مصور صحافي تركي يدلي بشهادته في محكمة ببغداد بقضية قصف حلبجة

أوزتورك قال للمحكمة: رائحة الموت كانت في كل مكان.. ولدي 100 صورة لم أنشرها بعد

السفير الإيراني في بغداد خلال حضوره مؤتمرا صحافيا في مدينة النجف أمس («الشرق الأوسط»)
TT

أدلى المصور التركي رمضان حميد أوزتورك، صاحب الصورة الشهيرة لعمر خاور الذي مات وهو يحتضن طفله الرضيع أثناء قصف حلبجة بالأسلحة الكيمياوية عام 1988، بشهادته أمام المحكمة الجنائية العليا في جلسة أمس.

وقال اوزتورك أمام المحكمة برئاسة القاضي محمد عريبي الخليفة إنه وصل إلى مدينة حلبجة «يوم 18 مارس (آذار) 1988، بعد أن سمعت من الإذاعات في 16  مارس بحادث القصف بالأسلحة الكيمياوية»، مبينا انه رأى في أول مكان وصل إليه وهو إحدى المقابر حوالي 30 صحافيا أجنبيا، وقبل نزولنا إلى مدينة حلبجة رأينا الكثير من جثث الحيوانات الميتة، وبعدها رأينا إسطوانات القنابل الكيمياوية».

وتابع أوزتورك واصفا ما رآه داخل المدينة «منذ دخولنا للمدينة التي بدت مهجورة، بدأنا نرى الجثث الكثيرة التي انتشرت في شوارع المدينة، وكلما دخلنا في الأزقة والبيوت يزداد عدد الجثث»، مضيفا «كان هناك آلاف القتلى من المدنيين الذين كان الكثير منهم من الأطفال والنساء والشيوخ»، خاتما شهادته بالقول انه كان يصور الجثث والمشاهد في المدينة «وسط رائحة الموت التي انتشرت في أرجاء المكان، وسيطرت على نفسي بصعوبة أثناء التصوير من بشاعة المنظر الذي تألمت من أجله بشكل كبير»، حسبما أوردته وكالة (أصوات العراق). وكان اوزتورك زار إقليم كردستان في فبراير (شباط) الماضي وأعلن لوسائل الإعلام أن لديه أكثر من 100 صورة فوتوغرافية عن قصف حلبجة لم تنشر لحد الآن، مبينا أن بعضا من هذه الصور ستعرض في جلسة للمحكمة الجنائية العليا التي تنظر في هذه القضية.

وكان العريبي أعلن بدء الجلسة للاستماع إلى المدعين بالحق الشخصي، والصحافي التركي رمضان حميد اوزتورك الذي يحمل الجنسية التركية.

وحضر جلسة المحكمة، المتهمون الذين يحاكمون بتهمة تنفيذ والمشاركة في عملية القصف، وهم كل من علي حسن مجيد الملقب بـ«علي الكيماوي»، ابن عم رئيس النظام السابق صدام حسين، وسلطان هاشم أحمد وزير دفاع في النظام السابق، وصابر عبد العزيز حسين الدوري وفرحان مطلك صالح الجبوري.

وكان الخليفة رفع جلسة أول من أمس لمواصلة الاستماع للمدعين بالحق الشخصي.

وسبق أن أدانت المحكمة الجنائية المتهمين بقضية حلبجة، في قضايا أخرى أبرزها قضية الأنفال، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أسفرت عن مقتل وتشريد آلاف الأكراد، خلال عامي (1988- 1989).

وصدر الحكم على هؤلاء في يونيو (حزيران) 2007  الذي يقضي بإعدام كل من علي حسن المجيد وسلطان هاشم، فيما حكم اثنان آخران هما صابر الدوري وعبد مطلك الجبوري بالسجن المؤبد.

وجرت الاثنين الماضي مراسم إحياء الذكرى الـ21 لحادثة قصف مدينة حلبجة (83 كم جنوب شرقي السليمانية) بحضور رسمي وشعبي، فضلا عن الوقوف دقيقة صمت في كل المحافظات العراقية حدادا على ضحايا الحادثة التي وصفها رئيس الوزراء نوري المالكي في بيان له بـ«الفاجعة التي هزت ضمير الإنسانية»، واصفا منفذي عملية القصف بأنهم «ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات قتل وإبادة وملأوا أرض العراق من شماله إلى جنوبه مقابر جماعية، يقفون اليوم أمام العدالة لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم من جريمة قتل وإبادة جماعية لم يشهد لها التاريخ مثيلا».