون، من «مدينة الورود»، البليدة، التي تقع إلى جنوب العاصمة على بعد 50 كلم. وتعد المنطقة من أهم معاقل بوتفليقة ويسيطر عليها انتخابياً حزب «مجتمع السلم» الإسلامي، وحزب «جبهة التحرير» صاحب الأغلبية. والحزبان يدعمان بوتفليقة. وتوجد بالبليدة منطقة صناعية يشتغل فيها المئات من العمال، وهم يشكلون الوعاء الانتخابي الأساسي للأمينة العامة لـ«حزب العمال» لويزة حنون.

أما مرشح التيار الإسلامي، جهيد يونسي أو «الدكتور» كما يسميه المقربون منه، فقد اختار «القصبة العتيقة» بالعاصمة للانطلاق في حملة الترويج لبرنامجه الانتخابي. والتصق اسم حي القصبة بـ «معركة الجزائر العاصمة»، وهي حرب شوارع شهيرة جمعت مجاهدي العاصمة مع جيش الاحتلال الفرنسي في خمسينات القرن الماضي. ويعد يونسي ابن شهيد الثورة، وهو أصغر المرشحين حيث يبلغ 47 سنة.

ويحاول مرشح التيار الإسلامي الثاني، محمد السعيد، منافسة يونسي في جلب أصوات سكان العاصمة في اليوم الأول من الحملة، حيث سينظم تجمعا بحي باب الواد الشعبي الذي يرمز إلى «الزحف الإسلامي» عندما كانت «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» في أوج قوتها مطلع تسعينات القرن الماضي. واستنكر السعيد عدم تلقيه مساعدات الدولة في إطار الحملة والتي تبلغ 120 ألف دولار، واشتكى من ضعف إمكانية المرشحين الخمسة في تغطية نفقات الحملة.

ويخاطب موسى تواتي رئيس حزب «الجبهة الوطنية الجزائرية»، اليوم، سكان ولاية تبسة اللصيقة بالحدود التونسية (600 كلم شرق العاصمة). ويرفع تواتي في الحملة شعار «الدفاع عن المهمشين اجتماعيا»، وتبسة بالنسبة له تعد نموذجا للبطالة والإقصاء الاجتماعي ولكنها منطقة تعرف أكثر بظاهرة تهريب الماشية والمواد الغذائية عبر الحدود.

فيما اختار علي فوزي رباعين أو «مرشح الفقراء»، كما يحلو له أن يصف نفسه، الانطلاق من «عاصمة الزيانيين» تلمسان القريبة من الحدود المغربية. ويقول مقربون منه إن الخروج إلى تلمسان، يعد تحديا لـ «جماعة الرئيس» لأن تلمسان هي المنطقة التي تنحدر منها أسرة بوتفليقة وهي مسقط رأس عدد كبير من الوزراء والمسؤولين في الدولة.