الهند: حفيد أنديرا غاندي ينفي إدلاءه بتصريحات معادية للإسلام.. ويؤكد أن التسجيل مفبرك

شريط مصور يبين فارون غاندي يتحدث عن قطع رؤوس المسلمين لكسب أصوات الهندوس

TT

أثار أحد أفراد عائلة نهرو ـ غاندي العريقة البارزة في الهند، جدلا واسعا بعدما بثت محطات التلفزة تصريحات معادية للمسلمين نسبتها له، وقالت إنه قالها في محاولة للتودد للناخبين الهندوس. وبثت القنوات التلفزيونية الهندية تصويرا يزعم أن حفيد رئيس وزراء الهند الراحلة أنديرا غاندي، فارون غاندي البالغ من العمر 29 عاما، ظهر فيها وهو يدلي «بتصريحات عرقية عن قطع رؤوس المسلمين الذين يهددون الهندوس». وأشار إلى المرشح المسلم المنافس له واصفا إياه بـ«أسامة بن لادن». وأدلى بهذه التصريحات خلال حشد انتخابي شعبي في 9 مارس (آذار) في بيليبهت، بولاية أوتار براديش الهندية. إلا أن فارون غاندي نفى أن يكون تفوه بهذه الكلمات، وشدد على أن الاسطوانة المدمجة التي تظهره وهو يدلي بتلك التصريحات مفبركة. ويعتبر فارون غاندي مرشحا محتملا عن حزب «بهاراتيا جاناتا» اليميني، لخوض الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في أبريل (نيسان) ومايو (أيار). ووالدته مانيكا غاندي، فازت بالانتخابات أكثر من مرة في نفس الدائرة الانتخابية، كما أن المسلمين الذين يشكلون عددا كبيرا من جمهور الناخبين هم أنفسهم من صوتوا لها، حتى عندما ترشحت للانتخابات كعضو مستقل. وقال الرجل الذي زعم أنه فارون غاندي في التصوير: «على كل الهندوس أن يبقوا في هذا الجانب، وأن يرسلوا الآخرين (أي المسلمين) إلى باكستان». وكرر رافعا يديه: «هذه ليست رمزا ليد (حزب) المؤتمر، بل إنها ذراع حزب« بي جي بي» التي ستقطع هؤلاء». وتفوه بكلمة هابطة، تعتبر سبة نابية وصف بها الأقلية المسلمة. كما أورد بعض التصريحات الأخرى مثل: «لدى المسلمين أسماء تبدو مروعة، كما أنهم يبدون خطرين أيضا. وإذا ما اقترب أحد منهم ليلا، فقد يصيبه الهلع». ووصف مرشحا سياسيا مسلما منافسا له، على أنه أسامة بن لادن، إذ قال: «لدي أخت.. وكان هناك إعلان يضم صور جميع المرشحين.. فقالت لي تلك الطفلة: لم أكن أعلم أن أسامة بن لادن يخوض الانتخابات عن دائرتنا، فرددت عليها قائلا: لم تستطع أميركا الوصول إلى بن لادن، أما فارون غاندي سيتوصل إلى الكثير من الأفراد بعد الانتخابات». وقال مخاطبا الحشد الانتخابي: «إذا صفعك أحد، فماذا ستفعل؟ (وهم يقولون) نمكنه من الخد الأخر.. أنا لم أسمع شيئا بهذا القدر من الغباء. فإذا صفعك أحد، يتعين عليك أن تقطع يده، حتى لا يتمكن من صفع أي شخص بعد ذلك». ومن المعروف أن فارون هو الابن الوحيد للراحل سانجاي غاندي ـ الذي كان الزعيم الفعلي لحزب المؤتمر نهاية فترة السبعينات ـ ومانيكا غاندي. وهو قريب سونيا غاندي ـ رئيسة حزب المؤتمر السياسي المنافس. وكان فارون يبلغ من العمر ثلاثة أشهر عندما توفي والده، كما كان في الرابعة من عمره عندما اغتيلت جدته أنديرا غاندي على يد حراسها. علاوة على هذا، كان جده الأكبر جواهر لال نهرو ـ أول رئيس وزراء للهند، فيما كان جد جده موتيلال نهرو زعيما بارزا في حركة الاستقلال الهندية. وحصل فارون على شهادته العلمية في القانون والاقتصاد من كلية الاقتصاد بلندن، ثم أنهى رسالة الماجستير الخاصة به بعد ذلك في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بلندن. وتحدث فارون لوسائل الإعلام في نيودلهي بعد إعلانه في مؤتمر صحافي أنه لن يعتذر عن الخطاب الذي أدلى به في بيليبهت، وهي الدائرة الانتخابية الموجودة في أوتار براديش، التي يخوض فيها الانتخابات، وقال: «إن التصريحات التي قيلت على لساني ليست صحيحة». وأضاف: «لم أدل أبدا بأي تصريحات طائفية، لقد ذهبت إلى منطقة شعرت فيها أنه يتم استهداف الهندوس، ومن ثم، فقط، تحدثت لصالح المجتمع الهندوسي. إنه ليوم سيئ على السياسة الهندية عندما يتم وصف أي شخص يتحدث إلى الهندوس على أنه طائفي». وأضاف: «كل التصريحات التي قيلت على لساني غير صحيحة، وليس هناك أي مجال للشك بأنني أدليت بتصريحات طائفية. إنني دائما ما أنهض من أجل الهند، ولطالما كان إرثي متمثلا في الوقوف لصالح كل شخص، وليس فقط الوقوف ضد أي شخص». وزعم فارون، الذي تم رفع دعوى جنائية ضده بسبب تصريحاته، أنه تم التلاعب في الاسطوانة المدمجة التي تظهره وهو يلقي الخطاب. وقال: «أين كانت هذه الاسطوانة المدمجة منذ 15 يوما؟ ومن الذي زيفها؟ هذا ليس صوتي». ورفض زعيم حزب «بهاراتيا جاناتا» التعليق على ما إذا كان يشتبه في وجود مؤامرة، ولكنه قال إنه من الواضح «من المستفيد» من هذا الجدل. وقال لدى سؤاله عما إذا كان الجدل قد ازداد حدة: «نعم، ولكني أود أن أقول إنني أقف إلى جانب الحق، ولكن ما لم أقله يجب علي أن أقول إنني لم أقله».