بوتفليقة مدشناً حملته: أدعو للصفح عن الإرهابيين من أجل مصلحة الجزائر

شعارات المرشحين للرئاسة تدور حول التغيير والإصلاحات والحفاظ على السيادة

شرطي جزائري يفتش رجلاً في باتنة أمس خلال زيارة بوتفليقة إلى المدينة ليطلق منها حملته الانتخابية (رويترز)
TT

انطلقت في الجزائر أمس حملة الانتخابات الرئاسية المقرر أن تدوم ثلاثة أسابيع، والتي يسعى فيها خمسة مرشحين لفرض حضورهم أمام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يطمح لإحراز فوز كبير لولاية ثالثة. وكان لافتاً أن المرشحين أطلقوا حملتهم من مدن مختلفة تحت شعارات تدور غالبيتها حول مواضيع التغيير ومواصلة الإصلاحات والحفاظ على السيادة الوطنية.

ودشن المرشح «المستقل» بوتفليقة أمس حملته من مدينة باتنة (عاصمة الاوراس، 400 كلم شرق العاصمة)، حيث أسهب في الحديث عن «إنجازات» ولايتيه، وتناول خفض المديونية الخارجية من 21 مليار دولار عام 1999 إلى 4 مليارات دولار نهاية 2008. ووعد باستحداث 3 ملايين منصب شغل في السنوات الخمس المقبلة «إذا أعطيتموني ثقتكم». وتناول بوتفليقة محاولة اغتياله في 2007 عندما زار باتنة فقال: «لقد كادت أن تلحقني تلك الحادثة بالشهداء لكن الله أراد غير ذلك»، وترحم على الأشخاص الذين أودت بهم العملية الانتحارية.

ودعا بوتفليقة خلال تجمع كبير بباتنة، عائلات ضحايا الإرهاب إلى «الصفح عن الإرهابيين من أجل مصلحة الجزائر». كما أكد تمسكه بـ«المصالحة» وشدد على «ضرورة البقاء أوفياء لسياسة السلم لأن الشعب الجزائري جرَب العنف وتأكد بأن الصلح خير».

وانطلق مرشح التيار الإسلامي محمد السعيد من العاصمة، حيث التقى بأنصاره في «قاعة الأطلس» ودعاهم إلى «التغيير الآن وليس غدا»، وهو الشعار الرئيسي للحملة. وتوجه السعيد في الصباح إلى «مقبرة العالية» حيث وضع إكليلا من الزهور فوق قبر الرئيس الراحل هواري بومدين، الذي قال إن أفكاره ستكون حاضرة في برنامج حملته. واستنكر محمد السعيد «تجنيد وسائل الإعلام الحكومية لفائدة مرشح معين»، وقال إن «أطرافا معينة تحاول فرض فكرة مفادها أن الأمر محسوم سلفا لصالح مرشح معين»، يقصد الرئيس بوتفليقة. ويفترض أن ينشط محمد السعيد 19 تجمعاً خلال الحملة.

أما المرشح فوزي رباعين فدعا في تجمع بتلمسان (500 كلم غرب العاصمة)، إلى «إحداث تغيير في هرم السلطة بما يسمح للكوادر الشابة بأن تتولى المسؤولية العليا في البلاد». وفي إشارة ضمنية إلى بوتفليقة قال رباعين: «الذين يزعمون أنهم حققوا نصرا للبلاد جلبوا لها الاشتراكية بعد الاستقلال، واعتمدوا سياسة خلفت أزمات كبيرة ما زلنا نتخبط فيها إلى اليوم». ورفع «مرشح الفقراء» شعار «تحقيق العدالة يبدأ ببناء دولة القانون». ويفترض أن ينشط رباعين هو الآخر 19 تجمعا خلال الحملة الانتخابية.

ومن جانبه بدأ مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي حملته الانتخابية من أقصى الحدود الشرقية وبالتحديد من مدينة تبسة اين ترأس تجمعا شعبيا لشرح مختلف محاور برنامجه الانتخابي الذي اختار شعاره «من أجل التغيير والسيادة للشعب». وحث تواتي أمس الجزائريين على «المشاركة بقوة في الاستشارة الشعبية المقبلة من أجل إحداث التغيير الذي تنشدونه». ودعا إلى «بناء الدولة التي كان يحلم بها شهداء الثورة»، وإلى «إحداث المفاجأة» يوم الاقتراع في 9 أبريل (نيسان) المقبل.

أما مرشح حركة الإصلاح الوطني جهيد يونسي فقال في لقاء مع شباب حي القصبة العتيق بالعاصمة أمس إن الجزائر «تملك ثروة كبيرة لابد من نفض الغبار عنها وهي الشباب». وتوقف يونسي بمسجد كتشاوة ذي الرمزية التاريخية، حيث حرص على التأكيد أن الجزائر «مسلمة عربية وأمازيغية.. أما جرائم فرنسا الاستعمارية فلا يمكن أن تمحى حتى لو اعتذرت الدولة الفرنسية».

وبدورها، دعت مرشحة حزب العمال لويزة حنون في تجمع بـ«عاصمة الهضاب العليا» سطيف (500 كلم شرق العاصمة)، إلى التصويت عليها «لأن ذلك سيعني أنكم تريدون وضع حد للفوضى السائدة في البلاد». ومن المقرر أن تنشط مرشحة حزب العمال طيلة الحملة الانتخابية أكثر من 42 مهرجانا وكذا لقاءات مباشرة مع المواطنين في مختلف المدن. وتخوض حنون حملتها تحت شعار «لأن السيادة الشعبية مناعة للسيادة الوطنية الكلمة للشعب».