واشنطن تحظر تصدير القنابل العنقودية إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

أوباما يوقع قرارا يبيح تصدير ما يتسم بنسبة أقل من 1 % من القنابل غير المتفجرة

TT

حظرت الولايات المتحدة تصدير القنابل العقودية بموجب قانون وقع عليه الرئيس الاميركي باراك اوباما، حيث أصبح يمنع تصدير هذه القنابل الى اسرائيل ودول اخرى في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وتعتبر القنابل العنقودية سلاحاً فتاكاً ضد المدنيين، إذ انها لا تنفجر عندما تلقى على الارض وتصبح بمثابة الغام متفجرة بمجرد ما يلمسها المدنيون. ويمكن إطلاق القنابل العنقودية بواسطة قذائف المدفعية أو في الصواريخ أو بإسقاطها من الطائرات، وهي تنفجر في العادة في الهواء وتتحول الى عشرات ومئات الشظايا العنقودية الصغيرة في منطقة بحجم ملعب كرة قدم. ولا يمكن للقنابل العنقودية أن تميز بين الأهداف العسكرية والمدنية، من ثم يكون ضررها هائلاً حين تُستخدم بالقرب من مناطق مأهولة بالسكان. وعادة لا تنفجر القنابل العنقودية الصغيرة لدى الارتطام بالأرض، مما يخلف الكثير من القنابل الصغيرة التي لم تنفجر والتي تصبح وكأنها ألغام وتمثل خطراً محدقاً يهدد المدنيين.

وبموجب القانون الذي وقعه اوباما، لا يمكن للولايات المتحدة أن تصدر من الذخائر العنقودية إلا ما يتمتع منها بنسبة أقل من واحد بالمائة من القنابل غير المتفجرة لدى الارتطام. كما دعا التشريع الدول المستقبلة للذخائر العنقودية إلى الموافقة على أن هذه الذخائر «لن تُستخدم في الأماكن المعروف فيها وجود المدنيين» وذكر ان نسبة ضئيلة للغاية من الذخائر العنقودية توجد حالياً في ترسانة أسلحة الولايات المتحدة هي التي تفي بنسبة الواحد في المائة المذكورة. وتحظر اتفاقية الذخائر العنقودية لعام 2008 استخدام وإنتاج وتخزين ونقل الذخائر العنقودية، وتنص على مواعيد نهائية واضحة لتخليص المناطق المتأثرة بهذا السلاح من آثاره، ولتدمير مخزون الذخائر العنقودية المتوفر لدى الدول الأطراف. ووقعت 95 دولة على الاتفاقية، من بينها دولتان عربيتان هما لبنان وتونس من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي ديسمبر(كانون الأول) الماضي، قال فريق باراك أوباما الانتقالي إن الرئيس «سيراجع بإمعان المعاهدة الجديدة ويتعاون مع الأصدقاء والحلفاء من أجل ضمان بذل الولايات المتحدة أقصى المستطاع لحماية المدنيين». ورحبت «هيومن رايتس ووتش» بالقرار، وقالت إن هذا الإجراء من شأنه أن يدفع دول المنطقة وكذلك الولايات المتحدة إلى الانضمام إلى المعاهدة الدولية لحظر الذخائر العنقودية. وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «هيومن رايتس ووتش»: «أدت الذخائر العنقودية التي قدمتها الولايات المتحدة إلى إلحاق دمار واسع في صفوف المدنيين في لبنان والعراق والصحراء وأماكن أخرى في المنطقة». وتابعت قائلة: «وعلى هذه البلدان أن تعتبر حظر التصدير خطوة أولى نحو تخليص المنطقة من هذا السلاح غير الموثوق وغير الدقيق الذي حصد أرواح المدنيين وأطرافهم طوال سنوات تم استخدامه فيها».