جنود إسرائيليون يعترفون: عمليات قتل بدم بارد بالجملة ولا استثناء للعجزة والنساء والأطفال

ضابط في حرب غزة: نفذنا الأوامر وحياة الفلسطينيين أقل شأنا من حياتنا

TT

كُشف النقاب أمس عن شهادات أدلى بها جنود وضباط اسرائيليون أقروا فيها أنهم مارسوا خلال الحرب الأخيرة على غزة ووفقا للأوامر التي تلقونها، عمليات قتل بدم بارد، فضلا عن أعمال سرقة وتخريب مقصود في البيوت التي احتلوها.

وجاءت هذه الشهادات في إطار يوم دراسي، أجرته كلية التربية «أورنيم»، نشرت صحيفة «هآرتس» بعضا منها أمس. ومن بينها شهادة لضابط كتيبة مشاة تحدث فيها عن قتل أم وطفليها بنيران مدفعية رشاشة، فقال: كان هناك منزل مأهول.. جمعنا العائلة في غرفة. بعد ذلك غادرنا المنزل ودخلت إليه شعبة أخرى وبعد عدة أيام من دخولها صدرت تعليمات بإخلاء سبيل العائلات، وأقاموا نقاطا عسكرية فوق السطوح، كانت تلك نقاطا للمدفعية الرشاشة، وقام ضابط الشعبة بإخلاء سبيل العائلة وأمر أفرادها بالتوجه نحو اليمين. إلا أن سيدة وطفليها لم يفهموا ما قيل لهم، وتوجهوا نحو اليسار. ولكن قيادة الشعبة لم تبلغ الجندي الذي يعمل في النقطة التي أُقيمت على السطح والذي يصوب مدفعية رشاشة، أنهم أخلوا سبيل العائلات، وأن أناسا سيمرون وأنه ينبغي عدم إطلاق النار، إلا أنه... ، يمكن القول إنه عمل كما يجب حسب التعليمات التي تلقاها. الجندي الذي كان يصوب المدفع الرشاش رأى المرأة والطفلين يقتربون منه وتلقى أمرا فهم منه ان عليه ان يمنع اقتراب أي أحد منه. فأطلق عليهم النار بشكل مباشر وقتلهم» .

ويضيف الضابط: «لا أعتقد أن شعورا سيئا خالجه مع هذا الأمر، لأنه قام بعمله حسب التعليمات التي أُعطيت له. الأجواء بشكل عام كانت، أن معظم الناس، لا أعرف كيف أفسر ذلك، حياة الفلسطينيين هي..، تعالوا نقول، شيئا أقل شأنا بكثير كثير من حياة جنودنا، ومن ناحيتهم هم يبررون ذلك».

ويروي ضابط سرية آخر ومسؤول عن 100 جندي، انه رأى امرأة تمر من أحد المحاور من مسافة بعيدة، ولكنها كانت كافية كي تتمكن من «إنزال» (قتل)، من يتواجد هناك...، مرت من المحور امرأة مسنة. هل هي مشبوهة، لا، لا أعرف. ما قام به في نهاية المطاف إنه قام بإرسال عدد من الجنود إلى السطح كي «ينزلوها» مع مطلقي المدفع الرشاش، شعرت أن هذا الوصف ببساطة، هو قتل بدم بارد. هنا يتدخل رئيس الكلية العسكرية-التحضيرية، داني زمير، الذي حضر اللقاء قائلاً: لم أفهم. لماذا أطلق النار عليها؟ فيجيبه الضابط: هذا هو الأمر الجميل في غزة، كما يبدو، إذا رأيت شخصا يمر من أحد الممرات، ليس بالضرورة مسلحا، يمكنك إطلاق النار عليه. في هذه الحالة كانت تلك امرأة مسنة ولم أر أنها تحمل السلاح حينما نظرت إليها. التعليمات كانت: إنزال الشخص.

نفس الضابط تحدث عن حادثة أخرى راوياً حادثة أثناء التوغل إلى داخل غزة في نهاية الحملة. قال:«في البداية، كانت التعليمات بالدخول إلى أحد المنازل، وكان مطلوباً منا الدخول بمركبة مصفحة يطلق عليها اسم «الغضب» بحيث تتقدم وتكسر الباب في الطابق السفلي، وإطلاق النار في الداخل من كل جانب ومن ثم الصعود طبقة بعد طبقة. أسمي ذلك قتلا.... ويعني الصعود طبقة بعد طبقة أن يتم إطلاق النار على كل من يتواجد. في بداية تساءلت هل هذا منطقي؟ مسؤولون في سلم القيادة العلوي قالوا إن ذلك مسموح لأن من بقي في هذا القطاع وفي داخل مدينة غزة هو مُدان، هو مخرب، لأنهم لم يهربوا. لم أفهم: فمن ناحية، ليس لديهم مكان يهربون إليه، ومن ناحية أخرى يقولون لنا إنهم لم يهربوا لذلك هم مُدانون.. حاولت أن أؤثر قدر الإمكان وأن أغير ذلك. ولكن في النهاية تم الاتفاق على أن ندخل المنزل، والتوجه إلى السكان بمكبرات الصوت ونصدر لهم التعليمات بالهرب، ونقول لهم لديكم خمس دقائق للخروج من البناية- ومن لا يخرج نقتله».

ثم يتحدث الجنود عن أعمال التخريب التي نفذت في البيوت التي تم احتلالها واستخدامها لراحة الجنود أو للمراقبة، وكتابة الشتائم البذيئة ضد العرب على جدرانها. كما تحدثوا عن العديد من أعمال السرقة. وقد رد قائد التربية في الجيش الإسرائيلي، العميد ايلي شرمايستر، بالقول: إن الجيش يجري تحقيقات حول كل شهادة ويخطط للاستفادة من الموضوع في سبيل تحسين التصرفات ورفع شأن القيم. وتقدم النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، جمال زحالقة، بشكوى ضد هذه الممارسات إلى وزارة العدل وقال إنها دليل قاطع على أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة.