الباكستانية التي تحولت «رمزا» بسبب مقاومتها عار الاغتصاب.. تتزوج من حارسها

أصبحت الزوجة الثانية له ولم توافق على الاقتران به إلا بعد تأمين حقوق زوجته الأولى

TT

تزوجت مختار ماي، السيدة الباكستانية التي تعرضت لاغتصاب جماعي عام 2002 بناء على أوامر صدرت عن مجلس قريتها، ولكنها أصبحت بعد ذلك رمزا للأمل بالنسبة للنساء المقهورات اللاتي لا تُسمع أصواتهن. وقالت مختار التي تبلغ من العمر 37 عاما: إن زوجها الجديد شرطي كان مكلفا بحراستها في أعقاب الحادث الذي تعرضت له، وكان يطلب يدها منذ عدة أعوام. وهي الزوجة الثانية له.

وقالت: إن اسمه ناصر عباس غابول ويبلغ من العمر 30 عاما. وقد تزوجت يوم الأحد الماضي في حفل بسيط في قريتها الزراعية ميروالا في محافظة بنجاب. وأطلقت ضحكة وهي تجيب عن سؤال حول السبب الذي أقنعها أخيرا بالموافقة على طلبه: «إنه يقول إنه يحبني بجنون».

وغالبا ما يقدم ضحايا الاغتصاب الباكستانيات على الانتحار، ولكن بدلا من ذلك نجحت مختار التي تعرف أيضا باسم مختار بيبي، في مقاضاة مغتصبيها أمام المحكمة، وحققت شهرة عالمية لشجاعتها. وهي تديرعدة مدارس وخدمة إسعافات وجماعة مساعدة للمرأة في قريتها، كما أنها كتبت سيرتها الذاتية. وبزواجها، تهزم مختار وصمة عار أخرى تلحق بضحايا الاغتصاب في المجتمع الباكستاني المحافظ. وقد أمر مجلس القرية باغتصابها عقوبة على أفعال منسوبة إلى شقيقها الأصغر الذي كان متهما بإقامة علاقة غير شرعية مع سيدة من قبيلة منافسة. ولكن أظهرت التحقيقات أنه تم الاعتداء على الصبي على يد ثلاثة رجال من كبار تلك القبيلة، وأن الاتهام الذي وجه إليه كان للتغطية على ذلك. وكان غابول واحدا من مجموعة من ضباط الشرطة الذين تم نشرهم لحمايتها بعد أن هددها أقارب المغتصبين لمنعها من تأكيد الاتهامات الموجهة ضدهم. واستغرق غابول وقتا طويلا في إقناع مختار بالزواج منه. وكان يطلب منها الزواج من حين إلى آخر منذ العام 2003، ولكنه تقدم لخطبتها رسميا منذ عام ونصف العام. وتقول: «ولكنني حينها أخبرت والدي أنني لا أريد الزواج». ولكن منذ أربعة أشهر، حاول غابول أن ينتحر بتناول حبوب منومة. وأضافت:«في الصباح التالي لمحاولة انتحاره، تقابلت زوجته ووالداه مع والدي، ولكنني ظللت على رفضي». ثم هدد غابول بتطليق زوجته الأولى شومايلا. وقد حاولت شومايلا، بالإضافة إلى والديه وشقيقاته، الحديث مع مختار وإقناعها بالزواج منه، لتكون له زوجة ثانية. وتقول مختار: إن مصدر قلقها كان شومايلا، وتضيف:«أنا امرأة ويمكنني أن أتفهم الآلام والصعوبات التي تواجهها امرأة أخرى». ولكن في النهاية، وضعت مختار شروطا أمام غابول. وكان عليه أن ينقل ملكية المنزل الذي ورثه عن أسلافه إلى زوجته الأولى، وأن يوافق على منحها قطعة أرض،إضافة إلى مرتب شهري قيمته 125 دولاراً تقريبا. وتقول مختار في إجابة عن سؤال حول ما إذا كانت تخطط لترك قريتها لتعيش مع زوجها في قريته، إنها لن تفعل.«لقد عشت الألم والسعادة في ميروالا. ولا يمكنني أن أترك هذا المكان». وتضيف أن زوجها«يستطيع أن يأتي إلى هنا وقتما يشاء ويجده مكانا مريحا».

* خدمة «نيويورك تايمز»