ترحيب أوروبي برسالة أوباما.. وساركوزي يشدد على الإبقاء على سياسة العقوبات

روسيا ترى أن بدء حوار سيسهل إعادة إحياء الثقة في الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني

TT

لاقت الرسالة التي وجهها الرئيس الأميركي باراك أوباما لإيران، أصداء إيجابية في أوروبا وروسيا. وأثنى عدد من القادة الأوروبيين في طليعتهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على بادرة الرئيس الأميركي حيال طهران. كما رحبت روسيا بالمبادرة، واعتبرت أن استئناف الحوار بين البلدين يمكن أن يساهم في إرساء الثقة بطبيعة البرنامج النووي الإيراني.

وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي في ختام قمة أوروبية في بروكسل: «مضت سنوات ونحن ننتظر أن يلتزم الأميركيون مجددا في الملف الإيراني» كما في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.

وأضاف: «إنه نبأ سار.. أن يتخذ الرئيس الأميركي قرارا بالالتزام مجددا العمل من أجل السلام، فهذا أمر إيجابي تماما». غير أن الرئيس الفرنسي أشار إلى أنه يبقى «على قناعة بأنه مع تدني سعر برميل (النفط) عن خمسين دولارا، فإن سياسة العقوبات تبقى ضرورية، بالتزامن مع إجراء محادثات».

وعلى الرغم من ترحيب باريس بالخطوة الرئاسية الأميركية، فإن مصادر فرنسية ما زالت تتساءل عن «الشكل» الذي سيأخذه الحوار الأميركي ـ الإيراني وعن توقيته. وسبق للرئيس الفرنسي أن دعا أوباما إلى الامتناع عن فتح الحوار الموعود قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي ستجرى في شهر يونيو (حزيران) القادم. ومن وجهة النظر الفرنسية، فإن «التسرع» لا يفيد، إذ ستكون خطوة الانفتاح اليوم من غير مقابل بسبب الوضع الإيراني الداخلي. وكان ساركوزي أعلن أكثر من مرة أنه يرفض مصافحة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بسبب تصريحاته عن إسرائيل، ما يجعل باريس في موقع متراجع بالنسبة للموقع الأميركي الجديد.

واعتبرت أنجيلا ميركل أن رسالة أوباما «تعكس بالضبط ما أراده الأوروبيون على الدوام، وهو أن يقدم عرضا لإيران، وأن تقبل به على ما آمل». كذلك قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني «إن انفتاح أوباما أمس على إيران هو منعطف تاريخي بعد ثلاثين عاما من التعثر».

من جهته، قال الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا: «أعتقد أنها رسالة بناءة جدا». وأضاف: «آمل حقا أن تعير إيران اهتماما لما قاله الرئيس أوباما»، معتبرا أن هذه البادرة يمكن أن «تفتح فصلا جديدا في العلاقات مع طهران». وقال سولانا للصحافيين على هامش قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل: «أشعر بسعادة بالغة بعد أن سمعت الرسالة. أعتقد أنها رسالة بناءة جدا. يحدوني أمل كبير في أن يلتفت الإيرانيون جيدا لما قاله الرئيس أوباما. آمل أن يفتح ذلك فصلا جديدا في العلاقات مع طهران». وأضاف أنه يأمل في أن ترد إيران بشكل إيجابي على الرسالة. وقال إن العرض «جيد جدا.. إنه بيان مدروس جيدا، ويظهر أن قول الرئيس أوباما إننا نريد محاولة الاتصال بإيران قد تحقق. ويحدوني أمل كبير في أن تتصرف إيران بحصافة».

ورحب وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني «بروح القيادة الكبرى» التي أبداها أوباما، وأعرب عن أمله في أن تستجيب طهران إليها. وصرح فراتيني لقناة «سكاي تي جي ـ 24» من بروكسل حيث يشارك في القمة الأوروبية: «أعتقد أنه أبدى روحا قيادية كبرى»، في إشارة إلى رسالة السلام التي وجهها أوباما ليلا إلى شعب إيران وقادتها. وأضاف: «إنه تغير كبير (...) في الاتجاه الذي ترغبه إيطاليا». وقال «سنرى الخطوة التالية في لاهاي» التي تستضيف في أواخر الشهر مؤتمرا دوليا حول أفغانستان وجهت الولايات المتحدة دعوة إلى إيران للمشاركة فيه. وذكر فراتيني أن إيطاليا لطالما دعت إلى مشاركة إيرانية واسعة في العلاقات الدولية. وأكد فراتيني: «سنقوم بما علينا»، مشيرا إلى أن الانفتاح على إيران ينبغي ألا يتم على حساب «دراسة جدية للملف النووي» الإيراني.

وفي روسيا، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف خلال مؤتمر صحافي: «نحن نرحب (بهذه المبادرة). إن بدء حوار جوهري سيسهل إعادة إحياء الثقة في الطبيعة السلمية البحتة للبرنامج النووي الإيراني». وأشار سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسية من جهته، إلى أن روسيا لا ترى أي مؤشر على أن البرنامج النووي الإيراني له أي أهداف عسكرية.

وقال: «في الوقت الحاضر لا نرى أي مؤشرات على تحويل هذا البرنامج لأغراض عسكرية.. وفي هذا فنحن نتضامن تماما مع استنتاجات التقرير الأخير الذي أصدره المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية» محمد البرادعي.